برلين لا تستبعد استمرار العملية الدولية في مالي سنوات
١٠ فبراير ٢٠١٣قال وزير الدفاع الألماني توماس ديميزير إنه لا يمكنه توقع مآل الوضعية في مالي. وأوضح وزير الدفاع الألماني في مقابلة مع صحيفة" تاغس شبيغل آم زونتاغ" البرلينية في عددها الصادر الأحد 10 فبراير/ شباط، قائلا"ليس باستطاعة أحد أن يقول ما إذا كانت العملية العسكرية في مالي ستستغرق عاما أو عامين أو ثلاثة كما لا يمكن لأحد أن يقول ما الذي سيتطلبه الوضع في غضون عامين".
وحول طبيعة المشاركة الألمانية في البعثة الأوروبية إلى مالي، استبعد وزير الدفاع الألماني بشكل قطع مشاركة ألمانية قتالية في بعثة الاتحاد الأوروبي. وأوضح أنه من غير المنظور أن تكون هناك مهمة قتالية في المهمة التي يعتزم الاتحاد الأوروبي القيام بها في مالي لتدريب القوات الحكومية.
وأعرب دي ميزير عن اعتقاده بأن هذا هو الطريق الصائب حتى لا ينظر الشعب في مالي إلى مهمة الجنود الأجانب في بلادهم على أنها احتلال "وهو من الدروس التي من المفترض أن نكون قد استوعبناها من أفغانستان".
وأضاف الوزير المنتمي إلى حزب المستشارة انغيلا ميركل المسيحي الديمقراطي:"نريد أن تبقى البلاد تحت القيادة المالية على الدوام وهو الأمر الذي يتطلب تعزيز القوة العسكرية لمالي، ونحن سنساعد في ذلك عن طريق تدريب القوات المالية". وأضاف:"وهذا الأمر يختلف عما كان في أفغانستان حيث كنا قد بدأنا في تعزيز القوات الأفغانية في وقت متأخر".
اعتداء انتحاري في غاو
وميدانيا، ذكرت وكالة فرانس برس أن معارك دارت الأحد في شوارع غاو بين جنود مالي وإسلاميين متشددين، وذلك إثر اعتداء انتحاري هو الثاني من نوعه خلال يومين في المدينة. واستهدف اعتداء انتحاري جديد وهو الثاني في يومين، مركز تفتيش عسكري مالي ليل السبت/ الأحد في غاو اكبر مدينة في شمال مالي استعدتها القوات الفرنسية والمالية مؤخرا من المقاتلين إسلاميين، وذلك رغم تشديد الإجراءات الأمنية. ولم تشهد مالي من قبل اعتداءات انتحارية، لكن يبدو أن المقاتلين الإسلاميين الذين فروا من مدن شمال البلاد التي كانوا يسيطرون عليها منذ أشهر، اثر القصف الجوي الفرنسي وزحف العسكريين الماليين والفرنسيين، قرروا اللجوء إلى هذا التكتيك وإلى زرع الألغام على الطرقات.
ودوى انفجار قوي مساء السبت في غاو. وقال جندي مالي في مكان الاعتداء قرب مركز تفتيش عند مدخل غاو الشمالي إن "انتحاريا فجر نفسه". وأفاد مراسل فرانس برس انه شاهد رأس الانتحاري الذي يبدو عربيا أو من الطوارق, وكان ما زال على الأرض صباح الأحد.
ولم يصب أي عسكري مالي في الانفجار حسب جنود منتشرين هناك لكن الطريق المؤدية إلى الشمال والى مدينتي بوريم وكيدال كانت مقفلة ولم يسمح لأي سيارة بسلوكها. وأفاد شهود عيان أيضا عن تبادل إطلاق نار بين الجنود الماليين ومقاتلين إسلاميين بعد الانفجار.
ووصل رتل من ست اليات فرنسية لنقل الجند صباح الأحد إلى هناك لمساعدة الجنود الماليين على إرساء الأمن وعثر على عدة ألغام مضادة للأشخاص في المنطقة على ما أفاد عسكر.
وفي سياق آخر، "نددت" حركة تحرير ازواد الإسلامية المنشقة عن الحركة الوطنية لتحرير ازواد السبت "بشدة" بمذكرات توقيف صدرت عن باماكو بحق اثنين من قيادييها بتهمة "الإرهاب" و"التمرد" لكنها جددت استعدادها للتفاوض من اجل "حل سياسي".
وأعلنت الحركة في بيان أن "حركة ازواد الإسلامية علمت دون مفاجأة بصدور مذكرة توقيف بحق الغباس اغ انتالا وبلال اغ الشريف، وأخذت علما بذلك". وأضافت الحركة أن "مالي تبدي بذلك عزمها على نسف الحل السياسي الذي يدعو إليه المجتمع الدولي". وأكدت "ندين بشدة بقرار السلطات المالية (...) وبطبيعة الحال سنواصل إعطاء الأولوية للحوار والتفاوض، لكن مع من نتفاوض؟".
وأصدرت نيابة باماكو الجمعة 26 مذكرة توقيف بحق قادة الحركة الوطنية لتحرير الازواد وحركة أنصار الدين والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا واتهمتهم "بالإرهاب" و"التمرد".
م.س/عزج.م ( د ب أ ، أ ف ب)