جماهير دروتموند توجه رسالة واضحة إلى النازيين الجدد
١٦ مايو ٢٠١٦في المرحلة الأخيرة من منافسات البوندسليغا، ودّع فريق دورتموند ضيفه كولونيا متعادلا معه بهدفين لكل فريق. النتيجة نفسها، لم تكن ذات أهمية كبرى لكلا الفريقين، فالنتائج كانت شبه محسومة.
بروسيا دورتموند نال لقب وصيف بطل الموسم، متقدما على صاحب المركز الثالث باير ليفركوزن بفارق 18 نقطة، ومتخلفا عن بايرن ميونخ صاحب لقب هذا الموسم بـ10 نقاط. أما بالنسبة لفريق كولونيا لم تكن هذه المباراة أكثر من مجرد واجب وعليه أدائه، فالنقاط التي جمعها خلال الموسم والبالغ عددها 43 نقطة، تظهر أن خروجه من المسابقة كان مستحيلا، حتى لو خسر المباراة.
ورغم ذلك، فإن اللقاء تميز بأجواء حماسية، كان المحرك الأساسي لها، ليس اللاعبين، بل جماهير "أسود وستفاليا".
احتفال جماهير دورتموند لم يكن بفريقهم...ولكن!
فقبل أن يطلق حكم المباراة صافرته معلنا عن انتهاء المباراة، بدأت جماهير دورتموند بالاحتفال. والملفت هو أن الاحتفال لم يكن بفريقهم، بل إنهم علقوا لائحات كبيرة وملفتة، كتب عليها بوضوح "لا مستقبل للنازيين، حب بروسيا دورتموند يعني كره الفاشية!"
أما خلفية هذه الرسالة فترجع لأسباب محلية ترتبط بمدينة دورتموند. فوفقا لموقع " ruhrnachrichten.de" الألماني تمّ تفسير هذه الرسالة كالآتي: الجزء الأول من العبارة التي حملها مشجعو بروسيا دورتموند "لا مستقبل للنازيين" يشير إلى ما يسمى بـ "يوم مستقبل ألمانيا"، وهو شعار اليمينيين المتطرفين والذي سيحملونه في المظاهرة التي يعدون لتنظيمها قريبا.
استعدادا ليوم "مستقبل المانيا"!
ومن المفترض أن تقام هذه المظاهرة في دورتموند وسيتم تنظيمها من قبل متطرفين يمينيين الأسبوع الأول من حزيران يونيو، لكن رابطة مشجعي دورتموند لهذا التجمع تسعى إلى مبادرات وأنشطة تعيق قيام هذه المظاهرة، وهو ما يظهر جليا من خلال هاتشتاغ "#Notddz" الذي أطلقته عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، ويعني أن ما يعرف بمظاهرة "يوم مستقبل ألمانيا" ينبغي أن لا تتم. وفي هذا السياق حمل جماهير دورتموند لافتات كتب عليها "حب دورتموند يعني كره الفاشية" في أخر مباراة للفريق ضمن منافسات البوندسليغا. وهم يريدون بذلك أن يلفتوا الانتباه إلى أن المنظمات اليمينية وأعضائها لا يمكن أن تكون من ضمن جماهير بروسيا دورتموند.
لا شك أن هذه الرسالة التي وجهها مشجعو دورتموند إلى النازيين الجدد في نهاية موسم البوندسليغا، أكدت على أن عالم الكرة ليس بعيدا عما يدور في الساحة السياسة في ألمانيا، في ظل التزايد الملحوظ لنسبة المؤيدين للأحزاب اليمينية سيما مع تدفق اللاجئين، وخاصة أن رابطة مشجعي فريق "أسود وستفاليا"، كانت من أكثر المرحبين بقدوم اللاجئين.