بكين تصعد من لهجتها قبيل تسليم جائزة نوبل لـ تشياوبو
١٠ ديسمبر ٢٠١٠يجتمع منشقون صينيون في المنفى وقسم من جهاز أوسلو الدبلوماسي والزوج الملكي النرويجي اليوم الجمعة حول كرسي شاغر لتكريم الفائز بجائزة نوبل للسلام المعارض الصيني المسجون ليو تشياوبو الذي بات العدو الأول لبكين.
وأعلن رئيس لجنة نوبل النرويجية ثوربيورن ياغلاند خلال مؤتمر صحافي في قصر بلدية اوسلو أمس الخميس أن الكرسي الشاغر "سيكون رمزا قويا جدا وهو خير دليل على أن هذه الجائزة منحت للشخص الذي يستحقها". والى الكرسي الشاغر، سيتمثل ليو تشياوبو رمزيا بصورة وستقوم الممثلة النرويجية ليف اولمان بقراءة احد نصوصه.
ومن المتوقع أن يغب قرابة 20 دولة عن الحفل، فبالإضافة إلى الصين فان الدول الغائبة هي روسيا وأفغانستان والجزائر والسعودية وكوبا ومصر والعراق وإيران وكازاخستان والمغرب وباكستان والسودان وتونس وفنزويلا وفيتنام والسلطة الفلسطينية، بحسب أخر الأرقام الصادرة عن معهد نوبل. وقال مدير المعهد غير لوندستاد لوكالة فرانس برس "إن كولومبيا وصربيا والفيليبين وأوكرانيا التي كانت ضمن لائحة الرافضين الحضور، قررت في النهاية المشاركة".
الصين:" انكشاف نوايا الغرب الشريرة"
ومع غضب الصين لمنح الجائزة للمعارض الذي تصفه بأنه "مخرب ومجرم" امتد خلافها مع لجنة نوبل إلى نطاق أوسع وانتقدت الغرب قائلة إنه يحاول فرض آرائه عليها. وقالت لجنة نوبل أمس إن حقوق الإنسان "قيم عالمية" أساسية. لكن منظري الحزب الشيوعي الصيني يرون أن العبارة تستخدم لوصف القيم الليبرالية الغربية. ورداً على منح الجائزة للمعارض الصيني، قالت صحيفة جلوبال تايمز التي تديرها صحيفة الشعب اليومية، لسان الحزب الشيوعي الصيني في مقال افتتاحي: "ستعرض اليوم في أوسلو بالنرويج مسرحية هزلية، مسرحية محاكمة الصين."
وحكم على تشياوبو أواخر العام الماضي بالسجن 11 عاما بتهمة تخريب سلطة الدولة وكتابة بيان يدعو للإصلاح الديمقراطي في البلاد. وشنت السلطات حملة واسعة على المعارضين للنظام الصيني قبل مراسم منح الجائزة، كما منعت أصدقاءه وأسرته من حضور مراسم تسليم الجائزة. وتعتبر الصين انتقاد الغرب لسجل حقوق الإنسان فيها محاولة لوقف نموها الاقتصادي. وقالت مرارا إن أي تغييرات في نظامها السياسي لا يجب أن تحاكي الديمقراطية الغربية.
من جهتها قررت لجنة نوبل تمثيل تشياوبو من خلال مقعد خاو خلال الاحتفال، فيما وصفته بأنه رمز لسياسة العزلة وقمع المعارضين التي تنتهجها الصين. وستكون هذه المرة الثانية في تاريخ جائزة نوبل التي يحرم فيها فائز بالجائزة من حضور حفل التسليم شخصيا أو من إرسال من ينوب عنه رسميا. والمرة الأولى كانت عندما منع النظام النازي في ألمانيا الناشط الداعي للسلام كارل فون أوسيتزكي من حضور الحفل عام 1935. ولن يتمكن تشياوبو ولا زوجته ليو تشيا الخاضعة للإقامة الجبرية ولا أقاربه الذين منعوا من مغادرة الصين من استلام الجائزة التي أثارت غضب النظام الشيوعي الصيني.
من جانبه شن الإعلام الرسمي الصيني حملة على الغرب وعلى جائزة نوبل. وقالت صحيفة الشعب الصينية في مقالها الافتتاحي "ربما تعتقد تلك الحفنة من السادة في أوسلو أنها ستحظى بالإطراء بسبب شهرة نوبل ودعم بعض القوى السياسية الغربية، إنهم مخطئون." وأضافت أن أوسلو أرادت استخدام الجائزة في "تغيير اتجاه تنمية الصين" وأن منح نوبل للسلام لـتشياوبو كشف "النوايا الشريرة" للغرب.
ويذكر أن السلطات الصينية أحكمت اليوم تضييقها على المعارضين ومنعت بث برامج تلفزيونية أجنبية وعززت الحضور الأمني حول مكان اعتقال تشياوبو وذلك من اجل أن يمر التسليم الرمزي لجائزة نوبل للسلام إلى المنشق المسجون من دون جلبة.
( ع خ / ا ف ب / رويترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي