بعد الموساد.. إيران تتهم مجاهدي خلق أيضا باغتيال فخري زاده
٣٠ نوفمبر ٢٠٢٠اتهمت إيران جهاز "الموساد" الإسرائيلي ومنظمة "مجاهدي خلق" المحظورة، بتنفيذ عملية "معقدة" باستخدام أسلوب "جديد بالكامل"، لاغتيال العالم النووي محسن فخري زاده، الذي شيّع اليوم الاثنين (30 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020) في مراسم تليق بكبار "شهداء" البلاد. وعلى هامش وداع العالم البارز، الذي اغتيل الجمعة قرب طهران، تعهد مسؤولون إيرانيون مواصلة الدور الذي كان يؤديه.
"أسلوب جديد واحترافي"
وكانت وزارة الدفاع أفادت الجمعة أن فخري زاده (59 عاما)، توفي متأثرا بجروحه بعد عملية استهداف لموكبه شملت تفجير سيارة وإطلاق رصاص، وذلك على طريق في مدينة آب سرد بمقاطعة دماوند شرق طهران.
وكشف أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني الاثنين أن الاغتيال كان "عملية معقدة استخدمت فيها أجهزة إلكترونية، ولم يكن ثمة أي شخص في المكان"، من دون أن يقدم تفاصيل إضافية بشأن ذلك. وأتت تصريحاته في مقابلات مصورة نشرها التلفزيون الرسمي ووكالة "فارس" للأنباء، على هامش مراسم التشييع.
وكانت الوكالة أوردت الأحد، أن إطلاق النار كان من خلال رشاش آلي موضوع على متن شاحنة صغيرة، وتم التحكم به عن بعد، قبل أن يتم تفجير السيارة.
وأفاد شمخاني في تصريحاته أن ما وصفه بـ"العدو" استخدم "أسلوبا (...) جديدا بالكامل، واحترافيا"، كاشفا أن فخري زاده كان مهددا "منذ عشرين عاما"، وتم إفشال محاولات سابقة لاستهدافه.
وأوضح المسؤول أن العملية "تورط فيها (...) المنافقون"، وهي مفردة يستخدمها المسؤولون الإيرانيون عادة للإشارة إلى منظمة "مجاهدي خلق" المعارضة في المنفى، والمصنفة "إرهابية" من قبل إيران. إلا أن "العنصر الإجرامي في كل هذا هو النظام الصهيوني والموساد"، في إشارة إلى جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الخارجية، بحسب شمخاني.
وأقيمت صباح الاثنين مراسم التشييع في مقر وزارة الدفاع في طهران، بمشاركة رسمية وحضور محدود.
إسرائيل وأمريكا يعرفانه جيدا
وكان فخري زاده رئيسا لمنظمة الأبحاث والابداع (سبند) التابعة لوزارة الدفاع. وقال حاتمي بعد وفاته، إن الراحل كان معاونا له وأدى "دورا مهما في الابتكارات الدفاعية" وفي "الدفاع النووي". وفي كلمته الاثنين، أكد وزير الدفاع أمير حاتمي أن الحكومة قررت "مضاعفة موازنة سبند"، وأن إيران "ماضية في مسار التقدم والاقتدار (...) ونهج الشهيد فخري زاده سيستمر باقتدار".
وفقدت إيران عددا من علمائها خلال الأعوام الماضية، في اغتيالات وجهت أصابع الاتهام فيها لإسرائيل.
ولم تعلق الدولة العبرية رسميا على الاغتيال.
وأدرجت وزارة الخارجية الأميركية فخري زاده على لائحة العقوبات عام 2008 على خلفية "نشاطات وعمليات ساهمت في تطوير برنامج إيران النووي"، بينما اتهمته اسرائيل سابقا عبر رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو، بالوقوف خلف برنامج نووي "عسكري" تنفي طهران وجوده.
وأعاد اغتيال فخري زاده فتح باب النقاش بشأن التزامات إيران النووية لا سيما الاتفاق المبرم مع القوى الكبرى عام 2015.
ووقّع أعضاء مجلس الشورى بالإجماع بعد جلسة مغلقة الأحد، بيانا يدعون عبره للرد على الاغتيال، ومنع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من دخول منشآت البلاد. وعادة ما يعود القرار النهائي في الأمور المتعلقة بالملف النووي في إيران الى المجلس الأعلى للأمن القومي.
ص.ش/أ.ح (أ ف ب)