ترامب يحثّ على "وحدة" الأمريكيين في خطابه أمام الكونغرس
٦ فبراير ٢٠١٩ركّز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطابه عن حالة الاتحاد، ليل الثلاثاء / الأربعاء (5 / 6 فبراير / شباط 2019)، على إيصال رسالة لتعزيز التعاون ورأب الانقسامات في بلاده، وسط حالة متزايدة من الاستقطاب على أساس خطوط سياسية. ودعا ترامب إلى نبذ سياسة الانتقام واعتماد روح التوافق من أجل المصلحة العامة. وقال "يجب أن نرفض سياسات الانتقام والمقاومة والرد وأن نتشبث بإمكانات التعاون اللامحدود والتنازلات وتحقيق المصلحة العامة.. معا، يمكننا كسر عقود من الجمود السياسي". وأضاف "يجب أن نختار ما بين العظمة والجمود .. النتائج أو المقاومة .. الرؤية أو الانتقام .. التقدم الذي لا يصدق أو الدمار الذي لا طائل منه. والليلة أطلب منكم اختيار العظمة". وقال "أقف هنا على استعداد للعمل معكم لتحقيق انفراجات تاريخية للأمريكيين .. الانتصار لا يعني الفوز لحزبنا ولكن الانتصار هو الفوز لبلادنا".
وأوضح ترامب أن خارطة الطريق للبيت الأبيض خلال العام المقبل هي "جدول أعمال للشعب الأمريكي ككل". كما أضاف أن التركيز سيكون على توفير الوظائف والتجارة والبنية التحتية وأسعار الدواء والهجرة. وأثنى الرئيس الأمريكي على حالة الاقتصاد في بلاده ، قائلا "اقتصادنا يحسدنا عليه العالم، وجيشنا هو الأقوى على وجه الأرض". وقال ترامب "أمريكا تفوز في كل يوم"، وأشار تحديدا إلى انخفاض معدل البطالة، وأشاد ببرنامج خفض الضرائب. وفي الوقت نفسه، انتقد ترامب ما وصفه بـ"التحقيقات الحزبية السخيفة"، في إشارة واضحة إلى التحقيق في مزاعم تدخل روسيا في انتخابات الرئاسة 2016، وإمكانية وجود علاقات بين حملة ترامب وموسكو. كما انتقد "الحروب الغبية" التي وصفها بأنها عقبة أمام النجاح الاقتصادي.
إصرار على الجدار
وتطرق ترامب في خطابه إلى مسألة الجدار الحدودي مع المكسيك، مشددا على أنه سيضمن اكتمال بنائه. وأضاف "سيتم بناؤه .. إنه جدار ذكي واستراتيجي وليس مجرد جدار خرساني". وشدد ترامب على أنه في المناطق التي تم بناء الجدار فيها، تراجعت عمليات العبور غير القانونية. وقال: "ببساطة ، تعمل الجدران على إنقاذ الأرواح"، وحثّ الكونغرس على "التوصل إلى اتفاق".
وعن أفغانستان، قال الرئيس الأمريكي إنه يدفع باتجاه مفاوضات "متسارعة" في البلاد من أجل تسوية سياسية "لهذا الصراع الدموي الطويل". وأكد ترامب على إجراء "محادثات بناءة" تشمل حركة طالبان. وأضاف "حانت ساعة المحاولة على الأقل من أجل السلام ، والجانب الآخر يود أن يفعل الشيء نفسه.. حان الوقت". وشدد الرئيس الأمريكي في الوقت نفسه على أن نتيجة المفاوضات تبقى غير أكيدة. وقال ترامب "الأمم العظيمة لا تخوض حروبا بلا نهاية"، مشيرا إلى أن القوات الأمريكية تحارب في الشرق الأوسط منذ 19 عاما تقريبا.
ولم يحدد الرئيس الأمريكي موعدا دقيقا لأي انسحاب من سوريا أو أفغانستان. وتابع :" تقريبا جميع الأراضي" التي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم داعش تم تحريرها، واصفا عناصر التنظيم بأنهم "قتلة متعطشون للدماء". كما انتقد "النظام الراديكالي في إيران" وتعهد بألا تحصل طهران مطلقا على أسلحة نووية. وقال: "إنهم (الإيرانيون) يفعلون أمورا، أمورا سيئة"، متهما الحكومة في طهران بأنها معادية للسامية. وفي سياق آخر، أعلن ترامب أنه سيلتقي الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في فيتنام ( في الـ27 والـ28 من شباط / فبراير الجاري).
ح.زم / و.ب (د.ب.أ / أ.ف.ب)