تنظيف مبنى فيلهارموني هامبورغ.. حين تمتزج الإثارة بالموسيقى
مهنة تنظيف المباني الزجاجية العالية تنطوي على مخاطر كبيرة للعاملين رغم أجورها المرتفعة للغاية، لكن تنظيف مبنى فرقة فيلهارموني هامبورغ يبقى له سحره الخاص.
يبدو المشهد كأحد أفلام الأكشن، لكنه يبقى عملاً حاله حال أي عمل آخر. يقوم منظفو النوافذ بتنظيف واجهة مبنى الفيلهارموني بمدينة هامبورغ ثلاث مرات سنوياً. ويتم تدريب المنظفين تدريباً خاصاً على تسلق البنايات.
تسعة من المتسلقين المدريبن يتولون تنظيف المبنى الذي يبلغ ارتفاعه 110 متراً ومساحة واجهاته نحو 16 ألف متر مربع، في حملة تستمر لثلاثة أسابيع.
"إنه أفضل عمل في العالم"، يقول شتيفن فالكه بيرغ، وهو أحد المنظفين الذين يعملون في هذه المهنة منذ افتتاح مبنى الفيلهارموني بمدينة هامبورغ مطلع 2017، ويضيف: "المنظر رائع من الأعلى".
لكن تبقى سلامة المنظفين رهينة أحوال الطقس، فالرياح العاتية غير المتوقعة تزيد من المخاطر على العمال، رغم اعتمادهم على قطع تلصقهم بألواح زجاج الواجهة، كي لا تجرفهم الريح.
عازفة البوق في أوركسترا الفيلهارموني كلاوديا شتيرنكيرت، تتدرب على آلتها الموسيقية خلال تنظيف المتسلقين لواجهة المبنى. ولا تسمح قوانين عملهم بالتعلق بالحبال لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة. كما أن يوم عملهم لا يتجاوز الست ساعات.
ويبدو العمال كمتسلقي الجبال من حيث التجهيزات: الخوذة، الملابس المانعة للرطوبة، أحذية التنظيف، عدة التسلق، وغيرها من الخطافات والحبال.
بقضيب تلسكوبي مثبت على الصدر ينظف العمال الألواح الزجاجية للمبنى، أما الماء فيحصلون عليه من خلال خرطوم خاص، وليست هناك حاجة لأي مساحيق أو مواد أخرى للتنظيف.
وتصل أجور فريق العمال التسعة عن مهمة التنظيف الخطرة هذه إلى نحو 50 ألف يورو في كل مرة، تُضاف إليها ألفا يورو للتجهيزات والمواد. وهذا يعني أن تنظيف بناية فيلهارموني هامبورغ يكلف 52 ألف يورو كل أربعة أشهر، للحفاظ على لؤلؤة المدينة.