1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تلميحات حكومية عراقية بتمديد بقاء القوات الأمريكية

٢٩ أبريل ٢٠١١

أشار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى أن بناء الجيش العراقي وقدراته لن يكتمل بنهاية العام الجاري وهو موعد انسحاب القوات الأمريكية من البلاد منوها إلى أن الجيش سيكون بحاجة إلى المساعدة لمواجهة تحديات خارجية.

https://p.dw.com/p/115VC
صورة من: AP

صرح رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي في مؤتمر صحفي عقده في بغداد يوم الثلاثاء (26 أبريل/ نيسان) بأن الجيش والأجهزة الأمنية العراقية قد أصبحت قادرة ومؤهلة لضبط الأمن الداخلي، ولكنها ليست قادرة بعد على التصدي للتحديات الخارجية، إذ أن الجيش، والكلام للمالكي، يحتاج إلى أسلحة دفاع جوية وصاروخية ورادارات وغيرها، ليتمكن من الدفاع عن السيادة الوطنية.

وهذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها المالكي عن عدم اكتمال قدرات الجيش العراقي وأنه سيكون بحاجة إلى المساعدة حتى بعد نهاية العام الجاري، وهو موعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق حسب الاتفاقية الأمنية الموقعة بين البلدين نهاية العام 2008.

ويتعين على العراق الآن تحديد موقفه رسميا وبشكل نهائي من عملية بقاء القوات الأمريكية في العراق وهي مسالة تتحاشى جميع الكتل السياسية الحديث عنها بسبب حساسيتها.

رفض التمديد للقوات الأمريكية

تصريحات المالكي لم تلق الترحيب من شركائه في الحكومة ولا من الكتل البرلمانية. إذ أن جواد الحسناوي، النائب في كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري، قال محذراً من تمديد بقاء القوات الأمريكية لما بعد نهاية العام "التيار الصدري يرفض بقاء القوات الأمريكية بوجه جديد كحماية السفارة الأمريكية أو التدريب أو أي صيغة أخرى" واعتبر بقاء تلك القوات عودة إلى الاحتلال.

القائمة العراقية أيضاً تشاطر التيار الصدري موقفه برفض التمديد للقوات الأمريكية، وفي حال الحاجة إلى التمديد يجب موافقة البرلمان على ذلك وليس للحكومة سوى إبداء رأيه في الأمر وليس اتخاذ القرار، حسب رأي أحمد الجبوري النائب عن القائمة العراقية.

في حين حذر جواد البزوني، النائب عن التحالف الوطني، من أن التمديد سيعطي الذريعة للجماعات المسلحة لاستئناف عملياتها بحجة مقاومة الاحتلال، بعد أن تم إدماجها في العملية السياسية.

أما موقف النائبة المستقلة صفية السهيل من تصريحات المالكي فكان مختلفاً، إذ تساءلت كيف يمكن الالتزام بالاتفاقية الأمنية والوزارات الأمنية الثلاث (الدفاع، الداخلية، الأمن الوطني) لازالت شاغرة رغم مضي أكثر من ثلاثة أشهر على تشكيل الحكومة، إذ لازالت الكتل السياسية تختلف على المرشحين لشغل تلك الوزارات.

هذا ولم يحدد المالكي التهديدات الخارجية، لكنه أعرب عن اطمئنانه من عدم وجود خطر يهدد بلاده من الدول المجاورة بعد انسحاب القوات الأمريكية المقرر في نهاية العام الجاري.

حاجة المالكي إلى إجماع وطني

وأشار المالكي إلى أن حكومته لم تبدأ حتى الآن مناقشة هذا الأمر، وقال "هذه قضية كبيرة تحتاج إلى إجماع وطني والحكومة لم تتقدم بشيء، إنما تريد أن تطرح الموضوع على طاولة الحوار بين القوى الوطنية لكي نتفق على رأي واحد بهذا الاتجاه أو ذاك."

وانتقد المالكي موقف الكتل السياسية الرافضة لفكرة التمديد وقال إنها تريد أن تناقض الحكومة وتنتقدها لأي موقف تتخذه، وقال بأنها "لعبة ندركها ولن تحدث لأن الكل قدمه بالفلقة إما أن يوافقوا جميعا أو يرفضوا جميعا."

هذا وكان رئيس أركان الجيش الأمريكي الأدميرال مايك مولن قد أعلن مؤخراً خلال زيارة قام بها إلى العراق التقى خلالها مع المالكي أنه يتعين على الحكومة العراقية أن تبين موقفها النهائي بوضوح و"خلال أسابيع قليلة" من مسألة بقاء القوات الأمريكية في العراق، إذ أن مسألة بقاء أو انسحاب القوات سيترتب عليها تبعات لعمليات لوجستية وأن الفترة المتبقية قد لا تكون كافية لمثل هذا العمل.

من جانبه اعترف المالكي بضرورة إتاحة فترة زمنية لإنجاز العمليات اللوجستية وقال إن الانسحاب ليس عملية سهلة وتحتاج إلى وقت. ولهذا وضعت الحكومة في اعتبارها أن تعلن عن موقفها بشكل واضح وصريح بفترة زمنية تمنح الجانب الأمريكي فرصة للتصرف .

عارف جابو

مراجعة: منى صالح