تقرير: صديق لمنفذ هجوم برلين كان يحاكي مشاهد إعدامات "داعش"
٢٣ فبراير ٢٠١٩جاء في مذكرة للمكتب الاتحادي للشرطة الجنائية الألمانية، أطلعت عليها وكالة الأنباء الألمانية اليوم (السبت 23 شباط/ فبراير 2019)، أنّ بلال بن عمار، الصديق المقرب لمنفذ هجوم الدهس بشاحنة في برلين نهاية عام 2017 أنيس العمري، قام بتصوير مشاهد محاكاة لإعدامات تنظيم "داعش" في فيديو داخل نزل للاجئين يوم 13 أيلول/سبتمر عام 2016، وظهر فيه مراهق سوري جالساً على الأرض وهو مكبل اليدين والقدمين، ويقوم طفل صغير بضربه بسيف بلاستيكي.
وبحسب البيانات، كان يقارن بن عمار ذلك بتعذيب المسلمين في ميانمار، وطلب من الطفل ضرب الشاب السوري خلال المحاكاة. وكتب المحققون في المذكرة: "بعد ذلك، طلب بن عمار من الطفل أن يصيح على نحو مخيف وأوضح له كيف يتم استجواب /مجرم أسير من نظام الأسد/ حتى يعترف بجرائمه"، ثم قام بعد ذلك بمحاكاة مشهد قطع رأس على الشاب السوري.
ووفقا للمذكرة، ذكر مقيم سابق بالنزل أنّ بن عمار كان يُعرِّف نفسه بأنه إسلامي، لكنه كان يتصرف على نحو متعاون مع إدارة النزل والأخصائيين الاجتماعيين ولم يكن ملفتا للانتباه بالنسبة لهم.
وكان بن عمار على اتصال بالعمري قبل ساعات قليلة من تنفيذ الأخير هجوم الدهس الإرهابي في إحدى أسواق عيد الميلاد (الكريسماس) في برلين يوم 19 كانون أول/ديسمبر عام 2016، والذي أودى بحياة 12 شخصا. وتمكن العمري بعده من الفرار إلى إيطاليا، حيث قُتل برصاص الشرطة.
وذكرت تقارير أن بن عمار التقى العمري يوم الهجوم الإرهابي. كما أظهر فيديو سجلته كاميرا مراقبة كيف نزل العمري من شاحنة الدهس هاربا من مكان الجريمة. الفيديو يظهر أيضا رجلا بملامح بن عمار وهو يضرب بأداة من خشب رأس رجل من أجل فتح الطريق أمام هروب العمري، ولا يزال الضحية في غيبوبة إلى اليوم.
وتم ترحيل بن عمار إلى تونس في شباط/فبراير عام 2017. وذكر تقرير لمجلة فوكوس الألمانية نشر أمس الجمعة أنه يبدو أن سلطات أمنية ألمانية قامت بترحيل بن عمار بهدف التغطية على تورطه في الهجوم. ونقل الموقع "إنه بعد تسعة أيام من الحادث الإرهابي تقرر على المستوى السياسي أن يغادر شريك العمري ألمانيا". وحسب تقرير فوكوس، فيبدو أن شريك العمري كان عميلا للاستخبارات المغربية. وكانت تقارير قد ذكرت أن المغرب حذر ألمانيا من العمري.
وبهذا الشأن قالت مارتينا رينر، النائبة عن حزب اليسار في البرلمان الألماني (بوندستاغ) "في حال معرفة أجهزة الأمن الألمانية تتجسس بن عمار لصالح أجهزة استخبارات أجنبية، فإن هذا دليل آخر على الوضع الكارثي لأجهزة الأمن الداخلية الألمانية".
اللجنة البرلمانية المختصة بالتحقيق في الهجوم الذي نفذه العمري كانت قد طالبت باستجواب بن عمار. وأعلنت اللجنة أمس الجمعة أن غالبية الأعضاء يؤيدون هذا القرار. ولم يتضح بعد ما إذا كان سيجرى استجواب بن عمار في برلين أم في الخارج.
فيما طالب نواب حزب الخضر وحزب الديمقراطيين الأحرار بإيضاح كامل لسبب الترحيل السريع لبلال بن عمار، لاسيما أن الترحيل جرى بعد وقت قصير بعد هجوم العامري، كما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.
من جانبه، أعلن وزير الداخلية الألمانية هورست زيهوفر أنه سيجرى مراجعة إجراءات ترحيل بلال المثيرة للجدل. وقالت متحدثة باسم وزارة الداخلية اليوم: "الوزير زيهوفر علم بالمطلب صباح اليوم(الجمعة)"، موضحة أنه أمر بمراجعة ملابسات الترحيل، مشيرة إلى أن واقعة الترحيل حدثت في عام 2017؛ أي قبل تولي زيهوفر منصبه في ربيع عام 2018 .
وكان بن عمار معروفاً لدى السلطات الألمانية بسبب تورطه في جرائم سرقة ومخدرات، والتحايل للحصول على مساعدات اجتماعية على نحو مخالف للقانون، كما كانت تصنفه السلطات على أنه إسلامي خطير أمنيا.
كما كشفت رسالة داخلية لموظف في الداخلية الألمانية أن بن عمار، كان مسجلا في ألمانيا بهويات متعددة كطالب لجوء، وقد ارتكب العديد من الجرائم. ومن الأسماء التي الاثني عشر التي كان يستخدمها فتحي مهني، وأبو بكير معوض، وأحمد حسن، وكان يدعي مرة أنه مغربي وأخرى أنه مصري ومرة ثالثة أنه ليبي، حسب ما ورد في خطاب إلكتروني بعثه موظف في وزارة الداخلية الألمانية بتاريخ 16 كانون ثان/يناير 2017 لزميلته وكيلة الوزارة السابقة والسفيرة الألمانية الحالية في واشنطن، إميلي هابر وقالت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إنها أطلعت عليها.
م.م/ ع.ج.م (د ب أ، فوكس)