بيل ونيدفيد ورونالدو كانوا على أعتاب اللعب في البوندسليغا

من يتحدث اليوم عن ارتداء الويلزي غاريث بيل لقميص نادي هامبورغ، الذي يصارع منذ فترة شبح الهبوط في الدوري الألماني، قد يوصف بالجنون. ولكن هذا الأمر كان على بعد خطوة من التحقق. ففي صيف عام 2008 تولى مارتن يول تدريب هامبورغ، وقبلها كان المدرب الهولندي مشرفا على فريق توتنهام الانكليزي، وبالتالي كان يول يعرف غاريث بيل اللاعب الشاب، الذي لم يدخل عالم الشهرة بعد.

"لقد أدركت آنذاك قدراته. آخرون لم يروا ذلك في بداية مسيرة بيل"، هكذا صرح يول لإذاعة "تولك سبورت" الرياضية البريطانية. ولكن الصفقة لم تتم. بيل كان يومها بعمر الـ18، وقيمة الصفقة سبعة ملايين يورو. مخاطرة كبيرة بالنسبة لمسؤولي فريق هامبورغ. وبدلا من ذلك اتجه هامبورغ إلى القارة الأمريكية الجنوبية وتعاقد مع البرازيليين تياغو نيفيس (لاعب الهلال السعودي لاحقا) مقابل تسعة ملايين يورو، وستة ملايين يورو لأليكس سيلفا. واللاعبان خيبا الآمال بعدها.

أما غاريث بيل فطوّر مستواه ليصبح نجما عالميا من الطراز الأول. وفي صيف عام 2013 انتقل من توتنهام إلى ريال مدريد مقابل 91 مليون يورو، وفي أول موسم له مع النادي حصد لقب دوري أبطال أوروبا، ثم كأس العالم للأندية قبل أيام قليلة والتي أقيمت في المغرب.

رونالدو البرازيلي وشتوتغارت

حالة غاريث بيل لم تكن الوحيدة، فقد سبق للأندية الألمانية أن فرطت عبر تاريخها الطويل في نجوم عالميين كثر. وبالعودة كثيرا إلى الوراء، وبالتحديد إلى عام 1964، كان نادي هانوفر قد صعد لتوه إلى الدرجة الأولى في البوندسليغا وكان يسعى لتعزيز صفوفه. الفريق تواصل، عبر معارف، مع إدارة نادي سانتوس وأراد شراء الأسطورة بيليه، لكن الدولة البرازيلية أعلنت بيليه ملكية عامة، لا يمكن بيعه خارج البرازيل.

بعد ذلك بثلاثة عقود، سافر إداريون من فريق شتوتغارت إلى البرازيل لمراقبة الناشئ رونالدو (17 عاما). اللاعب البرازيلي كان متحمسا للانتقال إلى ألمانيا، ولكن الأمور توقفت عند ذلك الحد، لأن شتوتغارت لم يكن مستعدا لدفع أربعة ملايين يورو، ليبادر آيندهوفن الهولندي لخطف اللاعب مقابل ذات المبلغ.

شيفشينكو ونادي كولن

في عام 1995، عُرضت خدمات اللاعب الأوكراني الشاب أندري شيفشينكو (آنذاك 18 عاما) على إدارة نادي كولن الألماني، مقابل مبلغ زهيد. لكن كولن رفض الصفقة. شيفشينكو انتقل في عام 1999 إلى ميلان الإيطالي مقابل حوالي 24 مليون يورو، وفي عام 2004 اختير كأفضل لاعب في أوروبا.

وفي مشروع صفقة أخرى، وبالتحديد في عام 1996 كان الألماني الصاعد ميشائيل بالاك يلعب مع نادي الدرجة الثانية "كيمنيتس". نادي فيردر بريمن كان مهتما به، ووالد اللاعب طلب يومها ما يعادل 100 ألف يورو كراتب سنوي لابنه، لكن بريمن أصر على عدم دفع أكثر من 90 ألف يورو (العملية يومها كانت المارك الألماني). وبالنهاية فشلت الصفقة بسبب 10 آلاف يورو فقط. طبعا بالاك صار بعدها نجما عالميا وقائدا للمنتخب الألماني.

نجما التشيك

في ذات العام (أي في عام 1996) اتفق نادي دويسبورغ الألماني مع نظيره سبارتا براغ على ضم لاعب الأخير بافل نيدفيد. ولكن نيدفيد لم يوقع مع النادي الألماني وظل يماطل لما بعد نهائيات كأس الأمم الأوروبية التي أقيمت في إنكلترا، وتألق يومها اللاعب الشاب مع منتخب بلاده ووصل معه في مفاجأة كبرى إلى نهائي البطولة، قبل أن يخطف الألمان بقيادة أوليفر بيرهوف اللقب.

لاعب تشيكي آخر كان على وشك اللعب في البوندسليغا. الحارس بيتر تشيك قدم في 2001 وشارك في تدريبات نادي فيردر بريمن. أداء الحارس كان مقنعا، ولكن ناديه طلب ما يعادل 600 ألف يورو مقابل التخلي عنه. بريمن رأى أنه من الصعب دفع ذلك المبلغ لضم حارس مرمى يبلغ الـ18 من العمر. طبعا بيتر تشيك صار بعيد سنوات من ذلك أحد أبرز حراس المرمى في العالم.