بوروسيا دورتموند ومخاطر الوقوف وحيدا في المركز الثاني
١٨ ديسمبر ٢٠١٥الأداء الرائع لبروسيا دورتموند في دور الذهاب في بطولة الدوري الألماني (بوندسليغا) هذا الموسم لا يفوقه إلا أداؤه في موسم 2010/2011، الذي فاز فيه بلقب البطولة. فالفريق الذي يدربه توماس توخل خاض حتى الآن 16 مباراة فاز في 12 منها وخسر مباراتين وتعادل في مباراتين أيضا. وحقق خلال ذلك رقما قياسيا في الفوز على ملعبه حيث فاز ثماني مرات وتعادل مرة واحدة. وتتبقى له مباراة أمام كولونيا، السبت (19 ديسمبر/ كانون الأول 2015) في ختام منافسات الدور الأول من البطولة.
حصيلة دورتموند من الأهداف أكبر من حصيلة بايرن ميونيخ، المتصدر للبطولة، الذي جمع 43 نقطة. بينما لدى دورتموند 38 نقطة. أما صاحب المركز الثالث، هيرتا برلين، فرصيده 29 نقطة. وهذه المسألة تجعل بوروسيا دورتموند يقف وحيدا في "منزلة بين المنزلتين". فعلى ما يبدو لم يعد دورتموند قادرا على ملاحقة قطار بايرن، الذي لم يتعثر سوى مرة واحدة. في المقابل، لا يواجه الفريق "الأصفر والأسود" تهديدا حقيقيا من الأندية المطاردة له في جدول ترتيب البوندسليغا. وبعبارة أخرى "لا هو قادر على منافسة بايرن ولا خطر يهدده من ملاحقيه"، وهنا تكمن الخطورة بالنسبة للمدرب توماس توخل، حسب ما يرى شتيفن كيرشنر، الخبير في شؤون التحفيز.
ويوضح كيرشنر، المتخصص في التدريب الذهني والتحفيز النفسي في حديث مع موقع "فوكوس أونلاين" الألماني أن الوضع بالنسبة لتوماس توخل واللاعبين ليس وضعا سهلا، فهم، وكذلك الجماهير، يعرفون أنه بالنسبة لدورتموند ليس هناك شيء يمكن فعله هذا الموسم، وسيبقى الفريق في عملية "سير في المحل"، فـ"لا تقدم ولا تأخر"، وهي وضعية مريحة لكنها معقدة. "عندما يعرف المرء أنه ليس بإمكانه تحقيق شيء، وأنه حقق شيئا لا يريد خسارته، يتسبب ذلك في حدوث ردود فعل معينة داخل الجسم"، يقول كيرشنر، مضيفا: "هذه الانفعالات يمكن أن تكون لها آثار حادة على الحافز (لدى الشخص)".
"توخل يحول كل لاعب إلى قدوة"
يعرف خبير التحفيز الخطر الذي يواجهه دورتموند، ويعود لإلقاء نظرة على الموسم الماضي، عندما كان الفريق يترنح في مراكز شبح الهبوط من الدوري. ويقول كيرشنر: "يجب أن نضع في الاعتبار صدمة الموسم الماضي. فذلك يخلق، في العقل الباطن، حافزا من أجل عدم الوقوع مرة أخرى في الدوامة السلبية". وينوه الخبير في شؤون التحفيز إلى أن تعرض الفريق لهزيمتين أو ثلاث هزائم متتالية يمكن أن يسبب له شكوكا في قدراته.
"النجاح يغطي بظلاله على كثير (من السلبيات). ودورتموند لعب على مدار الموسم (الحالي) بمستوى فائق. لكن إذا عاد الفشل فجأة، وهذا وارد جدا، يمكن أن تعود للأذهان تجربة الموسم الماضي، ومعها فقدان الثقة في النفس"، يقول شتيفن كيرشنر.
ويرى الخبير النفسي أن بايرن ميونيخ يتفوق على دورتموند كثيرا من ناحية الثبات النفسي. لكنه مقتنع من أنه رغم قوة بايرن فإن دورتموند يمكنه على المدى البعيد أن يصبح منافسا وليس ملاحقا له، والسبب هو مدرب دورتموند توماس توخل.
ويمتدح الخبير في التحفيز مدرب دورتموند ويقول: "توخل لديه خطة فردية حول كيفية تمكنه من تحويل كل لاعب (في دورتموند) إلى قيادي. فالأمر لم يعد كما كان في السابق، حيث كان يوجد في الفريق قيادي واحد مثل شتيفان إيفنبرغ أو ميشائيل بالاك".
وواصل كيرشنر حديثه مع "فوكوس" قائلا: "لقد رأينا ذلك أيضا في كأس العالم 2014. (رأينا) لام، وميرتيساكر، وشفاينشتايغر وكلوزه. لم يكن هناك قائد واحد وإنما قادة كثيرون. فكل لاعب هو قدوة. وتوخل يقول لكل لاعب: بإمكانك أن تصبح قدوة".