"تيار ديمقراطي جديد" يشكله عراقيون في برلين
٢٠ ديسمبر ٢٠١٠عقدت مجموعة من المثقفين والكتاب والإعلاميين وناشطين في مجال حقوق الإنسان وغيرهم من العراقيين المقيمين في ألمانيا اجتماعا لهم في برلين مؤخراً بهدف تأسيس "تيار ديمقراطي جديد" مستقل عن المؤسسات الحزبية التقليدية المشاركة في الحكم حاليا أو غير المشاركة. ووفق ما جاء في بيان صدر عن المجتمعين، عقد اللقاء تحت شعار "التيار الديمقراطي ـ مشروع تحديث وتنمية وتنوير". فما هي خلفيات تحرك المثقفين العراقيين هذه المرة؟
إجراءات في بغداد أثارت قلق المثقفين
التحرك الجديد أنطلق في بغداد، كما يقول الدكتور صادق إطيمش أحد مؤسسي "التيار الديمقراطي في ألمانيا" والناطق الرسمي باسمه، كرد فعل على التطورات الأخيرة في بغداد وقيام مجلس المحافظة بتفعيل قرار حكومي سابق يهدف إلى إغلاق النوادي الليلية والترفيهية والثقافية بحجة أنها تمارس نشاطها دون تراخيص رسمية. ويضيف السيد إطيمش إن معركة الديمقراطية بدأت قبل ذلك في خضم الانتخابات التي شهدها اتحاد الأدباء في العراق، حيث فاز فيها الديمقراطيون العراقيون بشكل واضح ما أثار ضغينة الإسلاميين في الاتحاد الذين طعنوا بنتائج الانتخابات ولكن دون جدوى. و تتابع مسلسل "التضييق الثقافي على المثقفين والفنانين العراقيين"، فعلى سبيل المثال ـ والكلام مازال لـ إطميش ـ منعت محافظة بابل الفقرات الموسيقية والغنائية في مهرجان المحافظة الشهير والذي يقام منذ أكثر من عشرين عاما.
ولكن لماذا جاء هذا من ألمانيا وفي هذا الاتجاه؟ عن ذلك يقول السيد إطيمش "إن العراقيين المقيمين في ألمانيا يتابعون بقلق ما يجري في بلدهم الأصلي العراق، حيث يتم إقصاء المثقفين وتهميشهم والإخلال بالعملية الثقافية من خلال الإخلال بالعملية السياسية في البلاد والتي اتصفت بالمحاصصة الطائفية والمناطقية بعيدا عن برنامج وطني عام يجمع المواطنين في دولة تتسم بحماية حقوق مواطنيها". فيما يعتبر الدكتور حميد خاقاني أستاذ الأدب العربي بجامعة هاله بشرق ألمانيا وعضو لجنة التنسيق في "التيار الديمقراطي" تحرك زملائه ونظرائه في هذا المجال بالضروري لمنع استمرار "النهج غير الديمقراطي والمعادي لكل شيء جميل في العراق".
برنامج التيار في ألمانيا
,يؤكد إطيمش على استقلالية التيار نافياً عنه صفة "الحزب"، فهو ليس حزبا سياسيا كما أنه لا يعتبر نفسه بديلا عن الأحزاب السياسية، إلا أنه "يخوض السجال السياسي ويبلور أفكارا وأسئلة تتمحور حول مراحل تطور البلاد والعملية السياسية فيها".
ويؤكد السيد حميد خاقاني في حديثه مع دويتشه فيله على "أولوية الانتماء إلى العراق وهويته الوطنية والثقافية"، ما يعني الاهتمام بما يشغل بال العراقيين من هموم سياسية وثقافية واجتماعية، خصوصا ما يتعلق بالعمل الجاد والتنوير الواسع فيما يخص إلغاء المحاصصة الطائفية ومنع تحويلها إلى عرف سياسي في تقاسم السلطة في العراق، حسب تعبيره. كما يشير خاقاني إلى أن "التيار الديمقراطي" يولي اهتماما كبيرا بمنظمات المجتمع المدني ذات التوجه الديمقراطي، ولكن "ليس عبر الوصاية عليها، وإنما من خلال دعمها ورفدها بالنشاطات المختلفة".
وفي برنامج التيار أيضا كما يقول السيد خاقاني تنظيم الحوار والانفتاح على جميع القوى والشخصيات العراقية "الوطنية" المعنية بالتطور الديمقراطي في البلاد "بصرف النظر عن انتماءاتها الفكرية والدينية والعرقية". ويتابع السيد حميد خاقاني حديثه بالقول "إن التيار الديمقراطي عليه أن يتوجه إلى الناس ويتعرف على مشاكلهم وعلى ما يشغلهم حقا، ليتحول إلى معبر حقيقي عن معاناتهم ومطالبهم". ويبرر خاقاني هذا التوجه في برنامج التيار بالقول أنه "بهذه الطريقة وحدها يستعيد الديمقراطيون دورهم ويخرجون من حال النخبة إلى أحوال التيار الشعبي المؤثر".
ويعتقد كل من إطيمش وخاقاني أن هناك فرص كبيرة للتعاون مع المؤسسات الألمانية المختلفة، السياسية والثقافية والفكرية بهدف الاستفادة من التجربة الألمانية في بناء الديمقراطية في بلد متقدم ومتطور سياسيا واقتصاديا وثقافيا وتعريف العراقيين بخبرة المجتمع الألماني في مجال البناء الديمقراطي.
الكاتب: حسن ع. حسين
مراجعة: عارف جابو