تطلعات متواضعة نحو قمة الدول الثمانية القادمة في ألمانيا
١٩ مايو ٢٠٠٧يركز جدول أعمال قمة الدول الصناعية الثمانية التي ستعقد في هايليجندام شمال ألمانيا خلال شهر حزيران/يونيو المقبل على قضايا أبرزها مستقبل الاقتصاد العالمي وتنمية أفريقيا. فيما يلي أراء بعض الخبراء والإعلاميين في هذا الحدث الذي يرافقه احتجاجات واسعة وإجراءات أمنية مشددة.
"المشكلة في عدم دعوة الصين إلى القمة"
"بالطبع آمل أن تلعب ألمانيا دورا أساسيا في هذه القمة، كونها القوة المحركة لأوروبا. وفي هذا الإطار حاولت المستشارة الألمانية ميركل إنعاش العلاقات بين ضفتي الأطلسي. كما لعبت دورا مهما في طرح مواضيع التغير المناخي على الأجندة الدولية. ولكن تبقى هناك مشكلة عدم دعوة الصين إلى هذا النادي، لاسيما وأنها تشكل عملاقا اقتصاديا واعداً. كما أن قوة الحلف الأطلسي لن تكون كافية للتغلب على كل التحديات المستقبلية".
خطار ابو دياب: بروفسور في العلاقات الدولية
"نتائج المنافسة العالمية تأتي على حساب الضعفاء"
"إن الشعار الأساسي لقمة الثمانية هو النمو المستدام والمسؤولية. المستشارة الألمانية تفهم من هذا الشعار ما يلي: "المهم أن نربح لعبة المنافسة في السوق العالمية". المشكلة أن المستشارة لا ترى أن هذه اللعبة تقود الملايين في العالم الى الجوع والحرمان. ان الفرق ما بين لعبة كرة القدم والعولمة يتمثل في أن الأولى لديها قواعد واضحة بينما تأتي نتائج الثانية على حساب الضعفاء. أما الدليل على ذلك مثلاً فيتمثل في إغراق مستوى المعاشات على مستوى ألمانيا. الكثير من الناس يعون خطر ذلك ويتظاهرون ضد الوضع القائم، لكن المشكلة في عدم استجابة المسؤولين لنداءات المحتجين. وبدلاً من هذه الاستجابة تراهم يحيطون أنفسهم بشريط شائك يعزلهم عما يجري حولهم."
اوسكار لافونتين: رئيس كتلة حزب اليسار في البرلمان الألماني
"الدول الصناعية تفتقر إلى رؤية واضحة"
" يعني لقاء الدول الثمانية الكثير كونها تشكل القوة الاقتصادية الأولى في العالم. إلا أنني اشك في قدرتها الحالية على التغيير، لاسيما وأن الدول الصناعية الناشئة أضحت أكثر قدرة من ذي قبل على التأثير في النظام الاقتصادي العالمي والتكيف معه. أمر جيد أن تضع ألمانيا هذا لاقتصاد على جدول القمة، لكن المشكلة أن الدول المشاركة فيها تفتقر إلى رؤوية واضحة بخصوص المستقبل، كما أنها ليست مستعدة حتى الآن لبحث كيفية دمج الدول الآسيوية في هذا النظام ولا لمناقشة كيفية ربط روسيا وأوروبا ومساعدة الدول النامية بشكل فعلي."
اكثم سليمان: مدير مكتب تلفزيون الجزيرة في برلين
"قرارات لم تنفذ"
" لا أتوقع الكثير من قمة الثمانية. خلال السنوات الأخيرة لاحظنا مرارا ان هذا اللقاء يظهر نيته الطيبة تجاه الرأي العام، أما الواقع فيقول بأن المجتمعين يستغلون اللقاء لإجراء صفقات خاصة فيما بينهم. في السابق مثلاً قرر المشاركون تقديم قروض للمستثمرين الصغار دون فوائد، لكن هذا القرار لم يطبق حتى الآن. أما بالنسبة لعملنا، فانا مطمئن إلى أن المظاهرات التي سننظمها في هيليجندام ستثير انتباه الرأي العام إلى ما يجري. وفي هذا الإطار سنتعاون مع أحزاب أخرى مشاركة في الاحتجاجات مثل حزب اليسار الألماني. وقد استطعنا خلال السنوات الفائتة إثارة الشكوك ووضع إشارة استفهام حول مقولة أنه لا يوجد بديل آخر."
فيرنر ريتز: منظمة "اتّاك" المناهضة للعولمة
"ليس من السهل التوصل إلى صيغة ترضي مختلف الأطراف"
" أنا مكلف بالتحضير لقمة الدول الثمانية بحيث تستطيع الأطراف المشاركة التوصل إلى قرار مشترك في النهاية. إن المواضيع المعقدة تستلزم تحضيرات صعبة بسبب ضغط الوقت. أنا مستشار ميركل في القمة وهناك سبعة مستشارين آخرين يمثلون البلدان الأخرى المشاركة. نحن نجتمع بانتظام ونحاول إعداد الملفات التي سيتم بحثها. إن محاولة جمع مختلف الآراء في صيغة تتفق عليها جميع الأطراف ليس بالأمر السهل. أنا معتاد على العمل الذي يتطلب مجهودا كبيرا. وسيكون من دواعي سروري تحقيق النجاح المنشود في القمة."
برند بفافنباخ: وكيل وزارة الاقتصاد الألمانية ومستشار ميركل في القمة
"يمكن لروسيا لعب دور هام في حل مشاكل العالم"
" ان برنامج قمة الدول الثمانية يشير الى مواضيع هامة تهم روسيا. اما المشكلة فتكمن في كيفية التعامل مع الموارد الطبيعية التي تعد روسيا من الدول الغنية بها، وهناك مشكلة التقليد غير الشرعي للمواد والمنتجات بشكل ينعكس سلبياً على التطور الاقتصادي في عالمنا. أعتقد بأنه يمكن لروسيا لعب دور هام في حل هذه المشاكل، لاسيما عندما يتعلق الأمر بأفريقيا. أؤمن بأنه يمكن للدول الصناعية مجتمعة إيجاد الحلول إذا تعاونت. أ/ا بالنسبة إلى لقاء هايلينجدام فأنا أتوقع نتائج ملموسة."
جيفني نيدوروف: نائب رئيس العلاقات الخارجية في القسم الروسي بمنظمة الطلاب العالمية
دويتشه فيله / إعداد امل فيشر