تقرير:خفض الانبعاثات الغازية للنصف يكلف العالم 45 تريليون دولار
٦ يونيو ٢٠٠٨أصدرت وكالة الطاقة الدولية تقريرا اليوم الجمعة 6 يونيو/حزيران يفيد أن خفض الانبعاثات الغازية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري إلى النصف بحلول عام 2050 يمكن أن يكلف الاقتصاد العالمي 45 تريليون دولار. وطالبت الوكالة في التقرير، الذي يحمل عنوان "رؤى تكنولوجيا الطاقة لعام 2008"، بضرورة تطوير تكنولوجيا جديدة لخفض العوادم الغازية بمقدار النصف.
وأكدت الوكالة، التي تتخذ من باريس مقرا لها، أن التقرير صدر بناء على طلب من الدول الأعضاء في مجموعة الدول الثماني الكبرى قبل اجتماع وزراء الطاقة في المجموعة مطلع الأسبوع المقبل بمدينة أوموري شمال اليابان في إطار الإعداد لقمة مجموعة الثماني في الفترة من 7 إلى 9 يوليو/تموز المقبل بمدينة هوكايدو اليابانية.
الحاجة إلى تكنولوجيا جديدة
وذكر التقرير أنه للوصول إلى الأهداف المطلوبة، يجب أن يتم تغيير التكنولوجيا المستخدمة في حوالي 20 محطة كهرباء تعمل بالغاز و35 محطة تعمل بالفحم سنوياً، لتحويلها إلى محطات تعمل بتكنولوجيا جديدة لاحتجاز وتخزين ثاني أكسيد الكربون، الأمر الذي يكلف حوالي 1.5 مليار دولار لكل محطة.
من ناحية أخرى، يحتاج العالم حسب التقرير إلي 17.5 ألف مولد لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح، بالإضافة إلي 32 محطة طاقة نووية جديدة كل عام إلى جانب الحاجة إلى إقامة محطات طاقة شمسية على مساحة 215 مليون متر مربع وطرح مليار سيارة كهربائية حتى 2050 من أجل الوصول إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بالنسبة المطلوبة.
وقال نوبو تاناكا، الرئيس التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية "إننا نحتاج إلى تحرك سياسي فوري، كما أنه من الضروري العمل بالتكنولوجيا الجديدة على نطاق غير مسبوق". وأضاف أن الأمر يحتاج إلى ثورة جديدة في قطاع الطاقة العالمية حتى يتم تغيير الطريقة التي يتم بها إنتاج واستخدام الطاقة بصورة كاملة.
ترحيب ونقد من جانب منظمة السلام الأخضر
ومن ناحيتها رحبت منظمة "جرين بيس" أو "السلام الأخضر" المعنية بالدفاع عن البيئة في العالم باقتراح الوكالة، إلا أنها ذكرت في بيان صدر اليوم الجمعة أن مصادر الطاقة المتجددة قد تكون أفضل وأقل تكلفة بالنسبة للعالم.
وأكدت المنظمة في البيان أن الجمع بين استخدام مصادر الطاقة المتجددة وتحسين كفاءة استهلاك الطاقة يعد الحل الأكثر ذكاء والأقل تكلفة والأكثر أمنا لمواجهة ظاهرة التغير المناخي ولضمان أمن إمدادات الطاقة في العالم.
بينما انتقدت المنظمة اقتراح الوكالة ببناء محطات للطاقة النووية وحجز العوادم الكربونية، واصفة تلك الاقتراحات بأنها تبديد للكثير من الأموال ويبتعد عن الحلول الأمثل لمواجهة ظاهرة التغير المناخي.
وأضافت منظمة "جرين بيس" أن اليابان يمكن أن تحصل على 60% من احتياجاتها من الكهرباء من المصادر المتجددة بحلول عام 2050 ، الأمر الذي يجعلها أقل اعتمادا على الوقود الكربوني المستورد من الخارج وأقل إنفاقا على توليد الكهرباء.