بورصة برلين للسياحة: إقبال على السياحة الفاخرة وتراجع بمصر وتونس
٧ مارس ٢٠١٣أخيراً وبعد أسابيع طويلة مليئة بالأمطار والثلوج والغيوم تشرق الشمس وتضيء سماء برلين. "لقد أحضرناها معنا من إندونيسيا"، هكذا تصف وزيرة السياحة الإندونيسية ووجهها تعلوه ابتسامة عريضة، الجو المشرق الجميل في برلين، التي تستضيف هذه الأيام بورصة برلين السياحة. وإندونيسيا هي ضيفة شرف لدورة عام 2013 لأكبر معرض للسياحة في العالم، حيث يمثلها فيه 120 عارض.
وتسعى إندونيسيا إلى تقديم نفسها للجماهير بأنها قبلة سياحية تحرص فيها على حماية بيئتها وثرواتها الطبيعية وأن مناطقها السياحية متعددة ومتنوعة ولا تقتصر على جزر بالي فحسب. يأتي ذلك في وقت شهد فيها قطاع السياحة في إندونيسيا العام الماضي نمواً بلغ 5.2 بالمائة.
واستفادت إندونيسيا من تزايد رغبة الناس في شتى أنحاء العالم في السياحة وزيارة دول أخرى. وقد أعلنت منظمة السياحة العالمية (UNWTO) قبل أسابيع أن عدد السياح خلال عام 2012 قد ناهز لأول مرة عتبة المليار سائح، كما تتوقع المنظمة أن يصل عددهم مليار و600 مليون سائح بحلول عام 2020. "هذا يشكل بالطبع تحديات للسياسة والبنية التحتية وخاصة لقطاع السياحة ومختلف الشركات العاملة في هذا المجال"، وفق ما يقول ميشائيل فرينتسل، رئيس الرابطة الألمانية لشركات السياحة.
الألمان - عشاق السفر والسياحة الآمنة
ويعتبر الألمان من هواة السفر والسياحة، حيث يفضل ثلثهم السفر وقضاء العطلة في الخارج. وقد بلغت قيمة المصاريف التي صرفها الألمان على سفرياتهم السياحية العام الماضي نحو 64 مليار يورو، بمعدل زيادة بلغ مليارين و200 ألف يورو مقارنة بعام 2011.
وتعتبر إسبانيا وإيطاليا بالإضافة إلى تركيا من الوجهات السياحية المفضلة لدى الألمان، ويبدو أن الأمر لن يتغير خلال الصيف المقبل. ويتوقع يورغن بوشي، رئيس الرابطة الألمانية لوكالات الأسفار، أن تستعيد اليونان بريقها وجاذبيتها لدى السياح الألمان.
ولفت إلى أنه، وبعد تراجع كبير في عدد سياح اليونان العام الماضي، عاد هذا البلد هذا العام ليستقطب أعداداً متزايدة من عشاق مهد الحضارة الإغريقية. ويقول بوشي: "طبعاً هذا الأمر يسعدنا، ذلك أن اليونان واحدة من أهم وجهات قطاع السياحة الألماني". ويضيف: "كرم الضيافة في اليونان وجودة المنتج السياحي في الجزر اليونانية يستحق أن يستعيد السياح ثقتهم فيها ويعودوا إليها".
تراجع الطلب على تونس ومصر
أما تونس ومصر، اللتان شهدتا العام الماضي انتعاشاً ملحوظاً في قطاع السياحة بعد فترة ركود بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية على خلفية الثورات، فإن العام الحالي لا ينذر بتطور إيجابي. كما تراجع عدد السياح القاصدين قبرص ومالطا وأستراليا وكذلك جنوب وشرق إفريقيا، بالخصوص كينيا وناميبيا وجنوب إفريقيا. ذلك أن الألمان عادة ما يتجنبون الوجهات السياحية التي تشهد أزمات أو غير آمنة، فالأمن والأمان من الأمور المهمة بالنسبة للسياح الألمان.
كما تشهد السياحة الفاخرة إقبالاً ملحوظاً وليس فقط على وجهات سياحية معينة معروفة بهذا النوع من السياحة مثل الإمارات العربية المتحدة وجزر السيشال، بل حتى الوجهات السياحية الكلاسيكية توفر هذا النوع من السياحة، على غرار ما يوضح بوشي، الذي يؤكد قائلاً: "السياحة الفاخرة في نمو متزايد بغض النظر عن القبلة السياحية أو منظمي الأسفار والرحلات".
فلا عجب إذن أن تسجل السياحة الفاخرة عام 2012 رقماً قياسياً في الأرباح بلغ 24 مليارا و4 ملايين يورو. كما تتوقع الرابطة الألمانية لوكالات الأسفار تحقيق نمو خلال العام الجاري يتراوح بين 3 و4 بالمائة.