تفاصيل اختراق سيارة "جيب" والتحكم بها عن بعد
٢٣ يوليو ٢٠١٥لن ينسى آندي غرينبرغ بالطبع هذه الرحلة سريعا، لاسيما وأن ما عايشه فيها أثناء قيادة سيارته لم يكن متوقعا. وعايش غرينبرغ عملية قرصنة على سيارته بدأت بتحول هواء التكييف للبارد من تلقاء نفسه، ثم تحول الراديو إلى محطة محلية وارتفع الصوت بشكل تلقائي. وخضع غرينبرغ لتجربة قام بها الأمريكيان تشارلي ميلر وكريس فالاسيك اللذين تمكنا من السيطرة على كافة أنظمة السيارة عن بعد بما فيها نظام الفرامل والملاحة.
وأراد الخبيران الأمنيان إثبات إمكانية السيطرة على السيارة واختراق أنظمتها باستخدام كمبيوتر وهاتف محمول، دون أسلاك ودون عناء كبير. ويعتقد ميلر وفالاسيك أن عملية الاختراق هذه التي تمت في سيارة "جيب"، يمكن أن تحدث لنحو نصف مليون مركبة، لاسيما جميع السيارات المزودة بنظام Uconnect.
ويحاول ميلر وفالاسيك منذ أعوام، رصد أوجه الخلل في السيارات التي تعمل بأنظمة ربط تعتمد على الانترنت، فقد حاولا في عام 2013 التحكم في سيارتين Toyota Prius و Ford Escape. لكن عملية التحكم في السيارتين تمت وقتها وهما بداخلها. الطريف أن آندي غرينبرغ، الذي قاد السيارة هذه المرة أثناء التجربة، قام بالأمر نفسه وقتها أيضا.
ولم يكشف ميلر وفالاسيك حتى الآن بشكل دقيق عن الطريقة التي تمت بها عملية الاختراق عبر الإنترنت، ولكن من المنتظر أن يكشفا كافة التفاصيل خلال مؤتمر "بلاك هات" المقرر عقده في لاس فيغاس مطلع آب/أغسطس المقبل.
مخاوف مستقبلية
وتعقيبا على التجربة قال ميكون هيبونين من شركة "إف سيكيور" الفنلدنية والمتخصصة في أمان تكنولوجيا المعلومات، إن شركات تصنيع السيارات تهتم للغاية على فكرة الأمن، لكن هذا لا يمنع أن خبرتها ضئيلة فيما يتعلق بأمن أنظمة المعلومات.
وشدد هيبونين في حوار مع DW على ضرورة أن تعيد شركات صناعة السيارات استراتيجياتها وتضع أمن أجهزة الكمبيوتر ضمن فلسفتها الأمنية العامة.
وأثارت هذه التجربة مخاوف لدى بعض الخبراء ومن بينهم فيرديناند دودينهوفر، من مركز أبحاث السيارات التابع لجامعة دويسبورغ- إيسن الألمانية، والذي قال لـ DW، إن الاتجاه الموجود حاليا هو القيادة الآلية كما أن المركبات ستعمل مستقبلا وفقا لتقنية Car-to-X التي تربط السيارة بشكل كبير للغاية بالبيئة المحيطة بها. وأشار دودينهوفر إلى أن هذه التقنية تعتمد بالأساس على الإنترنت وهو ما يعني تلقائيا زيادة مخاطر الاختراق.