أوكرانيا: تجدد المعارك وسط اتهامات بجرائم حرب

تجدد القصف في منطقة تقع شمال مدينة دونيتسك الأوكرانية، أكبر مدن الشرق، اليوم الأحد (السابع من سبتمبر/ أيلول) وفقا لما نقلت وكالة رويترز عن شاهد عيان، قال إنه سمع دوي انفجارات وشاهد أعمدة من الدخان الأسود في اختبار جديد لاتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه منذ نحو 40 ساعة. وجاء القصف من ناحية المطار الذي تهيمن عليه القوات الحكومية بالرغم من أن المتمردين الموالين لموسكو يسيطرون على المدينة.

وشهدت دونيتسك وكذلك ميناء ماريوبول الاستراتيجي قصفا خلال الليل، فقد سمع دوي انفجارات عديدة خلال ساعات متأخرة من المساء وشوهدت سحابة دخان تتصاعد في الأفق. ويبدو أن نقطة تفتيش تسيطر عليها حتى الآن القوات الأوكرانية مشتعلة عند منفذ المدينة بحسب صحافيين في وكالة فرانس برس قريبين منها. وتوقفت الانفجارات في حدود الساعة التاسعة ليلا. وتوجهت ثلاث مصفحات أوكرانية مجهزة بسلاسل باتجاه نقطة التفتيش لكنها عادت أدراجها بكل سرعة، فيما هرعت عشرات السيارات الخاصة بالهرب في الاتجاه المعاكس نحو المدينة.

وذكرت وكالة "انترفاكس أوكرانيا" للأنباء أنه يمكن سماع دوي قصف قادم من ناحية مطار دونيتسك وضاحية أفديفكا المجاورة. وأعلن مجلس المدينة أن قوات الانفصاليين خرقت وقف إطلاق النار بمهاجمتها لنقطة تفتيش للحكومة في شرق المدينة. فيما أتهم انفصاليون قوات الحكومة الأوكرانية بانتهاك وقف إطلاق النار عبر مهاجمتهم بصواريخ "جراد".

يأتي ذلك في خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بين ممثلين من أوكرانيا وقيادة الانفصاليين وروسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا يوم الجمعة في مينسك عاصمة روسيا البيضاء. كما جاء التصعيد الجديد بعد ساعات من اتفاق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني بيترو بوروشينكو خلال مكالمة هاتفية على أن الهدنة صامدة. لكن هذا الاتفاق الذي يفترض أن يضع حدا لنزاع مستمر منذ نحو خمسة أشهر في شرق أوكرانيا أوقع 2600 قتيل وأدى إلى نزوح نحو نصف مليون، استقبل بتشكيك من جانب الغربيين الذين لم يعدلوا حتى الآن عن توقيع عقوبات جديدة على روسيا المتهمة بالمساس ب"سيادة أوكرانيا".

العفو الدولية تتهم طرفي النزاع بارتكاب جرائم حرب

وتتزامن عودة العمليات العسكرية اتهامات وجهتها منظمة العفو الدولية اليوم لطرفي الصراع في أوكرانيا بارتكاب جرائم حرب، متهمة ايضا روسيا بتأجيج الجرائم من خلال دعمها للمتمردين الانفصاليين. وقال الأمين العام لمنظمة العفو الدولية، سليل شيتي، " أظهرت جميع الأطراف في هذا الصراع الاستخفاف بحياة المدنيين وانتهاكها للالتزامات الدولية بشكل صارخ". وتابع "تشير أدلتنا إلى أن روسيا تؤجج الصراع، من خلال التدخل المباشر ودعمها للانفصاليين في الشرق". وأضاف "يتعين على روسيا وقف تدفق الأسلحة المستمر وغيره من أشكال الدعم للمتمردين المتورطين بشكل كبير في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان".

ش.ع/ع.ج.م (د.ب.أ، أ.ف.ب، رويترز)