201210 Dialog Vorbeugung Extremismus
٢٨ ديسمبر ٢٠١٠لا يزال وزير الداخلية الألماني توماس دو مازيير يأخذ تحذيرات احتمال وقوع هجمات إرهابية في الأماكن العامة على محل الجد وبحزم. لكن الأمر لايقتصر على الإستعدادات الأمنية لمواجهة خطر الإرهاب بل ومحاولة تتبع الأنشطة التي تزيد من تطرف الشباب. فقد تم في ألمانيا حظر خمس حلقات دراسية مثيرة للجدل للسلفيين وتم تتبعهم في جمعياتهم وأماكن اجتماعاتهم.
ووفقا لبيانات المكتب الفيدرالي الألماني لمكافحة الجريمة فحتى الفتيان المسلمون المندمجون بشكل جيد في المجتمع الألماني هم عرضة للتأثر بالتطرف الديني لاسيما ممن تتراوح أعمارهم بين 16 و 19 سنة. ولذلك فقد تمت المبادرة في مقاطعة بادن فورتمبيرغ إلى إقامة مشروع تجريبي فريد يهدف من خلال المؤسسات التعليمية والتربوية إلى زيادة وعي الفتية المسلمين في ألمانيا، إلى مخاطر التطرف الديني.
مبادرة لوقاية الشباب من التطرف
في القاعة رقم 14 في كليّة التربية بجامعة فرايبورغ الألمانية تجتمع 50 من التربويات الألمانيات، اللواتي سيتخرجن قريبا من الجامعة، كي يتعرّفنَ، من جهة، على المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه الفتيان المسلمون في ألمانيا وكي يتعرفن، من جهة أخرى، على جوانب التطرف الديني الذي قد يتعرض له هولاء الفتية.
من هؤلاء التربويات "آنيا رايشمان"، وهي ألمانية عمرها 28 سنة، تدرس "علم أصول التربية في مرحلة الطفولة المبكرة"، وقد حصلت على خبرة عملية لا بأس بها في هذا المجال من خلال عملها في العديد من رياض الأطفال. وبوصفها من أوائل المشاركات في هذا المشروع، الفريد من نوعه في كل ألمانيا والخاص لوقاية الفتية المسلمين من الدخول في دهاليز التطرف الديني، فإنها تأمل في التوصل إلى فهم أفضل لنمط حياة الشبيبة المسلمة في ألمانيا، وتقول إنه "من المهم تطبيق مبدأ الوقاية من التطرف أيضا في رياض الأطفال وفي المدارس الابتدائية لأن فيها الكثير من الأطفال من أصول مهاجرة، والذين قد يعانون من مشكلات في الهوية"، وهي ترى أيضا أن جهل الألمان بالبيئة الاجتماعية للفتيان المسلمين قد يسهم في الزج بهؤلاء الفتيان نحو التطرف.
التفريق بين القناعات الدينية والتطرف الديني
تم إعداد هؤلاء الفتيات بحيث يستطعن مستقبلا عند اداء مهمتهن التفريق ما بين المعتقدات الدينية للفتيان المسلمين، والتي ينبغي أن تُحترم، وما بين السلوك المتطرف المناهض لقيم الديمقراطية. إنه من المهم توعية هؤلاء المربيات الألمانيات بهذه الجوانب من خلال محاضرات وتدريبات متخصصة كما يقول محمد أرسلان، أحد المدربين، والذي لا يريد ذكر اسمه الحقيقي لأسباب أمنية. ويتابع: "الشرط الأساسي لعمل التربويات في مجال وقاية الفتيان المسلمين في ألمانيا من التطرف هو تكوين خلفية ثقافية لديهن عن قواعد الدين الإسلامي وطريقة عيش المسلمين بما يمكنهن من مزاولة عملهنّ في المستقبل بحيث يستطعنَ التفريق بين ما هو إسلامي ديني وبين ما هو تطرف إسلاموي، دون أن يجرحنَ القناعات الدينية الإسلامية التي تربى عليها هؤلاء الفتيان".
محمد أرسلان هو واحد من 14 يعملون كفريق تدريب في مركز التعليم السياسي والتربية المدنية بولاية "بادن فيرتمبرغ" وهو يلقي اليوم محاضرة تبين نمَط عيش الشبان المسلمين في ألمانيا. واستنادا إلى أشرطة فيديو أغاني الهيب هوب التي يغنيها بعض هؤلاء الشباب يفسر محمد للطالبات تعددية الهوية التي تميز الشبان المسلمين في هذا البلد، ويوضح لهن الخلفية التاريخية لبعض العبارات التي يكتبها بعضهم على قمصانهم مثل: "أنا أحُـبّ نبـِــيــِّي"، مشيرا بأن أن هذا نوع من الاحتجاج الإبداعي المدني يأتي مثلا ردا على الرسوم الكاريكاتورية التي يعتبرها هؤلاء الشباب إهانة لنبيهم.
وتتعرف المُشاركات على مدى أهمية الإنترنت في مجال الوقاية من التطرف. فالفتيان المسلمون الناطقون باللغة الألمانية يبحثون في الإنترنت باللغة الألمانية عن قواعد دينهم وعن أجوبة لاستفساراتهم المتعلقة بحياة المسلم.
والإسلاميون المتطرفون يستخدمون الإنترنت إيضا وباللغة الألمانية أيضا. يعرض محمد مواقعهم الإلكترونية على مربيات المستقبل ويحاول تثقيفهنّ حول ماهية السلفية، وعن وجود اتجاه سلفي يفسر الإسلام بشكل متزمت، ويريهنّ أنه قد يكون ليس من السهل، ولكن من الضروري، التفريق ما بين القناعات الدينية، التي من حق كل شخص اعتناقها، ومابين المواقف الدينية المتطرفة التي يتبناها بعض السلفيين.
أولريكه هوميل / علي المخلافي
مراجعة: عبده جميل المخلافي