بيربوك: هدف مساعدة البلدان الفقيرة لحماية المناخ يمكن تحقيقه
٢ مايو ٢٠٢٣ذكرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أن الدول الغنية ستفي بوعدها طويل الأمد بتقديم الدعم المالي للدول الفقيرة في حماية المناخ هذا العام. وقالت الوزيرة في حوار بيترسبرغ للمناخ اليوم الثلاثاء (الثاني من مايو/ أيار 2023) في برلين: "النبأ السار هو: كما يبدو الآن، نحن في طريقنا للوصول أخيرا إلى مبلغ 100 مليار دولار أمريكي هذا العام".
تجدر الإشارة إلى أن الدول النامية تريد أن يُتاح لها هذا المبلغ كل عام. وقالت بيربوك إن ألمانيا تعهدت بالفعل بزيادة مساهمتها في التمويل الدولي للمناخ إلى ما لا يقل عن ستة مليارات يورو، موضحة في المقابل أن هناك حاجة إلى عدة تريليونات من اليورو لحماية المناخ والتكيف مع زيادة الاحتباس الحراري، وقالت: "الأموال العامة وحدها لن تكون قادرة على تلبية هذا الاحتياج، لذلك من المهم حشد مبالغ ضخمة من أموال القطاع الخاص".
وأكدت بيربوك التزام ألمانيا، إلى جانب الولايات المتحدة، بإجراء إصلاحات في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وقالت: "نريد أن نجعل تمويل المناخ جزءا لا يتجزأ من نموذج أعمال البنك الدولي". وشددت بيربوك على الآثار المهددة للحياة لتغير المناخ على بعض البلدان وقالت: "بالنسبة لنا جميعا، هذه الأزمة هي أكبر تحد أمني في عصرنا".
وفي مستهل حوار بيترسبرغ للمناخ، دعت الوزيرة إلى توسع عالمي في طاقتي الرياح والشمس، موضحة أنها تريد خلال الاجتماع الذي سيستمر يومين في برلين فتح نقاش حول ما إذا كان من الممكن الوصول إلى هدف لتوليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة في مؤتمر المناخ العالمي المقبل. ويشارك في حوار بيترسبرغ ممثلون من 40 دولة، من أجل الإعداد لمؤتمر المناخ العالمي القادم في دبي .
وأكدت بيربوك أن الاجتماع ليس مؤتمرا عاديا يبحث عن حد أدنى لقاسم مشترك، وقالت: "حوار بيترسبرغ للمناخ هو مؤتمر عمل يجمع على وجه الخصوص أولئك الذين يريدون حقا القيام بشيء ما". وفي كل عام منذ عام 2010 يجمع حوار بيترسبرغ بشأن المناخ مجموعة مختارة من البلدان للتحضير لمؤتمر المناخ العالمي في نهاية العام.
غوتيرش: نحن نعرف الحقائق، تحركوا الآن!
وألقي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كلمة تحية عبر الفيديو، دعا فيها جميع الجهات الرئيسية المسببة لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى بذل جهود أكبر للحد من الانبعاثات. وقال من المهم "تسريع إزالة الكربون عن القطاعات الاقتصادية المهمة". والدول الناشئة مدعوة أيضًا إلى تحقيق حياد غازات الاحتباس الحراري بحلول عام 2050 إن أمكن. وناشد غوتيريش المجتمعين في العاصمة الألمانية: "نحن نعرف الحقائق ، من فضلكم تحركوا الآن!"، وأضاف "لقد أشحنا بنظرنا أطول مما يجب".
.
الجابر: ما من خيار آخر!
ومن جانبه دعا الإماراتي سلطان أحمد الجابر، رئيس الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف (كوب28)، إلى "مضاعفة" إنتاج الطاقة المتجددة "ثلاث مرات" بحلول عام 2030 على مستوى العالم للمساعدة على الحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراري.
وطرح الجابر، وهو أيضا رئيس شركة النفط الإماراتية العملاقة أدنوك، هذا الهدف الطموح الذي قال إنه يتعين "مضاعفته مجددًا بحلول عام 2040". وشدّد الجابر على أنّه "ما من خيار آخر" غير خفض الانبعاثات. وكان قد حدّد مسار مضاعفة مصادر الطاقة المتجددة بثلاث مرات في مناقشات جرت خلف أبواب مغلقة في اجتماع مجموعة السبع في منتصف نيسان/أبريل في سابورو في اليابان.
وتم تسمية الحوار على اسم مكان انعقاد المؤتمر الأول في بون، على الرغم من أن الحدث يقام الآن في برلين. وسيعقد مؤتمر المناخ العالمي المقبل لمدة أسبوعين اعتبارا من نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل في دبي. والإمارات من بين أكبر عشرة منتجين للنفط في العالم. وقالت نائبة المتحدثة باسم الحكومة الألمانية كريستيانه هوفمان، إن الحكومة الألمانية ترى أنه يجب أن يصبح المؤتمر "نقطة مسار محورية لقيادة العالم نحو هدف 1.5 درجة". ومع ذلك يعتبر هدف الحد من الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مقارنة بأوقات ما قبل عصر الصناعة هدفا غير واقعي بشكل متزايد في ضوء جهود حماية المناخ الراهنة.
وأشار الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ إلى أنه من المحتمل أن يتم تجاوز الهدف لسنوات عديدة قبل أن ينخفض متوسط درجة الحرارة العالمية مرة أخرى - وذلك فقط إذا نفذت البلدان تدابير أكثر صرامة لحماية المناخ.
ع.خ/ (د ب ا، أ ف ب )