تزايد الجدل في ألمانيا حول خطاب أردوغان أمام المهاجرين الأتراك
١٣ فبراير ٢٠٠٨دعا رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، في خطاب له أمام مهاجرين أتراك وألمان من أصل تركي في مدينة كولونيا الألمانية، الأتراك المقيمين في ألمانيا إلى رفض "الانصهار" في المجتمع الألماني من خلال حماية ثقافتهم الخاصة، معتبرا عملية الذوبان في المجتمع الألماني والتخلي عن الهوية التركية جريمة بحق "الإنسانية".
كما حث أردوغان القادة الألمان على عدم الخلط بين مفهومي "الانصهار والاندماج" بشأن نحو ثلاثة ملايين تركي يعيشون في ألمانيا، بيد أنه أعرب عن استعداده "للقيام بما هو ضروري" لتحسين اندماج المهاجرين الأتراك في المجتمع الألماني، حيث طالب الأتراك في ألمانيا بأن يكونوا عناصر فاعلة في الساحة الألمانية.
وبدورها ردت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، بشدة على هذا الخطاب، مشيرة إلى أن الألمان من أصل تركي عليهم واجب الولاء للدولة الألمانية. كما رفضت المستشارة اقتراح أردوغان إرسال مدرسين تخرجوا في المعاهد والجامعات التركية للعمل في ألمانيا. وقالت ميركل إن على الأقلية التركية أن تقبل أسلوب الحياة الألماني. وكان رئيس وزراء تركيا قد علل اقتراحه هذا بوجود مدارس وكليات ألمانية في تركيا، مما يعني أنه من الطبيعي أيضا أن تكون هناك بالمقابل معاهد تركية في ألمانيا.
ردود أفعال حزبية ألمانية غاضبة
وقد أثارت أقوال أردوغان هذه موجة من الاستياء وسط الأحزاب الألمانية، حيث اتهم رئيس الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي الديمقراطي، فولكر كاودر، أردوغان بالتدخل في الشئون الداخلية لألمانيا. وأكد كاودر- الذي ينتمي إلى حزب المستشارة الألمانية ميركل- ضرورة أن يكون الأتراك الذين يعيشون في ألمانيا موالين لألمانيا.
أما رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي، بيتر شتروك، فقد رد بكلمات لاذعة على اقتراح أردوغان إنشاء مدارس وجامعات تدرس باللغة التركية في ألمانيا قائلا: "لا نريد مجتمعات موازية في ألمانيا"، معتبرا أن تصريحات أردوغان بهذا الشأن "غير موفقة". وفي السياق ذاته، لم يكن رد اروين هوبر، رئيس الاتحاد المسيحي الاجتماعي، أقل حدة من غيره، إذ اعتبر "أن أردوغان يشجع ويروج للقومية التركية في الأراضي الألمانية"، مضيفا أنه "علينا الآن أن نفكر ونرى إذا ما كان هناك جدوى في ظل هذه الظروف من مواصلة مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي".
إشادة من داخل صفوف حزب ميركل
وعلى خلاف الموقف العام للحزب المسيحي الديمقراطي، نأى رئيس لجنة العلاقات والشؤون الخارجية في البرلمان الألماني، روبريشت بولنز والذي ينتمي إلى حزب المستشارة ميركل، بنفسه عن حملة الانتقادات التي وجهت إلى أردوغان. بل على العكس، فقد امتدح بولنز دعوة أردوغان مواطني الجالية التركية في ألمانيا إلى تعزيز اندماجهم في المجتمع الألماني وتعلم اللغة الألمانية بوصفها مفتاحا لعملية الاندماج، وذلك وفق ما جاء في موقع "تاجزشاو" الالكتروني، نقلا عن صحيفة فرانكفورتر روند شاو الألمانية. وعلاوة على ذلك، أشاد السياسي الألماني بولنز بدور تركيا في عملية تأهيل الأئمة والوعاظ العاملين في المساجد التركية في ألمانيا.
أما حزب الخضر المعارض فقد وصفت زيارة أردوغان إلى ألمانيا بأنها "زيارة تستحق الملاحظة"، حيث أوضحت كلاوديا روت، رئيسة الحزب أنه لا يوجد ما يمنع من إنشاء مدارس باللغتين الألمانية والتركية، مؤكدة أن ثنائية اللغة تشكل "رصيدا ثقافيا لألمانيا".