جنبلاط: لا بد من ثورة شاملة تطيح بالنظام الطائفي بلبنان
٢ مارس ٢٠١١في حين تقدم القهوة العربية للزوار المنتظرين في غرفة الاستقبال الفخمة، يجلس الزعيم اللبناني الدرزي وليد جنبلاط داخل قصره البيروتي، ويحتسي المتة، التي استقدمها أجداده الدروز من الأرجنتين، كما يقول، خلال هجراتهم في بدايات القرن التاسع عشر.
جنبلاط، النائب في البرلمان اللبناني، أعلن مؤخراً تأييد كتلته لنجيب ميقاتي، مرشح حزب الله وحلفائه لتشكيل حكومة لبنانية جديدة، وذلك بعد انهيار الحكومة السابقة بقيادة سعد الحريري نتيجة انسحاب الوزراء الشيعة منها. وتمثل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، والتي أنشأت من بقرار من مجلس الأمن الدولي إثر اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في العام 2005، نقطة الخلاف الرئيسة، حيث من المعتقد أن تقوم هذه المحكمة بتوجيه أصابع الاتهام إلى عناصر تابعة لحزب الله فيما يخص عملية الاغتيال.
دويتشه فيله أجرت الحوار التالي مع الزعيم الدرزي وليد جنبلاط:
دويتشه فيله: هل تعتقد أن لبنان يتجه نحو مواجهة بين سعد الحريري من جهة وحزب الله من جهة اخرى؟
وليد جنبلاط: لا أعتقد ذلك. فالأمر ببساطة هو أن بعض السياسيين يرفض الاعتراف بأن العمل السياسي ربح وخسارة، كما أن الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة، نجيب ميقاتي، سيشكل حكومة شرعية يقبلها البرلمان اللبناني.
ولكن ألا تعتقد بأن المحكمة الدولية تشكل نقطة الخلاف الرئيسة؟
لقد هيمنت المحكمة الدولية على السياسة اللبنانية منذ العام 2005 وحتى الآن. وأنا دعمتُ المحكمة في البداية، ولكني أدركت بعدها أن مصداقية المحكمة هي موضع شك، بدليل التسريبات التي نُشرت في " دير شبيغل" و"لوفيغارو" أو حتى مسألة شهود الزور. لقد قبل سعد الحريري التوافق السوري السعودي وأعلن موافقته على الحوار أملا في تحقيق المصالحة الوطنية. ولكن هذه الصفقة ألغيت فجأة، لأن الولايات المتحدة لم تدعمها.
ولماذا لم تدعمها الولايات المتحدة؟
في العام 2006 قامت إسرائيل بعدوان على لبنان، لأنها ومعها الولايات المتحدة أرادتا نزع سلاح حزب الله ولكنهما فشلتا، لذلك تريد الولايات المتحدة الآن الانتقام من حزب الله.
لكنك أعلنت في احد الأوقات أنك ضد هذا السلاح ..
نحن بحاجة إلى سلاح حزب الله من أجل الدفاع عن لبنان، على الأقل حتى نتمكن من بناء جيشٍ وطنيٍ يتولى حمايتنا من الأعداء. كما أن عقدة الولايات المتحدة تتمثل بحزب الله، ولهذا أشعر بقلق كبير من محاولات دفع لبنان إلى صراعٍ بين السنة والشيعة.
ما رأيك بمحاولة المعارضة، التي يقودها سعد الحريري، استحضار شبح حرب أهلية جديدة؟
أنا شاركت في الحرب الأهلية اللبنانية بعكس أعضاء الرابع عشر من آذار. وأنا أرى أنه لا يجوز لهم استحضار أجواء الحرب دون أن يعوا خطرها الحقيقي. فالحرب الأهلية كلفت لبنان أرواح الآلاف من الناس. ولهذا أنصحهم بأن يصمتوا.
كيف يمكن أن تصف الدولة اللبنانية حالياً؟
الديمقراطية اللبنانية قائمة على نظام طائفي متشعب، كما أن استشراء الفساد وعمليات غسل الأموال تسبب مشاكل كبيرة للمجتمع اللبناني.
هل يمكن للبنان أن يصبح يوما ما دولةً علمانيةً؟
حاول والدي إدخال العلمانية إلى لبنان، لكنه للأسف لم ينجح. ربما في يومٍ ما ستقوم ثورةٌ تطيح بكل الطبقة السياسية الفاسدة. أما الآن فالطائفية متجذرة في المجتمع اللبناني ومن غير الممكن إدخال العلمانية دون إحداث تغيير شامل. هذا بالتأكيد أمرٌ محزن.
ولكن ما الذي يجبرك على العمل ضمن هذا النظام المحكوم بالإقطاع السياسي؟
عائلتي كانت مسؤولة عن الدروز وجبال الشوف طوال 350 عاماً، فأنا من عائلة سياسية عريقة وسأبدأ كذلك بتجهيز ولدي تيمور فور عودته من باريس حيث يدرس العلوم السياسية، كي يتسلم من بعدي. كما عليه أن يتعلم من تلقاء نفسه وهذا ما سيستغرق بعض الوقت.
هل من الممكن لامرأة أن تتولى قيادة الدروز؟
بكل تأكيد. فجدتي حكمت الدروز بعد وفاة أبيها بين عامي 1917-1943.
هل أنت فخور كونك لبنانياً؟
أنا فخور كوني عربياً، ولن أقول لبنانياً، لما يمكن أن تسببه هذه التسمية من سوء فهم.
نعومي كونراد / مأمون الصليبي
مراجعة: لؤي المدهون