تركيا تتهم مجموعات مقربة من دمشق بالمسؤولية عن تفجيرات الريحانية
١١ مايو ٢٠١٣أعلن نائب رئيس الوزراء التركي للشؤون الأمنية بشير أتالاي السبت (11 أيار/ مايو 2013)، أن التحقيقات الأولية بشأن تفجيري الريحانية تشير إلى "ارتباط منفذيها بمخابرات النظام السوري"، جاء ذلك في تصريحات أدلى بها لقناة ان تي في التركية.
وقال وزير الداخلية التركي معمر غولر في مؤتمر صحافي كما نقل عنه الموقع الالكتروني لقناة تي ار تي التلفزيونية العامة "تم تحديد هويات الأشخاص والمنظمة الذين نفذوا (الهجوم). تبين أنهم مرتبطون بمجموعات تدعم النظام السوري وأجهزة استخباراته". من جانبه، أوضح نائب رئيس الوزراء بشير اتالاي الذي شارك في المؤتمر الصحافي في مدينة أنطاكية القريبة من الريحانية، أن منفذي الهجمات لم يأتوا من الجانب الآخر من الحدود بل كانوا موجودين في تركيا.
وكان بولنت ارينج النائب الآخر لرئيس الحكومة التركية قد ذكر بأن السلطات التركية سبق أن حملت الاستخبارات السورية مسؤولية تفجير سابق بواسطة سيارة مفخخة أسفر عن 17 قتيلا و30 جريحا في 11 شباط/ فبراير الماضي عند معبر حدودي قريب من الريحانية. وقال ارينج أيضا "مهما يكن المخطط أو المنفذ، مهما كانت القوة التي يتمتع بها، سنتولى المحاسبة".
من جانبه، لفت وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلى "تزامن" الانفجارين مع "تسريع" وتيرة لجهود لحل الأزمة السورية، وخصوصا مع زيارة مقررة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لواشنطن في 16 أيار/ مايو الجاري. وقال داود أوغلو للصحافيين خلال زيارته لبرلين "ليست مصادفة أن يحصل هذا في مرحلة تتسارع فيها الجهود في العالم أجمع لحل النزاع" في سوريا.
بدوره شدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على أن "كل وحدات الاستخبارات" مستنفرة لتحديد المسؤولين عن التفجيرين. وقال رئيس الوزراء إن "بعض ممن لا ينظرون بايجابية إلى رياح الحرية التي تهب على بلادنا يمكن أن يكونوا ضالعين في هذه الأعمال"، في إشارة إلى عملية السلام الراهنة بين أنقرة ومتمردي حزب العمال الكردستاني.
ارتفاع حصيلة الضحايا
وارتفعت حصيلة قتلى انفجار السيارتين المفخختين في بلدة الريحانية التركية الصغيرة القريبة من الحدود مع سوريا لتصل إلى 43 شخصا وإصابة 140 آخرين بجروح. وفق ما أوضح نائب رئيس الوزراء بشير اتالاي، في هجوم هو الأكثر دموية في تركيا منذ اندلاع النزاع في سوريا المجاورة قبل أكثر من عامين. وقالت وكالة الأناضول أن الانفجارين كانا قويين وانهمك المسعفون في البحث عن ناجين تحت الأنقاض، لافتة إلى تدمير سيارات عدة جراء الانفجارين.
كذلك، أصيبت البلدية بخسائر جسيمة وتسبب الحادث بانقطاع الكهرباء في كل المنطقة التي تجاور الريحانية، بحسب قناة ان تي في الإخبارية. ولاحقا، هز انفجار ثالث البلدة من دون أن تكون له صلة بالانفجارين السابقين بحسب ما أوضح مصدر تركي لقناة ان تي في قائلا إن "الانفجار الثالث نتج من انفجار خزان وقود في سيارة" من دون أن يشير إلى وقوع ضحايا. وأحدث الانفجار الثالث ذعرا في البلدة، بيد أن مراسلين من عين المكان قالوا إن الانفجار الثالث أحدثه على ما يبدو انفجار محرك سيارة أو مرجل مبنى ولا علاقة له بالانفجارين السابقين.
الائتلاف السوري المعارض يدين
ودان الائتلاف الوطني السوري المعارض "الهجمات الإرهابية" في الريحانية، وقال في بيان إنه "يؤكد وقوفه وأبناء سورية جميعا إلى جانب الحكومة التركية والشعب التركي الصديق". وأضاف أن الهجمات "تهدف إلى الانتقام من الشعب التركي، ومعاقبته على مواقفه المشرفة في الوقوف إلى جانب الشعب السوري، واستقباله للاجئين السوريين الذين فروا من جرائم النظام في قراهم ومدنهم، ويعتبرها محاولة يائسة وفاشلة لإيقاع الشقاق بين الشعبين".
دوليا أعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند في بيان عن "تضامنه مع الشعب والسلطات التركية"، فيما قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ عبر موقع تويتر "نقف إلى جانب الشعب التركي".
ودان السفير الاميركي في تركيا فرانسيس ريتشياردوني السبت باسم الولايات المتحدة الهجمات "الوحشية" التي وقعت في الريحانية، وذلك في رسالة تعزية بالضحايا.
يشار إلى أن تركيا تستقبل تركيا نحو 400 ألف لاجئ ومنشق سوري وأن بلدة الريحانية، التي يسكنها نحو 60 ألف شخص، تقع جنوب تركيا بالقرب من معبر جيلفيغوزو قبالة معبر باب الهوى السوري. وشهدت المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا العديد من الهجمات الدامية في النزاع السوري الذي امتد إلى تركيا التي كانت حكومتها من أقرب حلفاء الرئيس بشار الأسد إلا أنها انقلبت عليه بعد اندلاع الاحتجاجات في البلاد وأصبحت من أشد منتقديه.
أ.ح/ ف.ي (أ ف ب، رويترز، د ب ا)