برلين "قلقة" وتدعو لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية
١٠ ديسمبر ٢٠١٠أعربت الحكومة الألمانية عن قلقها من الوضع القائم في الشرق الأوسط. وقالت ردا على سؤال لـ دويتشه فيلّه إنها تتابع بانتباه تطورات الأمور بعد تخلي الولايات المتحدة عن جهودها لإقناع إسرائيل بوقف نهج الاستيطان كشرط لبدء مفاوضات جديدة بينها وبين السلطة الفلسطينية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية أندرياس بيشكه إن مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيجتمع الاثنين المقبل في بروكسيل لبحث الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط ومن ضمنها الوضع في قطاع غزة. وأضاف أن برلين تؤيد بقوة خروج المجلس بتوافق حول ضرورة العمل على تحريك عملية السلام من جديد وتفعيل دور الرباعية الدولية.
ولفت المتحدث الألماني أيضا إلى أن مفوضي شؤون الشرق الأوسط في اللجنة الرباعية الدولية يعقدون حاليا اجتماعا في الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن الحكومة الألمانية تريد أن تقوم الرباعية بلعب دور أقوى.
وكشف بيشكه أن وزير الخارجية الألمانية غيدو فيسترفيلّه أجرى في الأيام الأخيرة سلسلة اتصالات دولية شملت مبعوث الإدارة الأميركية للشرق الأوسط جورج ميتشل والموفوضة العليا لشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي الليدي كاثرين إشتون معربا عن أمله في أن تثمر هذه الاتصالات عن تفعيل الرباعية الدولية وإعطائها القدرة على لعب دور أكبر.
برلين تطالب الطرفين بالعودة إلى طاولة المفاوضات
وكانت إشتون أصدرت بيانا في بروكسيل قبل يوم حذّرت فيه من تداعيات وقف جهود السلام في المنطقة وأعربت عن أسفها لعدم قبول إسرائيل طلب الولايات المتحدة والرباعية الدولية بتمديد وقف عمليات الاستيطان. وأضافت: "إن موقف الاتحاد الأوروبي إزاء المستوطنات واضح، وهو أنها غير شرعية في نظر القانون الدولي وحجر عثرة أمام السلام".
وبعد أن قال المتحدث باسم وزارة الخارجية إن برلين تطالب الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني بالجلوس من جديد إلى طاولة المفاوضات شدّد على أن هدف حكومته لا يزال تحقيق حلّ الدولتين؛ أي إسرائيل في حدود آمنة، وفلسطين قادرة على الحياة اقتصاديا ومؤسساتيا بحيث تجسّد هدف الفلسطينيين في دولة مستقلة.
وأكد أن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس كان ولا يزال شريكا دون منازع لألمانيا في عملية السلام.
وعما إذا كان يعني كلامه هذا الطلب من السلطة الفلسطينية الانخراط في مفاوضات سلام مع الإسرائيليين في ظل استمرار الاستيطان أجاب بيشكه بأن الهدف في نظر حكومته، ورغم صعوبة الوضع الحالي، يكمن عمليا في متابعة المفاوضات.
وجود نافذة مفتوحة
وقال إن وزير الخارجية فيسترفيلّه شدّد أخيرا "على ضرورة عدم العودة إلى الجمود" ولاحظ "استمرار وجود نافذة مفتوحة وفرصة لا بد من العمل على استغلالها من طرفي النزاع لتحقيق تقدم على طريق إرساء حل الدولتين".
ولم يشأ الناطق بلسان الحكومة الألمانية كريستوف شتيغمانتز التعليق على قرار الاعتراف الرسمي لبعض الدول بدولة فلسطين في حدود عام 1967 كما فعلت البرازيل والأرجنتين أخيرا.
وردا على سؤال حول ما إذا كان كشف موقع "ويكيليكس" وثيقة أميركية تطالب فيها المستشارة أنغيلا ميركل الولايات المتحدة بممارسة ضغوط شديدة على إسرائيل لوقف نهج الاستيطان أثّر على علاقات البلدين اكتفى شتيغمانتز بالقول أن حكومته اتفقت على عدم التعليق على كل ما يصدر عن "ويكيليكس".
اسكندر الديك
مراجعة: عبده جميل المخلافي