تواصل حوار الفصائل في القاهرة وقصة أريحا أولا تعود الى الذاكرة
تواصل الفصائل الفلسطينية اليوم في القاهرة جولة الحوار التي بدأت أول أمس الثلاثاء بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) وممثلين عن 13 فصيلاً فلسطينياً فلسطيني على رأسها حركتا حماس والجهاد الإسلامي، وذلك بهدف التوصل إلى هدنة تعمل على إيقاف دوامة العنف في الشرق الأوسط وإقرار التهدئة والتوصل إلى نهج سياسي موحد وصيغة لمشاركة جميع الفصائل الفلسطينية في صنع القرار السياسي الفلسطيني. إلى ذلك، وصف المراقبون الجولتين الأولى والثانية من المحادثات والأجواء الاحتفالية التي رافقت افتتاح الحوار بأنها "إيجابية". وجاءت تصريحات مستشار الرئيس الفلسطيني نبيل أبو ردينة وممثل حماس محمد نزال أمس الأربعاء في القاهرة بأن المحادثات الفلسطينية ـ الفلسطينية تسير بشكل ايجابي لتشير إلى أن الجانبين سيخرجان بعد ثلاثة أيام من المباحثات الماراثونية بصيغة ترضي الفصائل المشاركة من جهة والسلطة الفلسطينية من جهة أخرى. من جانبه، قال المتحدث باسم الحكومة المصرية في تصريحات صحفية إن الحوار الذي يدار بمساهمة مصرية "يستهدف تثبيت الهدنة وفترة الهدوء وترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، لكي يتمكن الفلسطينيون من التحدث بصوت واحد والقدرة على المشاركة في عملية السلام". ونسبت مصادر فلسطينية إلى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل قوله إنه يريد إعطاء فرصة للسلام وللشعب الفلسطيني لما سماه بـ "التقاط الأنفاس". ووفقا لمسؤولين فلسطينيين، فإن المحادثات ستكتفي بالتركيز على التوصل إلى تهدئة للوضع دون التطرق إلى بحث مسألة تجريد الفصائل الفلسطينية من سلاحها، الأمر الذي ترفضه حركتا حماس والجهاد الإسلامي. وتشترط الحركتان انسحابا إسرائيليا كاملا من المناطق الفلسطينية المحتلة وإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين الذين يقبعون في السجون الإسرائيلية ووقف بناء الجدار العازل ومشاركتها في صنع القرار السياسي الفلسطيني كثمن لموافقتها على الهدنة. تجدر الإشارة إلى أن الحوار جاء بعد محادثات متواصلة أجراها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأسابيع الماضية مع كافة قيادات الفصائل الفلسطينية والتيارات، وكذلك بعد اجتماع عقد في شرم الشيخ بين وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز من جهة والرئيسي المصري حسني مبارك ورئيس جهاز المخابرات المصرية عمر سليمان من جهة أخرى.
الجهاد تقترح تشكيل لجنة تحضيرية لانشاء "مرجعية وطنية عليا"
من جهتها اقترحت حركة الجهاد الاسلامي خلال اليوم الثاني للحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة تشكيل لجنة تحضيرية لبحث انشاء "مرجعية وطنية عليا" تكفل مشاركة كل الفصائل السياسية في اتخاذ القرار السياسي. وقال الناطق باسم الحركة انور ابو طه لوكالة فرانس برس انه لا يمكن فصل موضوع الهدنة عن المشاركة في اتخاذ القرار لان (الفصيل) الذي يوافق على الالتزام بالهدنة من حقه المشاركة في القرار". واضاف ان حركته اقترحت ان يتم على الاقل خلال اجتماعات القاهرة "تشكيل لجنة تحضيرية" تتولى الاعداد لانشاء هذه المرجعية. ووفق اعضاء في الوفود المشاركة فان حركة فتح، تؤيدها مصر، تعتقد ان "ترتيب البيت الفلسطيني بما فيها الشراكة السياسية" يحتاج الى مناقشات مطولة حول تفاصيل كثيرة لا يتسع وقت حوار القاهرة لحسمها ولا بد ان تجرى داخل الاراضي الفلسطينية. وتبنى الناطق باسم حماس محمد نزال موقفا مشابها لموقف الجهاد. وصرح أمس للصحافيين بانه لا يمكن الفصل بين التهدئة وترتيب البيت الفلسطيني." وكان نزال اكد في وقت سابق ان حركته تطالب بالاحتكام الى "صناديق الاقتراع لتحديد الاوزان النسبية للقوى الفلسطينية" ونسبة تمثيلها في اي قيادة عليا فلسطينية يتم تشكيلها.
أريحا (اولا) وقلقيلية وطولكرم الجمعة
وعلى الصعيد الميداني، تمخضت المحادثات التي خاضها الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي في الأسابيع الخمسة الأخيرة عن انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من مدينة أريحا ونقل السيادة الأمنية الكاملة في المدينة إلى السلطة الفلسطينية، وذلك بعد أربعة أعوام ونصف من اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية . وسبق انسحاب القوات الإسرائيلية مراسيم شبه احتفالية صافح فيها اللواء أحمد عيد نظيره الإسرائيلي، قائلا إن السلطة الفلسطينية "استعادت منذ هذه اللحظة السيطرة على المدينة". وباشرت القوات الإسرائيلية في إزالة الحواجز الإسمنتية والحواجز التي نصبها الجيش الإسرائيلي على نقاط التفتيش. وجاء الاتفاق على انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من بعض المناطق الفلسطينية على أثر اجتماع شارك فيه كل من وزير الداخلية الفلسطيني نصر يوسف ووزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز وتمخض عن اتفاق الجانبين على نقل الصلاحيات الأمنية في مدن أريحا وطولكرم وقلقيلية إلى السلطة الفلسطينية. وفي حين بدأ الجيش الإسرائيلي بإخلاء مدينة أريحا أمس الأربعاء، قدم تعهدات بسحب جنوده من مدينتي طولكرم وقلقيلية بعد غد الجمعة.