تونس.. إضراب عام في عقارب إثر وفاة شاب في مظاهرة
١٠ نوفمبر ٢٠٢١تجمع اليوم الأربعاء (العاشر من نوفمبر/ تشرين الثاني 2021) الآلاف من النساء والشباب وسط بلدة عقارب التونسية، وتوجهوا في مسيرة الى مكان مكب النفايات بالبلدة ورددوا شعارات من قبيل "أغلق المصب" "يا مواطن يا ضحية" و"مسيرة سلمية لا للعنف" رافعين أعلامًا تونسية.
وأغلقت غالبية المؤسسات الحكومية والمحلات التجارية الخاصة في البلدة أبوابها على ما أفاد مراسل فرانس برس بينما انتشرت قوات من الجيش لحماية المنشآت العامة. واصطفت قوات الأمن أمام مكب "القنّة" في عقارب ومنعت المحتجين من الدخول وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
تنديد بالتدخل الأمني
دعا الاتحاد العام التونسي للشغل لهذا الاضراب وندد بـ"التدخل الأمني الوحشي" تجاه "الأهالي العُزل" وأكد في بيان الثلاثاء أن وفاة الشاب جاءت "إثر إصابته المباشرة بقذيفة غاز مسيل للدموع خلافا لما ورد في بيان الداخلية وما تضمنه من مغالطات".
وقال شاب من بين المتظاهرين "يريدون حماية القمامة ويدوسون في المقابل علينا". وصرخ آخر "المصب تسبب لنا بأمراض. نعاني من هذه المشكلة منذ 14 عاما...سنبقى هنا إلى أن يتم غلقه".
وأثارت وفاة الشاب عبد الرزاق لشهب بعد تنشقه غازا مسيلا للدموع استعملته قوات الأمن التونسية لتفريق محتجين ليلة الاثنين الثلاثاء في منطقة عقارب التابعة لمحافظة صفاقس، غضبا أجج الاحتجاجات الجارية منذ أيام بسبب أزمة النفايات.
وفاة طبيعية؟
ورجحت تقارير الطب الشرعي الأولية أن تكون الوفاة "طبيعية من جرّاء انسداد تام بشريان تسبب في قصور حاد بوظائف القلب"، وفقا لبيان صادر عن المتحدث الرسمي لمحكمة صفاقس. ونفت السلطات أن يكون الشاب عبد الرزاق لشهب البالغ من العمر 35 عاما، توفي بسبب الغاز، مشيرة الى أنه قضى إثر وعكة صحية وفتحت تحقيقا لمعرفة الأسباب الحقيقية.
بيد أن أفراد عائلة لشهب يؤكدون ان سبب الوفاة هو الاختناق بالغاز المسيل للدموع.
وكان المتظاهرون يطالبون الاثنين السلطات بالتراجع عن قرار إعادة فتح مكب النفايات في المنطقة الذي أغلق نهاية أيلول/ سبتمبر الفائت.
وتُجمع في المكب كل نفايات محافظة صفاقس التي تضم نحو مليون ساكن وهي ثاني أهم المدن الصناعية في تونس. وتتكرر الصعوبات المتعلقة بمعالجة القمامة في كامل البلاد التونسية والتي يبلغ عدد سكانها 12 مليون نسمة. ويتم طمر غالبية 2,5 مليون طن من القمامة تجمع كل عام في المكبات بدون معالجتها أو حرقها، في حين يعاد تدوير كمية صغيرة فقط، وفق العديد من المنظمات الدولية.
ع.ش/أ.ح (أ ف ب)