بن لادن لم يكن مسلحاً..وانتقادات لـ"فرح" ميركل بقتله
٤ مايو ٢٠١١على العكس من رواية رسمية سابقة قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن أسامة بن لادن لم يكن مسلحا أثناء قتله. وأدلى كارني برواية أكثر تفصيلا عن الهجوم على بيت بن لادن، وقال وهو يتلو بيانا أعدته وزارة الدفاع "بأوامر من الرئيس هاجم فريق أمريكي صغير مجمعا آمنا في حي راق من إسلام آباد للقبض على أسامة بن لادن أو قتله". وأوضح الكوماندوس وجد ثلاث عائلات منها عائلة ابن لادن في مبنيين مختلفين في المجمع السكني، فقام بإخلاء المبنى الذي كانت تعيش فيه إحدى العائلات فيما دخل فريق آخر الطابق الأول من منزل بن لادن حيث تعيش عائلة أخرى. وأكد كارني أنه في ذلك الطابق قتلت قوات أمريكية ناقلي رسائل تنظيم القاعدة مع امرأة "قتلت وسط النيران"، وذلك في تراجع عن رواية سابقة بأن المرأة تم استخدامها كدرع بشرية.
وتابع المتحد الأمريكي قائلا وبعدها وجد الكوماندوس بن لادن وعائلته في الطابقين الثاني والثالث من المنزل. وأوضح كارني أن الفريق الأمريكي كان يخشى "أن يقاوم بن لادن عملية الاعتقال وفي الواقع فإنه قاوم". ورفض المتحدث باسم البيت الأبيض ذكر تفاصيل عن شكل مقاومة بن لادن أو حجمها، موضحا أن "المقاومة لا تقتضي أن تكون بسلاح ناري. وانأ علي يقين أن مزيدا من التفاصيل سيكشف عنها حينما يصبح ذلك متاحا". إلا أن كارني أورد مع ذلك تفاصيل إضافية وقال "اندفعت امرأة ... زوجة بن لادن نحو المهاجم الأمريكي وأطلق عليها النار في ساقها ولكنها لم تقتل. ثم أطلق الرصاص على بن لادن وقتل. ولم يكن مسلحا".
هل يجوز الابتهاج بقتل بن لادن؟
وفي ألمانيا احتدم الجدل حول إعلان المستشارة ميركل عن "سرورها" بمقتل بن لادن، وجاءت الانتقادات اتجاه المستشارة من الكنائس ومن داخل الحزب الديمقراطي المسيحي الذي تترأسه. وبهذا الصدد قالت كاترين جورينغ إيكارت نائبة رئيس البرلمان الألماني وهي من حزب الخضر المعارض "كمسيحية لا يسعني إلا أن أقول أنه ليس هناك أي داعي للسرور حينما يقتل شخص ما عن عمد". وذهب سغفريد كاوده، وهو عضو في اللجنة القانونية للبرلمان الألماني وعضو في حزب ميركل، في نفسه الاتجاه وقال "التعبير لم يكن موفقا، فهو يحيل إلى فكرة الانتقام (..) وكأننا في القرون الوسطى".
وأوضحت كاترين جورينغ إيكارت أنه يمكن الشعور بالسرور أن بن لادن لم يعد بوسعه العمل كزعيم للإرهابيين ولكن "ليس السرور بموته". وأكدت النائبة أنه كان من المفروض اعتقال بن لادن وتقديمه للمحاكمة وكان ذلك سيكون منسجما مع يمكن انتظاره من دولة القانون.
ومن جانبها، نأت نائبة رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي، إنجريد فيشباخ، بنفسها عن تصريحات ميركل، وقالت: "من منظور مسيحي فإنه غير مناسب بالتأكيد الإعراب عن السعادة باغتيال إنسان". وفي الوقت نفسه، أشارت فيشباخ المنتمية إلى اللجنة المركزية للكاثوليك الألمان، إلى أن أسامة بن لادن كان ضالعا في العديد من الهجمات الإرهابية في جميع أنحاء العالم على مدار سنوات.
"قتل بن لادن قد يكون تعسفياً"
وكانت ميركل قد قالت في مؤتمر صحفي عقب إعلان قتل بن لادن "سعدت لنجاح عملية قتل بن لادن" وأضافت أنها شعرت بأن عليها أن تعبر عن "احترامها" للرئيس الأمريكي باراك أوباما من أجل هذه العملية. وذهبت المستشارة الألمانية باستخدامها كلمة "قتل" إلى أبعد من وزير خارجيتها غيدو فسترفيله الذي تحدث عن إنهاء حياة بن لادن وحرص على عدم استخدام لفظ قتل نظرا للجدل المثار في ألمانيا حول شرعيته. لكن فيسترفيه دافع عن تصريحات المستشارة.
كما قوبلت تصريحات ميركل بانتقادات من الأسقف الكاثوليكي العسكري، فرانس-جوزيف أوفربيك ، وقال في تصريحات لمجموعة "دابليو.إيه.زيد" الإعلامية: "لا ينبغي على إنسان وليس فقط كمسيحي أن يفرح بقتل إنسان حتى لو كان مجرما... كان من الأفضل أن يتم تقديم بن لادن إلى المحاكمة".
وفي سياق متصل أعرب كاودر عن تشككه إزاء الوضع القانوني لعملية اغتيال بن لادن، وقال: "القتل التعسفي غير مسموح به وفقا للميثاق الدولي بشأن الحريات المدنية والسياسية. إذا تبين أن بن لادن لم يكن يمارس نشاطه منذ فترة طويلة فإن هذا القتل قد يكون تعسفيا". وأضاف كاودر: "مبدأ (الغاية تبرر الوسيلة) ليس قاعدة قانونية، إننا بحاجة إلى قواعد قانونية دقيقة... الأمم المتحدة مطالبة هنا بوضع قواعد ملزمة، ويتعين توضيح ما ينبغي أن يسري وما لا ينبغي".
(ح.ز/ رويترز/ د.ب. أ)
مراجعة: عبده جميل المخلافي