1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بعد سقوط الديكتاتوريات، هل يعود الشباب المغترب إلى بلاده؟

٢٣ مارس ٢٠١١

اختلفت آراء الشباب في أمر عودتهم إلى بلادهم لمساندة أقرانهم في إعادة الإعمار بعض سقوط الديكتاتوريات، فبينما يرى البعض أن قرار العودة في الوقت الراهن بمثابة مغامرة، يرى آخرون أن بلادهم بأمس الحاجة إلى خبراتهم.

https://p.dw.com/p/10gFX
صورة من: DW

منذ بداية عام 2011 وقطار الثورات الاحتجاجية يتجول في أرجاء الوطن العربي. نقطة الانطلاق كانت تونس الخضراء لتليها بعد ذلك مصر ومن ثم ليبيا والبحرين واليمن وسوريا. الوصول إلى الحرية والعيش الكريم هو هدف ركاب القطار الذين كان معظمهم من جيل الشباب.

رحلة الشباب لم تكن سهلة، وكثيرا ما تمنى أقرانهم المغتربين في ألمانيا من مشاركتهم فيها، إلا أن ظروف الدراسة والعمل منعت الكثيرين منهم من تحقيق حلمهم في المشاركة على أرض الواقع كما يؤكد الطالب المصري حسام الذي يعيش في ألمانيا منذ أكثر من 10 سنوات "بسبب انشغالي بالامتحانات لم أتمكن من مشاركة الشباب في بلدي، ما زاد من حزني وهمي، إذ كنت مشتتا بين ناري المظاهرات والامتحانات".

"مهمتنا في ألمانيا لفت نظر الغرب إلى الظلم العربي"

Studentendemonstration in Hamburg: Solidarit mit Lybien
نهدف إلى لفت نظر الغرب إلى مايجري في الوطن العربيصورة من: DW

ورغم بعد الطالب التونسي أيمن بن عمر عن بلاده في هذه اللحظات التاريخية إلا أنه يرى أن مهمته تكمن في لفت نظر الغرب إلى الظلم الموجود في البلاد العربية من خلال تنظيم المظاهرات الشبابية التي نظمت في مختلف المدن الألمانية وتميزت بمشاركة الشباب من مختلف الجنسيات العربية ويستطرد بقوله " قمنا بجمع تبرعات مادية وشراء بعض الأدوية وأرسلناها للمحتاجين في بلادنا تضامنا معهم".

أما الشابة المصرية حنان فخالفت حسام وأيمن في تصرفها، إذ أن متابعتها لما يجري في بلادها زاد من لوعة غربتها وقلقها على أهلها، ما دفعها إلى ترك عملها والعودة إلى وطنها مصر.

هل يثق شباب المغتربين في مستقبل بلادهم؟

سقوط الأنظمة الديكتاتورية في بعض البلدان العربية كمصر وتونس، يعني بالتأكيد بداية مرحلة جديدة ولكن يبقى السؤال هنا: ما مدى ثقة شباب المغتربين في مستقبل بلادهم، وهل يفكر هؤلاء الشباب في العودة إلى بلادهم للمساهمة في إعادة بنائها؟

"المشاركة في المظاهرات وحده لا يكفي فمصر بحاجة إلى جهود شبابها الآن أكثر من ذي قبل لإعادة بنائها "هكذا أجابت الشابة المصرية حنان، فحنان ترى أن فرصة الشباب في الوصول إلى مطالبهم لايمكن أن تتحقق ببعدهم عنها. قرار حنان بالعودة إلى مصر وصفه حسام بأنه جريء جدا، فحسام في حيرة من أمره وغير قادر على اتخاذ القرار بالعودة في الوقت الحالي،" قد أفكر في العودة إلى مصر في الأشهر المقبلة، إلا أنني لست متأكدا من ذلك".

"عودة المغتربين إلى وطنهم مغامرة"

Kairo Ägypten Touristen Flughafen
العودة إلى الوطن بين الجرأة والمغامرةصورة من: picture-alliance/dpa

وتبرر الاعلامية ناديا النشار تردد حسام بالعودة إلى وطنه بقولها "لازلنا نعيش في حالة ثورة فسقوط النظام ممثلا بصورة الرئيس لايعني بالضرورة سقوط النظام بأكمله"، وترى أن عودة الشباب إلى وطنهم في الوضع الراهن بمثابة مغامرة "فمصر تعيش لحظات دقيقة في تاريخها تتمثل في إعادة بنائها وبناء الشخصية المصرية الحقيقة التي عرفت على مر التاريخ".

وعلى عكس ناديا تدعو الشابة التونسية مروة، جميع الشباب التونسي المغترب للالتحاق ببلده "من أجل المساهمة في بناء الوعي التنموي والاقتصادي والديمقراطي الذي اكتسبوه من الغرب".

" لم نتعود على هذا القدر من الحرية"

Ägypten Kairo Tahrir Platz Tahrir-Platz
ميدان التحرير في مصر تحول إلى معلما سياحيا مهما في القاهرةصورة من: picture-alliance/dpa

أما على صعيد التغيرات التي حدثت في تونس ومصر بعد سقوط الأنظمة الديكتاتورية، فتصف ناديا هذه التغيرات بأنها متباينة. فبالرغم من ارتفاع سقف الحرية في بعض المؤسسات الإعلامية في مصر إلا أن ناديا ترى أن هناك تفاوت في المستويات الفكرية والثقافية بين الإعلاميين أنفسهم وتستطرد قائلة " لم نتعود على هذا القدر من الحرية، ما يجعلنا نبتعد عن الحرفية في عملنا الصحفي"، ومن ناحية أخرى ترى أن ما حدث في مصر أثبت مدى وعي الشباب المصري بما يحدث في بلده "كنا نظن أن طلاب الجامعات بعيدون عن الحياة السياسية والاقتصادية ولكننا فوجئنا بأننا بصدد عقليات في منتهى النضج".

أما على الصعيد الاقتصادي، فرغم الركود الذي تشهده بعض القطاعات وارتفاع أسعار بعض السلع إلا أن ناديا تتطلع إلى مستقبل مصر الاقتصادي بعيون متفائلة، وتضيف قائلة"هناك وعود بإحداث تغيرات كبيرة وخاصة في القطاعات التي تشهد تفاوتا كبيرا في مستوى الأجور ولدي ثقة تامة بأن الحكومة الجديدة ستضع أولويات الشعب المصري ضمن أولويتها". وهو ما تأمله مروة أيضا بعد الانتهاء من مرحلة التنمية والإصلاح السياسي التي تعيشها تونس حالياً.

دالين صلاحية

مراجعة:هبة الله إسماعيل