تباين ردود الفعل حول تعديلات مبادرة السلام العربية
١ مايو ٢٠١٣رحب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بالتغيير الذي أدخلته الجامعة العربية الاثنين على مبادرتها للسلام في الشرق الاوسط التي أعلنتها عام 2002 وقبولها مبدأ تبادل أراض بين إسرائيل والفلسطينيين. وأشاد كيري في لقاء مع الصحافيين ب"خطوة كبيرة جدا إلى الأمام" وذلك غداة اجتماع عقده مع وزراء خارجية عدد من الدول العربية. وأوضح الوزير الأمريكي أنه "بخلاف المقترح الأصلي الذي لم يشر إلا إلى خطوط 1967فقط لا غير، قالت (الدول العربية) أمس إنها مستعدة للقبول بحدود 1967 مع تعديلات تترجم اتفاقا ثنائيا على تبادل أراض".
يأتي ذلك بعد أن عدلت جامعة الدول العربية مبادرتها للسلام في الشرق الاوسط التي كانت أطلقتها في 2002 بحيث أجازت فيها رسميا مبدأ تبادل أراض بين إسرائيل والفلسطينيين، وذلك برعاية أمريكية، في ما اعتبر مرونة رحبت بها الثلاثاء الأطراف المعنية.
كما رحبت إسرائيل الثلاثاء بالموقف الجديد للدول العربية. وقالت وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني، وهي المسؤولة عن ملف المفاوضات مع الفلسطينيين، "هذه خطوة مهمة بالتأكيد وأرحب بها". وأضافت ليفني "لنتحدث عن ذلك - نحن مستعدون للتغييرات وهو أمر سيسمح للفلسطينيين كما آمل، بدخول غرفة (المفاوضات) وتقديم التنازلات اللازمة". ورأت ليفني أن هذا "يعطي أيضا رسالة إلى المواطنين الإسرائيليين: لم نعد وحدنا. نتحدث مع الفلسطينيين وهناك مجموعة من الدول العربية تقول: توصلوا إلى اتفاق مع الفلسطينيين وسنصنع السلام معكم وسنطبع معكم".
تباين في المواقف الفلسطينية بين مرحب ورافض
أما مواقف الفلسطينيين فقد طغى عليها التباين إزاء ما أعلنه وزراء الخارجية العرب في واشنطن بشأن الاستعداد لتبادل مساو للأراضي ضمن حل نهائي مع إسرائيل. فيما اعتبرت فصائل معارضة لها، أنه تضمن "تنازلات مجانية للحكومة الإسرائيلية". وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن الموقف العربي "أكد التمسك بمبادرة السلام العربية على أساس التبادلية للسلام مع إسرائيل".
وذكر مجدلاني أن الاستعداد "لتبادل طفيف بالقيمة والمثل" للأراضي مع إسرائيل " جزء من عملية تفاوضية سابقة خلال عهد (رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق) أيهود أولمرت وهو لا يضر بحل الدولتين". واعتبر مجدلاني أن الموقف الفلسطيني والعربي "يتيح التقدم باتجاه حل قضايا الوضع النهائي للمفاوضات، خاصة ما يتعلق بالاستيطان والحدود والقدس". لكنه شدد على أن "تحقيق ذلك مرهون بقبول الحكومة الإسرائيلية مبدأ حل الدولتين وفق الحدود المحتلة عام 1967 وتطبيق قرارات الشرعية الدولية وأن أي حديث عن تبادل للأراضي سيكون خطوة تالية لإعلان إسرائيل التزامها بذلك وليس أمر مسبق".
من جهتها، رفضت حركة حماس التعديلات على مباردة السلام العربية وقالت إن "التجربة الطويلة أن إسرائيل تبحث عن المزيد من التنازلات عن حقوقنا وثوابتنا الوطنية فالاحتلال لا يريد السلام وإنما يسعى لفرض الاستسلام على شعبنا وأمتنا وهو يحاول كسب الوقت بالحديث عن أوهام السلام لفرض سياسة الأمر الواقع".
كما أعربت الجبهة الشعبية اليسارية لتحرير فلسطين عن رفضها لموقف الوفد العربي في واشنطن، معتبرة إياه "إيغالا في دبلوماسية التسول والتوسل لوزراء الخارجية العرب". وقالت الجبهة، في بيان صحفي، إن "الشعب الفلسطيني لا ينقصه من يقدم التنازلات باسمه ولم يكلف هذا الوفد للتبرع بالتنازل عن أراض فلسطينية ولا يمتلك الحق بذلك ويفترض على العرب انتزاع موافقة الإدارة الأمريكية على قرارات الشرعية الدولية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية كما قبلتها هيئة الأمم المتحدة على كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بما فيها القدس".
وضم الوفد العربي إلى واشنطن بالإضافة إلى قطر، وزراء خارجية السعودية وفلسطين والأردن والمغرب والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي. وتسعى الإدارة الأمريكية عبر كيري منذ خمسة أسابيع لاستئناف مفاوضات السلام الفلسطينية-الإسرائيلية المتوقفة منذ مطلع تشرين أول/أكتوبر عام 2010 بسبب الخلاف على الاستيطان.
ش.ع/ ح.ز (د.ب.أ، أ.ف.ب)