تقرير يبرّئ أدوية ارتفاع ضغط الدم من تدهور حالات كوفيد-19
٢٨ ديسمبر ٢٠٢٠عند بداية ظهور مرض كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا المستجد، لاحظ الأطباء أن المرضى الذين كانوا يعانون سلفا من مرض ضغط الدم إلى جانب أمراض معدية أخرى، يواجهون تدهورا حادّا في وضعهم الصحّي، ما دفع الخبراء إلى البحث في كل الاتجاهات، بما في ذلك مدى تأثير الأدوية المستعملة لكبح ارتفاع ضغط الدم علىالمسار المرضي لدى مصابي كوفيد-19.
وفق تقرير حديث نشر مؤخرا في مجلة "Nature Biotechnology”، قدم مجموعة من الأطباء الألمان بقيادة البروفسور أولف لاندميسر، رئيس الفريق الباحث في جامعة شارتيه الطبية بالعاصمة برلين، نتائج لبحث مطول عن آثار أدوية ضغط الدم على مرضى كوفيد-19، خلص فيه إلا أن هذه الأدوية لا تساهم في تدهور الحالات، بل بالعكس، فهي تقاوم الفيروس حتى لا يطوّر حمولة فيروسية أكبر. ومستوى الحمولة الفيروسية يعتمد عليه الأطباء كمؤشر لتحديد مدى خطورة الحالة لدى مرضى كوفيد-19. غير أن ما لم يكشف عنه التقرير هو العلاقة بين الارتفاع المزمن لضغط الدم والتدهور المأساوي لدى بعض المصابين بالوباء الجديد.
اختلاف حسب العلاج المعتمد لارتفاع ضغط الدم
في البداية كانت أدوية ارتفاع ضغط الدم في دائرة اتهام الأطباء، لأنّ "الفيروس (كورونا المستجد) يستخدم "مستقبل الإنزيم المحمول للأنجيوتنسين-2 (ACE2)" كبوابة لاقتحام الخلايا، وأدوية ارتفاع ضغط الدم يمكنها التأثير على تطور هذا الإنزيم" يقول
البروفيسور لاندسميسر في تقريره. وللتأكد من الأمر قام فريق يضم 40 خبيراً بتحليل عينات من الجهاز التنفسي لمرضى كوفيد-19 ممن كانوا يأخذون علاجات ارتفاع ضغط الدم. في نهاية المطاف تمّ تحليل 114 ألف و761 مائة عيّنة من خلايا أخذت من منطقة الأنف والحنجرة لـ32 مريضاً و16 آخرين غير مصابين بكوفيد-19 لكنهم يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
لاحظ الخبراء أن هناك اختلافاً واضحاً بين المرضى، حسب نوعية الدواء الذي يتناولونه لعلاج ارتفاع ضغط الدم.
وتوضح الدكتورة إيرينا ليمان لوكالة (ف ب) الطبية أن "العلاج بـ (مثبطات ACE)، وليس بحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين 2 (ARB2)، يمكنها كبح الالتهابات في حالة الإصابة بكوفيد-19". عطفا على ذلك يمكن لـ (مثبطات ACE)، التقليل من الحمولة الفيروسية في النظام المناعي للجسم، "هنا وجدنا اختلافات واضحة حسب نوعية الدواء المستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم"، يقول رولاند أيلس رئيس المعهد الطبي للصحة الرقمية (BIH Center for Digital Health).
أما العلاج الآخر المتمثل في حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين 2 (ARB2)، فقد ساهمت بإبطاء الحمولة الفيروسية لفيروس كورونا، وهذا ما لم تتم ملاحظته عند تناول (مثبطات ACE)، يضيف البروفيسور.
ما توصل إليه الخبراء بشكل عام أن (مثبطات ACE) تساعد بشكل أكبر على مقاومة الفيروس مقارنة بحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين، لكن ما بقي مبهما في التقرير الأسباب التي تجعل مرضى ارتفاع ضغط الدم من الفئات الأكثر تهديدا بتدهور عنيف لحالاتهم عند الإصابة بالفيروس التاجي.
و.ب/ع.ج.م