جامعة كونستانس: جامعــــــــة النخبــــة الصغيرة
٢٥ أكتوبر ٢٠١٠أرادت جامعة كونستانس دائما أن تُصنف في مستوى الجامعات الكبيرة. منذ البداية أطلق عليها أساتذة فيها "هارفارد الصغرى على بحيرة بودينزيه"، مع أن الأمر لايخلو من بعض الإجحاف بحق جامعة هارفارد، التي تمتلك ميزانية ضخمة وسمعة عالمية كبيرة.
انفتاح أكثر في مجال البحث
رغم ذلك هناك عدة أسباب تدفع الاساتذة للفخر بجامعتهم الصغيرة. تقع الجامعة على الجبل بين الغابة والمروج، وهي أحيانا تبدو بمظهرها الذي يعود إلى ستينات القرن الماضي كساحة ألعاب مزركشة الألوان. وضع المرء نصب عينيه إقامة جامعة حديثة عندما تأسست في عام 1966 من قبل حفنة من الأساتذة. ولم يقتصر الهدف حينها على إنشاء جامعة جديدة أكثر انفتاحا في مجال البحث مقارنة بالجامعات التقليدية وحسب، بل أيضا مؤسسة أكاديمية تعكس روح كونستانس.
جامعة النخبة كونستانس
تسمح بعض أسقف القاعات الدراسية أحيانا لقطرات المطر بالتسرب بشكل يصعب توضيحه، كما أن الفن العمراني للأبنية يدل على نموذج أحب المرء فيه الألوان الفاقعة. هذا الفن هو على عكس العمران البسيط الرمادي ـ الأسود الشائع هذه الأيام.
رغم ذلك فإن المسألة الأهم هي المضمون. نجحت فكرة إقامة حلقات دراسية صغيرة وعلاقات مباشرة ووثيقة مع الأساتذة في إطار حرم جامعي يضم مختلف الاختصاصات. منذ عام 2007 تصنف جامعة كونستانس كواحدة من جامعات النخبة في ألمانيا. وبفضل الدعم المالي المرتبط بهذا اللقب والرسوم الدراسية بحدود 500 يورو عن كل فصل أصبحت الدراسة فيها مريحة. ومن التبعات الإيجابية لذلك تعيين أساتذة جدد، وقبول أعداد جديدة من طلبة الدكتوراه، إضافة إلى توفير فرص عمل جديدة للطلاب إلى جانب دراستهم.
المكتبة كقلب نابض
تشكل المكتبة قلب الجامعة النابض. وهي تتوسط الحرم الجامعي وتعد من أفضل المكتبات في ألمانيا من ناحية التجهيز. أما الميزة الأكبر التي تقدمها فهي تمكين الدارس من الحصول على الكتب مباشرة من الرفوف وعلى مدى 24 ساعة بدلا من البحث عنها في بنك المعلومات عن طريق الكومبيوتر قبل ذلك. أما من يفضل التعلّم من البيت بإمكانه الاتصال بمركز المعلومات عن طريق كومبيوتره والحصول على مختلف قوائم الكتب والمجلات ومعلومات أخرى.
الجامعة هي أيضا المكان المناسب أثناء التحضير للامتحانات. في مكان ما داخل الحرم الجامعي المتداخل يمكن للطالب توفير مكان مريح يخلد من خلاله إلى التفكير بعمق في نظريات علمية مع نظرة على بحيرة بودينزيه. كما أن بهو الجامعة يُعد بمثابة قاعة دراسية غير رسمية. هنا وخلال شرب القهوة أو الشاي يمكن مناقشة حلقات البحث أو الحديث عن آخر الإشاعات التي تدور حول الجامعة.
إيلينر زينكر
مراجعة: عبده جميل المخلافي