تحذيرات واشنطن من هجمات إرهابية في عيون الصحافة الأوروبية
٦ أغسطس ٢٠١٣صحيفة فرانكفورتر روندشاو الألمانية تطرقت إلى مسألة التوازن بين حفظ الأمن للمواطن وبنفس الوقت احترام حريته الشخصية، وتساءلت عن الأولوية في حال التعارض، فكتبت:
"إنه موجود فعلا! التعصب المشحون دينيا، الذي يعطي لبعض معتنقيه رخصة للقتل. من يخشى ذلك الإرهاب ويطالب الدولة بحفظ أمنه، فلا يكون بالضرورة عدوا للحرية. ولكن الحفاظ على الأمن لا يعني التنازل عن الحرية الشخصية، فطريق الوقاية من الإرهاب شائكة.
وهذه الوقاية تحتاج إلى نفس طويل، وتبدو أكثر تعقيدا من فكرة محاربة الجريمة من خلال اختطاف حرية مجتمعات بأكملها لأسباب وقائية. إلا أن هناك ميزة واضحة لعملية الوقاية هذه: إنها تعزز الأمن، دون أن تدمر الحرية".
فيما تطرقت صحيفة زود دويتشه تسايتونغ الصادرة في مدينة ميونيخ إلى مسألة الربط بين تحذيرات الحكومة الأمريكية من هجمات إرهابية محتملة لتنظيم القاعدة على بعثات دبلوماسية ومصالح غربية، وبين برنامج التجسس ، وعلقت قائلة:
"من المنطقي أن يتبادر للذهن، أن التحذير الذي أطلقته واشنطن ما هو إلا مجرد محاولة لتبرير عملية التجسس العالمية التي كشف عنها إدوارد سنودن مؤخرا. ولكن هذا الحديث عن المؤامرة قد يكون قصير النظر في ضوء الأحداث الأخيرة في العالم الإسلامي. فتنظيم القاعدة، وبعد اثني عشر عاما من بدء الحرب على الإرهاب، وبعد وفاة أسامة بن لادن، مازال يمثل خطرا حقيقيا".
ورأت الصحيفة أنه:
"يمكن للأحداث الأخيرة في مصر أن تعطي دفعة جديدة لهذا التنظيم. فخسارة الإسلاميين المنتخبين ديمقراطيا في القاهرة، يعتبر مكسبا للمسلحين في المنطقة بأسرها، والقاعدة تشكل العنوان الأول لأي عمل من هذا النوع".
وكذلك عرضت صحيفة "دي تليغراف" الهولندية وجهتي النظر: إحداهما تعتبر الأمر جديا، والأخرى تسخر من السلطات الأمنية الأمريكية وترى أن خطوتها هذه هي مجرد محاولة لصرف الانتباه عن فضيحة التجسس، فجاء في تعليقها:
"القاعدة صارت أكثر تكيفا وتمددت، بحيث بات القتال ضدها أكثر صعوبة. كشف المخططات الإرهابية هو مهمة تقوم بها وكالة الأمن القومي الأمريكية. ووفقا لبعض السياسيين الأميركيين فإن هذا يعتبر دليلا كافيا على أهمية برنامج المراقبة واسعة النطاق الذي كشف عنه سنودن. بالمقابل، يجادل الساخرون، بأن التحذيرات الجديدة ستصرف الآن الأنظار عن فضيحة التجسس. ولكن يمكن للمرء أن يفترض بأنه ليس من السهل على حكومة واشنطن التحرك الآن، فهذا التهديد خطير جدا. وقد كشفت السنوات الماضية أن تجاهل أدلة خطيرة قد يكون له عواقب وخيمة".
أما صحيفة متلدويشته تسايتونغ التي تصدر في مدينة هاله وسط ألمانيا فذهبت إلى اتجاه معاكس قليلا، وأشارت إلى أن ثورات الربيع العربي قد حجّمت من نفوذ القاعدة لفترة من الزمن، فكتبت:
"قبل عامين، بدا تنظيم القاعدة وكأنه قد هُزم. والشباب العربي انتفض في ثورات سلمية وأسقط الحكام المستبدين. ليفقد التنظيم جاذبيته، لأنه يعتمد على العنف والإيديولوجية من أجل إنشاء الدولة الإسلامية. فالشباب العربي لم يعد يستمع إلى كبار السن الملتحين، سواء بن لادن أو خلفه الظواهري، المختبئين في منطقة هندوكوش. لأن هؤلاء الشباب فضلوا الاحتفال بثوراتهم المتنوعة".
ولكن الصحيفة استدركت بالقول:
"والآن يعود تنظيم القاعدة مجددا، ومعها يعود الخوف من إرهابها. ويبدو أن الجيل الجديد في القاعدة قد تعلم من نقاط الضعف وأخطاء أسلافه".