تنديد وتأهب أمني في أوروبا بعد تفجيرات بروكسل الإرهابية
٢٢ مارس ٢٠١٦أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني الثلاثاء (22 آذار/ مارس 2016) معلقة على التفجيرات التي وقعت في بروكسل وأودت بحياة 21 قتيلاً على الأقل، إنه "يوم حزين جداً لأوروبا". وقالت موغيريني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة في عمان إن "هذا يوم حزين جداً لأوروبا، وعاصمتها تعاني نفس الألم الذي عرفته هذه المنطقة وتعاني منه يومياً"، بعد الانفجارات الثلاث التي وقعت في مطار بروكسل الدولي ومحطة للمترو في حي المؤسسات الأوروبية في العاصمة البلجيكية.
بدوره أكد رئيس ديوان المستشارية في ألمانيا بيتر ألتماير، أن بلاده تقف إلى جانب بلجيكا على خلفية سلسلة الانفجارات في العاصمة بروكسل وأودت بحياة 21 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات بجراح. وقال ألتماير، العضو بالحزب المسيحي الديمقراطي الذي ترأسه المستشارة أنغيلا ميركل، معلقاً على تفجيرات بروكسل: "شيء لا يعقل، يجب ألا يُسمح للإرهابيين بالانتصار، إن قيم أوروبا أقوى من الكراهية والعنف". كما عبر رئيس الديوان في تغريدة له على موقع تويتر عن تضامن بلاده مع بروكسل والاتحاد الأوروبي.
من جانبه، قال وزير العدل الألماني هايكو ماس في تغريدة على حسابه في تويتر: "إنه يوم أسود لأوروبا. الأحداث الرهيبة في بروكسل تؤثر علينا جميعاً، نقف بثبات إلى جانب البلجيكيين".
وقال وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير إن الهجمات التي وقعت في بروكسل اليوم الثلاثاء موجهة على ما يبدو ليس لبلجيكا وحسب وإنما للاتحاد الأوروبي وحرياته بالكامل.
وأضاف في مؤتمر صحفي في برلين "يبدو أن الأهداف الواضحة للهجمات - مطار دولي ومحطة مترو قرب مؤسسات تابعة للاتحاد الأوروبي - تشير إلى أن هذا الهجوم الإرهابي ليس موجها لبلجيكا وحسب وإنما موجه لحريتنا وحرية حركة وتنقل الجميع في الاتحاد الأوروبي".
وإثر التفجيرات في بروكسل شددت السلطات الأمنية في ألمانيا الإجراءات الأمنية في كل المرافق العامة في البلاد وفي المطارات ومحطات القطارات. كما توقف حركة القطارات بين ألمانيا وفرنسا عبر بلجيكا. إلى ذلك تم أيضا تشديد الرقابة على الحدود الألمانية مع بلجيكا وفرنسا وهولندا ولوكسمبورغ.
كما ندد رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك بـ"الاعتداءات الإرهابية". وأعلن توسك في بيان أن "هذه الاعتداءات تشكل مستوى جديداً من الدناءة من قبل الإرهابيين الذين يتحركون بدافع الكراهية والعنف".
وأعلن قصر الإليزيه اليوم الثلاثاء أن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند سوف يعقد اجتماعاً طارئاً مع كبار وزرائه، ومن بينهم رئيس الوزراء مانويل فالس ووزير الدفاع جان إيف لودريان، عقب وقوع سلسلة من الانفجارات في بروكسل.
وصرح وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف بأنه تم نشر 1600 شرطي إضافي حول المطارات ومحطات القطارات في أنحاء البلاد. ودعا الوزير الفرنسي إلى تشديد الإجراءات الأمنية في عموم أوروبا بعد تفجيرات بروكسل.
وفي لندن فُرضت في مطار غاتويك إجراءات أمنية معززة إثر الانفجارات التي وقعت الثلاثاء في بروكسل واستهدف اثنان منها المطار الدولي، على ما أعلن متحدث باسم المطار لوكالة فرانس برس. وقال المتحدث إن "أمن المسافرين والموظفين في مطار غاتويك هو الأولوية المطلقة للمطار. ونتيجة لأحداث بروكسل الرهيبة، عززنا الإجراءات الأمنية والدوريات في المطار". وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على تويتر عقد اجتماع أزمة حول الانفجارات "في وقت لاحق قبل الظهر".
في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته إن إرهابيين هم الذين نفذوا التفجيرات التي وقعت في بروكسل اليوم الثلاثاء. ورأى روته اليوم الثلاثاء في لاهاي أن "بلجيكا أصيبت مجدداً بهجمات جبانة وغادرة". وفرضت هولندا تدابير أمنية مشددة في مطاراتها إثر الانفجارات التي هزت بروكسل صباح الثلاثاء، كما عززت إجراءات المراقبة على حدودها مع بلجيكا، بحسب ما أفادت الأجهزة الهولندية لمكافحة الإرهاب الثلاثاء.
إسبانيا تتهم "داعش"
من جانبه، قال وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغالو إن تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف بـ"داعش" وراء التفجيرات التي وقعت في العاصمة البلجيكية بروكسل اليوم الثلاثاء. وقال الوزير في تصريح اليوم لإذاعة كادينا كوب إن الانفجارات عبارة عن عمل منسق في عدد من المواقع "هذا الإرهاب مثل السرطان الذي ينتشر في جميع أنحاء العالم".
ورأى الوزير الاسباني أن تنظيم داعش يمتلك خلايا إرهابية قادرة على التنظيم في أقصر وقت ممكن وأضاف: "هذه التنظيمات لا تحتاج إعداداً كبيراً، يكفيها صدور الأمر بالتحرك لكي تضرب ضربتها".
في غضون ذلك، أدان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهجمات التي شهدتها العاصمة البلجيكية اليوم الثلاثاء، ووصف الهجمات بأنها "جريمة وحشية". ونقل الكرملين عنه القول في بيان :"الحرب على الشر تتطلب أعلى مستوى من التعاون الدولي الفعال". وأعرب عن تعازيه لضحايا الهجمات وأسرهم والعاهل البلجيكي الملك فيليب.
وفي السويد اعتبر رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين أن انفجارات بروكسل التي وقعت صباح الثلاثاء هي نتيجة "هجوم على أوروبا الديمقراطية". وكتب لوفين لوكالة الأنباء السويدية: "هذا هجوم على أوروبا الديمقراطية. لن نقبل أبداً بأن يعتدي إرهابيون على مجتمعاتنا المنفتحة". من جهته ندد رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوكي راسموسن في تغريدة على تويتر "بالهجوم الدنيء".
وعربياً، أدانت وزارة الخارجية المصرية بأشد العبارات الهجمات الإرهابية التي ضربت العاصمة البلجيكية بروكسل صباح اليوم الثلاثاء، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة عدد كبير من الأشخاص، معربة عن تعازي جمهورية مصر العربية - حكومة وشعباً - للحكومة البلجيكية ولأسر الضحايا.
وشلت التفجيرات التي شهدتها العاصمة البلجيكية بروكسل الحياة العامة وحركة التنقل بعد أن دعت السلطات صباح اليوم الثلاثاء السكان إلى عدم التنقل وملازمة أماكنهم. وكتبت خلية الأزمة على موقع تويتر "ابقوا حيث انتم" مشيرة إلى أن جميع وسائل النقل العام ومحطات المترو والمحطات الكبرى في العاصمة الأوروبية أغلقت حتى إشعار أخر.
كما ألغت هيئة يوروستار لخدمات القطار السريع تسيير قطارات من وإلى بروكسل بعد التفجيرات التي وقعت اليوم الثلاثاء. وقالت يوروستار على تويتر "لا توجد قطارات تسير حالياً من وبروكسل إليها. ننصح الزبائن في بروكسل بالتأجيل وعدم الحضور إلى المحطة".
وفي بروكسل دوما قال نائب رئيس المفوضية الأوروبية لشؤون الأفراد عبر موقع تويتر إن المفوضية طلبت اليوم الثلاثاء من موظفيها ألا يبرحوا أماكنهم بعد وقوع تفجيرين في مطار بروكسل وتفجير في محطة مترو أو اثنتين بالقرب من مؤسسات للاتحاد الأوروبي. وقال متحدث باسم المسؤولين في البرلمان الأوروبي القريب إن البرلمان يعمل بشكل عادي.
ح.ع.ح/ ع.غ (د ب أ، آ ف ب، رويترز)