بعد توليها مقعدا بمجلس الأمن - خطط عديدة لدى ألمانيا!
١ يناير ٢٠١٩عندما جرى التصويت لصالح عضوية ألمانيا بمجلس الأمن الدولي في يونيو/ حزيران الماضي وعد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس العالم بأن بلاده "ستتحمل المسؤولية المنبثقة عن القرار وأنها "لا تريد غض البصر"، بل "الكشف عن مواقف".
المقعد الذي تقلدته ألمانيا بداية من اليوم الثلاثاء (أول يناير/ كانون الثاني 2019) هو غير دائم، ولن يكون صوتها بنفس قوة أصوات دول الفيتو الخمس: أمريكا، روسيا، الصين، بريطانيا وفرنسا، إلا أن ألمانيا لديها خطط كثيرة خلال العامين، التي ستبقى فيها عضو بأقوى وأهم هيئة بالأمم المتحدة.
أجندة: أوروبا قوية
هذه هي المرة الخامسة، التي تصبح فيها ألمانيا عضوا غير دائم بمجلس الأمن الدولي، ويريد ماس القيام بحملة من أجل تعزيز "التعددية" التي تعرضت لضغوط بسبب أمور من بينها سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القائمة على "أمريكا أولا". وتقف الأمم المتحدة في قلب "النظام التعددي" حسب ماس، الذي قال "نعيش في زمن نحتاج فيه إلى المزيد من النظام الدولي والموثوقية والمزيد من الثقة في قواعدنا المشتركة". وأضاف ماس "الأمم المتحدة تكون بهذا القدر من القوة والعدالة والفعالية، بحسب ما يفعله أعضاؤها".
كما تريد ألمانيا أن يكون لأوروبا دور قوي داخل المنظمة الدولية، وأن يصبح للقارة الأوروبية مقعدا دائما بمجلس الأمن أسوة بالقوى الخمس الكبرى، خصوصا وأنه بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ستكون فرنسا وحدها الممثل لأوروبا بمجلس الأمن. وإلى جانب ألمانيا تشغل في السنة الجديدة كل من بلجيكا وبولندا مقاعد داخل مجلس الأمن كعضوين غير دائمين.
المشاركة في مهام الأمم المتحدة
تشارك ألمانيا حاليا في ثماني بعثات من بين 14 بعثة تابعة للأمم المتحدة، بما في ذلك جنود وشرطيات ورجال شرطة. ومثلا الجنود الألمان في مالي هم أكثر الأعضاء نشاطا في بعثة تحقيق الاستقرار في مالي، حيث يساعد حوالي 1100 ألماني في دعم عملية السلام والمصالحة الداخلية في مالي. ويأملون في الوقت نفسه في تحقيق الاستقرار في منطقة غرب إفريقيا بأكملها.
وفي لبنان تشارك ألمانيا في بعثة "يونيفيل"، وهي واحدة من أقدم بعثات للأمم المتحدة عموما. علاوة على ذلك، تنشط القوات الألمانية في السودان وجنوب السودان والصومال والصحراء الغربية وليبيا وهايتي. وفي جميع هذه البعثات، لا تساعد ألمانيا فقط من خلال الجنود وإنما تدعم أيضًا عملية حفظ السلام من خلال فرق التدريب المتنقلة.
من خلال مشاركة ألمانيا في مهام الأمم المتحدة الأمنية هذه تحظى ألمانيا باحترام واعتراف كبير من جميع أنحاء العالم. وليس لهذا فقط هناك كثيرون يطالبون بمقعد دائم لألمانيا في مجلس الأمن.
كما تقف على أجندة ألمانيا في مجلس الأمن أيضا موضوعات أخرى مثل منع وقوع الأزمات والصراعات. وأعلن هايكو ماس في نهاية ديسمبر/ كانون الأول أن ألمانيا تريد استخدام مقعدها في مجلس الأمن الدولي من أجل لرفض نصب صواريخ متوسط المدى إذا ألغيت معاهدة حظر الصواريخ المتوسطة المدى بين الولايات المتحدة وروسيا. وقال ماس إن "نشر صواريخ جديدة متوسطة المدى سوف يقابله رفض واسع من قبل ألمانيا".
فريدل تاوبه/ص.ش