تنديد أوروبي ورفض ألماني وترحيب أمريكي بتنفيذ حكم الإعدام بحق صدام
٣٠ ديسمبر ٢٠٠٦
اختلفت ردود الفعل الشارع العربية والدولية حول تنفيذ حكم الإعدام شنقاً بالرئيس العراقي السابق صدام حسين، الذي جاء بعد مصادقة المحكمة العليا على الحكم الذي صدر بحق صدام فيما يسمى قضية الدجيل التي قُتل فيها 148 قرويا شيعياً عام 1982. وقال مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي الذي حضر عملية التنفيذ إن صدام صعد بهدوء إلى المنصة ولم يطلب شيئاً سوى إرسال المصحف الذي كان بيده إلى شخص تم تدوين اسمه. وذكرت مريم الريس مستشارة رئيس الوزراء نوري المالكي للشؤون الخارجية أن التنفيذ تم بحضور ممثل عن الرئيس إضافة إلى قاضيين وعدد من الصحافيين. وصرح رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بعد تنفيذ إعدام الرئيس المخلوع قائلا: "صدام كان طاغية ولا يمثل سوى نفسه". كما جاء في كلمة نشرها مكتبه "نرفض رفضاً قاطعاً اعتبار صدام ممثلاً عن أية فئة أو طائفة من مكونات الشعب العراقي، فالطاغية لا يمثل إلا نفسه الشريرة". وفي العراق أيضا ذكرت بعض وسائل الإعلام إن مظاهر فرح لنباً إعدام صدام شوهدت في مدينة النجف المقدسة لدى الشيعة. وفي العاصمة بغداد سمع اطلاق نار متقطع لمدة قصيرة في أحياء تقطنها غالبية شيعية. لكن الوضع عاد إلى طبيعته في المدينة صباح اليوم على ما يبدو. أما في تكريت فقد فرض حظر التجول تحسباً لوقوع أعمال عنف وشغب.
بوش: "الإعدام نقطة تحول في تاريخ العراق"
ومن جانبه وصف الرئيس الامريكي جورج بوش إعدام صدام بأنه "نقطة تحول نحو مرحلة مهمة في طريق العراق إلى الديمقراطية، غير ان هذا الحدث لن ينهي العنف في العراق". وفي لندن قالت وزيرة الخارجية البريطانية مارجريت بيكيت إن صدام تلقى جزاء بعض جرائمه في حق العراقيين، بينما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية السبت انها ابلغت بتنفيذ حكم الاعدام شنقا في الرئيس العراقي السابق صدام حسين ودعت العراقيين للتطلع إلى المستقبل والوحدة الوطنية.
أما موسكو فعبرت على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ميخائيل كامينين عن أسفها لتنفيذ حكم الإعدام. كما عبرت عن قلقها من أن ذلك قد يثير موجة جديدة من أعمال العنف في العراق. ووصف المتحدث باسم الفاتيكان فيديريكو لومباردي إعدام صدام حسين بأنه خبر مفجع. وأضاف بأن الإعدام سبب محزن وإن كان الأمر يتعلق بشخص ارتكب جرائم خطيرة. كما كرر موقف الكنيسة الكاثوليكية المعارض لعقوبة الإعدام في كل الظروف. وتابع إن "إعدام مذنب ليس الطريق لإعادة بناء العدل والمصالحة في المجتمع".
"لا يمكن للمرء التصدي للبربرية بوسائل بربرية"
أما "منظمة هيومن رايتش ووتش" فدانت عملية الإعدام على أساس إن جرائم صدام لا تبررها. وقال مدير برنامج العدل الدولي في المنظمة ريتشارد ديكر إن "صدام حسين كان مسئولا عن أفظع الجرائم وانتهاكات حقوق الإنسان، لكن أفعاله لا تبرر الإعدام كعقوبة وحشية ولا إنسانية". كما أضاف بأنه "يمكن الحكم على مدى احترام حقوق الإنسان من قبل حكومة ما من كيفية تعاملها مع الذين قاموا بانتهاك هذه الحقوق". واعتبر بأن التاريخ سيحكم بقسوة على المحاكمة غير النظامية في قضية الدجيل وعلى هذا الإعدام. غير أن أقوى إدانة دولية لتنفيذ حكم الإعدام جاءت من قبل الاتحاد الأوروبي التي اعتبرها عملية بربرية. وقال مفوض المساعدات التنموية لويس ميشييل في بروكسل إن ذلك قد يجعل من صدما شهيداً وهو الذي لا يستحق ذلك، مضيفا أنه "لا يمكن للمرء التصدي للبربرية بوسائل بربرية، مضيفا بأن لا يمكن الجمع بين الديمقراطية وقيم الاتحاد الأوروبي من جهة وبي عقوبة الإعدام من جهة أخرى.
وفي غضون ذلك قال وزير خارجية فنلندا أركي تيوميويا لتلفزيون "واي.ال.اي": "الاتحاد الأوروبي له موقف ثابت ضد استخدام عقوبة الإعدام وما كان ينبغي أن تستخدم في هذه الحالة أيضا رغم أنه لا يوجد شك في أن صدام مذنب بارتكاب جرائم خطيرة للغاية ضد الإنسانية."
ومن جهته قال مارتين شولتز، رئيس كتلة الاشتراكيين في البرلمان الأوروبي لراديو ألمانيا ان "جرائم القتل التي ترعاها الدولة غير مقبولة ويمكن أن تنطوي على المجازفة بزيادة الاضطرابات في العراق." وأضاف النائب الألماني البارز: "كان من الممكن أن يبعثوا إشارة مصالحة بالعفو عنه أو على الأقل بعدم تطبيق عقوبة الإعدام."
ألمانيا "تتفهم" ضحايا صدام حسين وتعارض عقوبة الإعدام
وعلى صعيد الموقف الرسمي الألماني أعلن الوزير المنتدب للشؤون الخارجية غيرنوت ايرلير أن الحكومة الألمانية "تتفهم" ارتياح ضحايا نظام صدام حسين، لكنها لا تزال مصرة على معارضتها المبدئية لعقوبة الإعدام. وقال ايرلير في معرض توضيحه للموقف الألماني: "أتفهم تأييد العراقيين المتضررين (من نظام صدام حسين لإعدامه). لكن الحكومة الألمانية أكدت باستمرار انها تعارض عقوبة الإعدام اينما كان، علما أن لا شك في الجرائم التي ارتكبها صدام".
وميركل تحترم حكم الإعدام
ومن جانبها أكدت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل انها "تحترم" الحكم بالاعدام على صدام مذكرة في الوقت عينه بان برلين تعارض عقوبة الإعدام. وصرحت المستشارة التي تستعد لتسلم رئاسة الاتحاد الأوروبي في الأول من كانون الثاني/يناير للصحافيين "الحكومة الألمانية ضد عقوبة الإعدام". وأضافت ميركل ان أفكارها تتجه نحو "الضحايا الأبرياء" الذي تسبب صدام حسين في قتلهم. وتابعت "أتمنى أن يتخلى الشعب العراقي عن العنف".
دويتشه فيله + وكالات (ا.م)