تعليقات الصحف الألمانية، 24 أبريل/ نيسان 2009
٢٤ أبريل ٢٠٠٩
بوادر التقارب بين تركيا وأرمينيا، والإفراج عن أربعة سياح أوروبيين اختطفوا من قبل تنظيم القاعدة في شمال إفريقيا، وتداعيات الركود الاقتصادي في ألمانيا، من أبرز الموضوعات التي حظيت باهتمام الصحف الألمانية الصادرة اليوم الجمعة.
حول اتفاق تركيا وأرمينيا على خارطة طريق لتطبيع العلاقات بينهما بعد نحو 100 عام من العداء، تناولت صحيفة برلينر تسايتونج Berliner Zeitung خلفية هذا التقارب بين البلدين وكتبت:
"يعود الفضل في انفراج العلاقات بين تركيا وأرمينيا إلى الكثيرين من بينهم هرانت دينج الصحفي التركي الأرمني الذي اغتيل قبل عامين في إسطنبول. إذ إن دعواته إلى تسوية الخلاف بين البلدين لم تجد صدى حقيقيا إلا بعد وفاته؛ فالمظاهرات الضخمة التي رافقت تأبين دينج وما تبعها من اعتراف المثقفين الأتراك بمعاناة الأرمن تركت آثارا واضحة في أرمينيا جعلت هذه الأخيرة تتخلى عن مطالبة تركيا بالاعتراف بالإبادة الجماعية ضد الأرمن كشرط لأي تطبيع بين البلدين. ويعود الفضل في هذا التقارب أيضا إلى الحكومة التركية الحالية وسياستها القائمة على تجنب أية مشاكل مع دول الجوار، والتي نجحت في تطبيقها، ليس في تعاملها مع أرمينيا فحسب، وإنما في تعاملها مع شمال العراق وسوريا أيضا، وذلك رغم اتهام المعارضة لها بالخيانة. كما ساهم كذلك وبشكل كبير في هذا التقارب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عندما استخدم ذكائه وتخلى أثناء زيارته لتركيا عن توجيه النصائح وممارسة الضغوط تجاه أنقره".
وحول الإفراج عن أربعة سياح أوروبيين اختطفوا قبل عدة أشهر في المنطقة الحدودية بين مالي والنيجرمن قبل عناصر في تنظيم القاعدة بشمال إفريقيا ، كتبت نويي فستفيليشي Neue Westfälische:
"باتت منطقة الصحراء الكبرى تشكل مخاطر على أمن أوروبا. إذ وجد المتطرفون الإسلاميون المقربون من تنظيم القاعدة هناك مسرحا جديدا لعملياتهم وملاذا آمنا لهم؛ فهذه المنطقة الشاسعة التي تسود فيها فقط قوانين الصحراء تشكل عقبة أمام جهود مكافحة الإرهاب. كما أن المتطرفين الإسلاميين يعتمدون في حياتهم على الأموال التي يحصلون عليها من تهريب الأسلحة وتنظيم عمليات هجرة غير شرعية إلى أوروبا وأموال الفدية التي يبتزونها. وبهذه الملايين من الأموال يمولون حروبهم "الجهادية" ضد الدول الأوروبية وحكومات الدول الموالية للغرب في شمال إفريقيا. لذا فقد حان الأوان لتعزيز الشراكة الجديدة التي كثرت الوعود بشأنها بين دول حوض البحر المتوسط".
وعن التوقعات السيئة بشأن تراجع الاقتصاد الألماني والجدل الدائر في الأوساط السياسية الألمانية حول التكهنات بأن يؤدي ذلك إلى اضطرابات اجتماعية في البلاد، كتبت صحيفة دي تاجيس تسايتونج Die Tageszeitung الصادرة في برلين:
"ستبذل حكومة الائتلاف الكبير قبل الانتخابات البرلمانية العامة كل ما في وسعها للحفاظ على هدوء الوضع. وفي هذه الفترة سيتفادى الحزبان الكبيران تقديم إجابات على الأسئلة المتعلقة بكيفية تمويل برامج الإنعاش الاقتصادي، لا سيما فيما يخص المليارات التي خصصت لإنقاذ البنوك. بيد أنه، ومع نهاية الانتخابات على أبعد تقدير، سيشتعل صراع عنيف حول كيفية توزيع الأعباء المترتبة عن الأزمة. أما الحكومة فينبغي عليها أن تتدارك ذلك الآن وتجعل المستفيدين الكبار من هذه الأزمة يتحملون تلك الأعباء. وإذا لم تفعل ذلك، فإن السلم الاجتماعي في هذا البلد سينتهي".
إعداد: مجاهد عبد العزيز
تحرير: ابراهيم محمد