تصويت "رمزي" في الأمم المتحدة تأييدا لعضوية فلسطينية كاملة
١٠ مايو ٢٠٢٤صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية كبرى تأييدا لطلب عضوية فلسطين في المنظمة الأممية، وذلك في قرار يحمل طابعا رمزيا بسبب الفيتو الأمريكي المتوقع في مجلس الأمن.
القرار الذي تم إقراره اليوم الجمعة (10 مايو/ أيار 2024) ينص على وجوب "انضمام الفلسطينيين إلى المنظمة" مع منحهم حقوقا إضافية كدولة مراقب، وقد حصد تأييد 143 عضوا، مقابل اعتراض تسعة أعضاء وامتناع 25 عن التصويت، ومن بينها ألمانيا. ولا يوجد حق النقض في الجمعية العامة.
كما دعا القرار الذي صدر اليوم الجمعة، مجلس الأمن الدولي إلى النظر "بشكل إيجابي" في العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة.
ولا ينص القرار على منح الفلسطينيين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، لكنه ببساطة يقر بأنهم مؤهلون للانضمام إليها.
وينص قرار الجمعية العامة على "أن دولة فلسطين... ينبغي بالتالي قبول عضويتها" و"يوصي مجلس الأمن بإعادة النظر في الأمر بصورة إيجابية".
ومن شأن قرار الجمعية العامة أن يمنح الفلسطينيين بعض الحقوق الإضافية والميزات اعتبارا من سبتمبر/ أيلول 2024 مثل مقعد مع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في قاعة الجمعية، لكن دون أن يكون لهم الحق في التصويت بها.
وللفلسطينيين حاليا وضع دولة غير عضو لها صفة مراقب، وهو اعتراف فعلي بدولة أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2012، رغم مقاومة الولايات المتحدة.
وفلسطين والفاتيكان هما الدولتان الوحيدتان غير العضوين اللتين تتمتعان بصفة مراقب في المنظمة الدولية.
ألمانيا: نعمل يوميا من أجل حل الدولتين
ومن جهتها، قالت وزارة الخارجية الألمانية على موقع "إكس" مساء الجمعة: "يجب أن يتمكن كل طفل وكل أسرة في الشرق الأوسط من العيش بكرامة وأمن وحرية. نحن ندعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير. حل الدولتين وحده هو الذي سيمكن الفلسطينيين والإسرائيليين من العيش بأمان".
وأضافت الوزارة: "في الوقت نفسه، امتنعنا اليوم عن التصويت بشأن مسألة العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة. لأن: التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة لا يخلق دولة فلسطينية قابلة للحياة، ولا ينهي الوفيات الفظيعة في غزة أو الصراع".
وختمت الوزارة الألمانية تغريدتها بالقول: "وهذا يتطلب عملية سياسية نحو حل الدولتين، وهو ما نعمل بشكل مكثف من أجله كل يوم".
ردود فعل فلسطينية وإسرائيلية
وعلى خلفية حرب غزة، اعُتبر التصويت أيضا مؤشرا على المزاج الدولي فيما يتعلق بالتصعيد الأخير في الصراع في الشرق الأوسط.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن تأييد الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الجمعة لمسعى الفلسطينيين للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة يدعم الجهود لإجراء تصويت آخر حول هذه القضية في مجلس الأمن الدولي.
وأضاف عباس في بيان أن "دولة فلسطين ستواصل مسعاها للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة بقرار من مجلس الأمن، ودعوة الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين لأن تقوم بذلك".
أمّا يسرائيل كاتس، وزير الخارجية الإسرائيلي، فوصف قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة تعديل وضع الفلسطينيين في المنظمة بأنه "جائزة لحماس"، بحسب بيان صادر عن مكتبه اليوم الجمعة.
وقال كاتس "القرار السخيف الذي اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة يبرز التحيز الهيكلي للأمم المتحدة والأسباب التي جعلت المنظمة، تحت قيادة الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو) غوتيريش، تتحول إلى مؤسسة غير ذات صلة".
فيتو أمريكي متوقع
وتعتزم الولايات المتحدة مجددا عرقلة محاولات منح الفلسطينيين حقوقا أكبر في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأشار نيت إيفانز، المتحدث باسم البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، إلى أن بلاده ستستخدم حق النقض مرة أخرى كما فعلت آخر مرة في 18 نيسان/ أبريل. وتتمتع فلسطين حاليا بوضع "مراقب" فقط في المنظمة الدولية.
وقال إيفانز قبل إجراء التصويت: "إذا تبنت الجمعية العامة هذا القرار وأحالت طلب عضوية فلسطين مرة أخرى إلى مجلس الأمن، فإننا نتوقع نتيجة مماثلة لما حدث في ( نيسان/ أبريل)".
ف.ي/ص.ِش (د ب ا، رويترز، ا ف ب)