بريمرهافن - مدينة المتاحف والمتناقضات
٨ يوليو ٢٠١٠على إرتفاع 86 متراً يستطيع زائر مدينة بريمرهافن أن يفهم لماذا هي مدينة فريدة من نوعها، فمن على منصة فندق "سيل سيتى" يرى السائح مشهداً ساحراً لهذه المدينة البحرية المليئة بالمتناقضات، فوسط المنارات وسفن المتاحف يوجد صف من المتاحف الحديثة تم بناؤها بإبداع هندسي ، وفي الأفق يرى السائح سفن الركاب والحاويات العملاقة في مصب نهر الفيزر.
ويقول المرشد السياحى مانفريد سوندرمان والبالغ من العمر 64 عاما : "تشبه مدينة بريمرهافن فوطة يد طويلة ورفيعة"، فطولها يبلغ 17 كيلومترا وعرضها 5 كيلومترات . ثم يشير إلى اتجاه فيلهلمس هافن ويضيف "هنا ولاية سكسونيا السفلى" ، و على الرغم من هذا الموقع الرائع يوجد تناقض، فشكل المدينة نفسها ليس جميلاً : فالمباني العالية بُنيت في السبعينيات دون مراعاة الجانب الجمالي في تصميمها.
وسط المدينة خال من المناطق الجميلة، فمدينة بريمرهافن تم تدميرها في الحرب العالمية الثانية بعدما كانت قد بنيت عام 1827 حين أشترت مدينة وولاية بريمن قطعة أرض من مملكة هانوفر لكي تبنى عليها ميناء وأطلقت عليها اسم "بريمرهافن" أي ميناء بريمن. و مع الوقت تركت التغيرات الهيكلية أثرها على العمالة ففقدت صناعتا بناء السفن وبيع الأسماك عمالها وتراجع عدد السكان إلى 15.000 نسمة .
تاريخ المدينة
وعملت مدينة بريمرهافن جاهدة من أجل تغيير صورتها ،فقد قال فولكر كويلنج رئيس مكتب الترويج السياحي للمدينة إنه تم استثمار 500 مليون يورو من المال العام خلال الأعوام القليلة الماضية في مشروع " هافن فيلتن " أو عالم الميناء وحده.
وفي العام الماضي نزل 300.000 ضيف بفنادق هذا المشروع وزار مليون ونصف المليون سائح المدينة لمدة يوم على الرغم من صعوبة زيارة كل المعالم في يوم واحد.
حول العالم في ثلاث ساعات
إن زيارة "متحف المناخ- بريمرهافن، ثمانى درجات نحو الشرق" الشهير في المدينة تحتاج إلى ثلاث ساعات تقريبا، وكان المبنى قد افتتح في العام الماضي 2009. و يقول فولفجانج هويمر المتحدث باسم متحف المناخ إن أساس هذا المعرض هو القيام برحلة استكشافية يري الزائر فيها المقاطع الفيلمية التي أعدها سبعة من أعضاء الفريق الذي زار تلك الأماكن المختلفة الواقعة على ثماني درجات من الخط الطولي. فيزور السائح من خلال هذا المعرض جبال الألب السويسرية ثم ينتقل إلى جزيرة سردينيا ثم منطقة الساحل ثم الكاميرون وساموا والدائرة القطبية الجنوبية وألاسكا وبحر الشمال حيث تقع بريمرهافن.
وأثناء العرض يتم استخدام الروائح والمؤثرات الصوتية وحتى درجة الحرارة تتغير لتجعل مشاهد الأفلام قريبة للواقع فيشعر الزائر وكأنه زار تلك الأماكن بالفعل. ويجعل التباين في درجات الحرارة بين أكثر من 40 درجة مئوية الزائر إما أن يتجمد أو يتفصد عرقا بشكل تبادلي.
فعلى جبال الألب مثلاً يستطيع الزائر حلب بقرة اصطناعية ،وحتى أثناء السير عبر الغابات الاستوائية المطيرة ليلا تتساقط بعض قطرات أوراق الشجر فوق رؤوس الزائرين. غير أن التجربة الحية لمعايشة المناخ تأتي مع الخلفية التي شيدت بترف.
معالم ومتاحف بريمرهافن
ويستحق متحف المهاجرين أيضا الزيارة، فمنذ افتتاحه قبل خمس سنوات استقبل أكثر من مليون زائر ، فمنذ عام 1830 تحولت بريمرهافن إلى ميناء للمغادرة لنحو سبعة ملايين شخص توجهوا إلى العالم الجديد، وعند دخول المتحف يحصل كل زائر على بطاقة صعود مطبوع عليها إسم أحد هؤلاء المهاجرين.ويوضح المتحف أنه منذ عام 1830 هاجر نحو سبع مليون شخص إلى العالم الجديد .وعند دخول المتحف يحصل كل زائر على بطاقة صعود للسفينة مطبوع عليها اسم أحد هؤلاء المهاجرين.
ومن الممكن أن يتجول الزائرين أيضا في متحف السفن الألماني الذي تم افتتاحه عام 1975، ويعرض المتحف خمسة آلاف عام من تاريخ النقل البحري، ويتم عرض قطع بحرية أصلية سواء تلك التي كانت تدار بالمجداف أو سفن الإنقاذ أو زوارق بالشراع.
ولكن بريمرهافن تتيح معالم أكثر من المتاحف ،فهناك جولات بالميناء وجولات بالحافلات من الممكن حجزها، ومن الممكن زيارة حديقة الحيوان لرؤية طيور البطريق والدببة القطبية وكلاب البحر. وتتيح نافذة عرض ميناء صيد الأسماك نوعيات مختلفة من الأسماك وحياة الشواطئ، مع وجود العديد من الحانات والمطاعم والمتاجر بالميناء التي تدعوك للقيام بجولة والحصول على شيء تأكله وتشربه.
(م.ح/ د ب أ)
مراجعة: عبدالرحمن عثمان