تقديرا لشجاعتها ـ منح جائزة DW للصحفية أنابيل هرنانديز
٢٨ مايو ٢٠١٩منذ حوالي عقدين وهي تقوم بعملها الصحفي الاستقصائي بدون كلل وملل في مجال كشف أعمال الفساد وتجارة المخدرات والاستغلال الجنسي والإفلات من العقاب، إنها الصحافية والكاتبة المكسيكية أنابيل هرنانديز (47 عاما). "بكثير من الشكر والأمل أتقبل هذا التكريم ـ نيابة عن جميع الصحفيين الشجعان الذين يزاولون عملهم كل يوم"، قالت هرنانديز لدى استلامها الجائزة.
وبمنح جائزة مؤسسة DW لحرية التعبير عن الرأي لعام 2019 لأنابيل هرنانديز تتوج المؤسسة الإعلامية الموجهة للخارج للمرة الخامسة التزامها المميز في الإعلام بدعم حقوق الإنسان وحرية التعبير. وأثنى المدير العام لـ DW، بيتر ليمبورغ، على تصميم ومثابرة أنابيل هرنانديز وقال لدى تسليمها الجائزة إنها "في عملها الاستقصائي قريبة دائما من الحكايات (الأحداث). وهي تتعقب لسنوات أثار أعمال الفساد وتجمع الأدلة القانونية. فكفاحها ضد التمويه والإفلات من العقاب هو مثال للصحافة الاستقصائية الشجاعة".
السيرة الذاتية دافع للمضي قدما في العمل
وبدأت هرنانديز مشوارها الصحفي في التسعينات لدى عدة صحف وتألقت كصحفية استقصائية في المكسيك. وتعززت ثقتها بنفسها وإصرارها على عملها أكثر، بعد الاغتيال الغامض حتى اليوم لوالدها نهاية عام 2000 في العاصمة المكسيكية مكسيكو بعدما ركزت على الكشف عن فضائح العدالة وخروقات القانون. وفي عام 2001 حصلت هرنانديز على الجائزة الوطنية للصحافة في المكسيك تقديرا لتحقيقاتها الصحفية حول النفقات المبالغ فيها خلال رئاسة فيسنته فوكس. كما تم تكريمها من اليونسيف عام 2003 لتغطيتها الإعلامية للاستغلال الجنسي وأعمال الاستعباد للفتيات المكسيكيات في كاليفورنيا.
المنفى ثمن للعمل الصحفي الشجاع
ونشرت هرنانديز تحقيقاتها الصحفية في كتابين، الأول صدر عام 2010 بعنوان (Los Senores del Narco ناركولاند: أمراء المخدرات وآباؤهم في المكسيك) الذي أكسبها شهرة عالمية، وتتحدث فيه عن تواطئ السياسة والجيش والاقتصاد مع عصابات المخدرات. ودفعت هرنانديز ثمنا باهظا لشجاعتها: فبعد تهديدها بالقتل وهجمات على محيطها الشخصي انتقلت للعيش في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم انتقلت للعيش في المنفى الأوروبي.
وفي عام 2016 صدر كتابها الثاني بعنوان (La verdarera noche de Iguala مجرزة في مكسيكو: القصة الحقيقية لاختفاء ثمانية وأربعين طالبا) والذي تلقي فيه الضوء على الاغتيال الغامض الذي لم تكشف ملابسته لـ 43 طالبا في ولاية غيريرو المكسيكية عام 2014، ومن خلال هذا الكتاب أرادت أن تمنح الضحايا وعائلاتهم صوتا، كما تقول.
عمل محفوف بالمخاطر
وتقول هرنانديز إنها لا تزال تخشى العودة إلى بلادها لأن "كسر الصمت قد يصبح مميتا"، حسب تعبيرها لدى استلامها جائزة عام 2012. وفي أكتوبر 2018 قالت بأنه خلال العمل الاستقصائي لدى تاليفها كتابها الثاني تعرض أحد مصادر معلوماتها للقتل في الشارع، لكن هذا لم يثنها عن مواصلة عملها. وقالت "أنا متأكدة أنه عندما أنير الظلام بعض الشيء، فإن ذلك أهم من أمني الشخصي".
أول امرأة تفوز بجائزة DW
أنابيل هرنانديز هي المرأة الأولى التي تحصل على جائزة DW لحرية التعبير عن الرأي منذ منحها لأول مرة عام 2015 للمدون السعودي المعتقل رائف بدوي. وفي 2016 تم منحها للصحافي التركي سدات أرغين، رئيس التحرير السابق لصحيفة "حريت". وفي 2018 نال الجائزة خبير الشؤون السياسية الإيراني صادق زباكلام. ويشكل منح هذه الجائزة تتويجا لفعاليات منتدى الإعلام الدولي الذي تنظمه مؤسسة DW في مدينة بون كل عام، والذي كان يومي 27 و28 مايو/ أيار هذا العام وشارك فيها نحو 2000 ضيف من أكثر من 100 دولة ناقشوا التطورات الحاصلة في الإعلام والسياسة حول العالم.
هلينا كاشيل/ م.أ.م