تقرير ميليس يتهم جهات سورية ولبنانية باغتيال الحريري

اشار تقرير للأمم المتحدة الى أن مسؤولين سوريين كبارا وحلفائهم اللبنانيين تورطوا في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. كما القى التقرير شكوكا حتى على الرئيس اميل لحود. وذكر التقرير الذي أعده المدعي الألماني ديتليف ميليس وقدمه الى الامم المتحدة اليوم الخميس "ان خيوطا كثيرة تشير مباشرة الى تورط مسؤولين سوريين في الاغتيال" وبالتلي فانه يتعين على سوريا الان "ايضاح جانب كبير من الاسئلة التي لم تحل". وقال التقرير "يوجد سبب محتمل يدعو للاعتقاد بان قرار اغتيال (الحريري) ما كان يمكن ان يتخذ دون موافقة مسؤولي امن سوريين على أكبر المستويات، وما كان يمكن ان يجري تدبيره دون تواطؤ نظرائهم اللبنانيين في أجهزة الأمن اللبنانية."

سوريا: "التقرير مسيَس"

وفي أول رد فعل رسمي من جانب سوريا قال وزير الإعلام السوري مهدي دخل الله إن التقرير "بيان سياسي موجه ضد سوريا" و"منحاز الى جهة معينة" تريد إتهام سوريا بكل شر في هذا العالم ". وأضاف الوزير السوري في مقابلة مع إحدى الفضائيات العربية "يظهر أن التقرير مسيَس 100%"، مشيرا الى انه "يستند الى مجموعة من روايات" بعض الشهود المعروفين بمواقفهم المعادية لسوريا. واعتبر دخل الله بأن"هناك موقف مسبق معاد لسوريا" وان هذا التقرير يدعم هذا المواقف، مطالبا بتقرير نزيه و موضوعي يسمي الأمور بأسمائها و لا يكون "نغما في الجوقة السياسية المعادية لسوريا"، حسب تغبير المسؤل السوري.

والرئاسة اللبانية تنفي تورط لحود

نفى الرئيس اللبناني اميل لحود اليوم الجمعة أي صلة مع مشتبه به ورد اسمه في تقرير فريق التحقيق الدولي حول اغتيال الحريري. واعتبر بيان صادر عن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية اللبنانية إن هذه المعلومات "لا أساس لها من الصحة" وهي تندرج في إطار الحملات المستمرة التي تستهدف رئاسة الجمهورية وشخص الرئيس ودوره ومسؤولياته الوطنية، حسب ما ورد في بيان الرئاسة.

التصعيد الدبلوماسي ضد سوريا

شددت الإدارة الأمريكية مؤخرا من تصعيدها الدبلوماسي ضد سوريا وبدأت بالفعل باتخاذ "خطوات دبلوماسية جديدة"، حسب ما ذكرت وزيرة الخارجية الأمريكية. وكان هذا الموضوع محورا مهما خلال زيارة رايس الأسبوع الماضي لكل من لندن وباريس وموسكو، حيث حاولت حشد تأييد دولي لإجراء عقابي ضد دمشق بسبب تدخلها في لبنان ودعمها المزعوم للمسلحين في العراق، على حد قولها. ونسب الى مسؤل في وزارة الخارجية الأمريكية قوله إن مناقشات تجري حول الآلية المناسبة في إطار الأمم المتحدة لمواجهة تصرفات سوريا. بينما صرح مصدر آخر في وزارة الخارجية الأمريكية أن سوريا سوف "تشهد عاصفة دبلوماسية غير مسبوقة" خلال الفترة القادمة. وتستعد الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا للتقدم بمشروعي قرار الى مجلس الأمن لإدانة تدخل سوريا في الشؤون اللبنانية.

الخيار العسكري: حرب بوش الثالثة؟

تركت وزيرة الخارجية الأمريكية كل الاحتمالات بشأن سوريا مفتوحة بما في ذلك الخيار العسكري. وقالت كوندوليزا رايس أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ أمس الأربعاء إن الرئيس "لا يستبعد مطلقا أي خيار،" مضيفة في هذا السياق أنه "يجب ألا يفعل ذلك". غير أن الوزيرة الأمريكية قالت إن بلادها لم تستنفد بعد الجهود الدبلوماسية لجعل دمشق تغير أساليبها فيما يتعلق بالعراق ولبنان، مشيرة الى أن بلادها "مازالت تنتهج المسلك الدبلوماسي" مع دمشق. وأضافت رايس أنه "يجب أن تقرر سوريا وإيران ما إذا كانتا ترغبان في تأييد الحرب أو تأييد السلام". وتتهم إدارة بوش سوريا بعدم التعاون الكافي لوقف تسلل المقاتلين الأجانب الى العراق المجاور، بينما تقول سوريا إن الولايات المتحدة لم تفعل ما فيه الكفاية لتأمين الجانب الآخر من الحدود أو تقدم المساعدة التقنية التي وعدت بها.

الأسد: "سوريا برئية" من دم الحريري

وكانت سوريا قد نفت مرارا اي صلة لها بحادث إغتيال الحريري. وقال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة نسرتها امس صحيفة "دي تسايت" الألمانية " نحن أبرياء مئة بالمئة"، معتبرا إغتيال الحريري جريمة لا تفهمها سوريا، فضلا عن أن ما حدث في لبنان "ليس في مصلحة سوريا، بل على العكس أنه يضرنا،" مضيفا أن بلاده تتعاون مع لجنة ميليس.

تقرير: د. عبد جميل المخلافي