جهود حثيثة من أجل إنجاح القمة الأوروبية الأمريكية القادمة
٢٨ أبريل ٢٠٠٧يتصدر أجندة اجتماع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي مع الرئيس الأمريكي جورج بوش اتفاق جديد للتعاون الاقتصادي بين جانبي الأطلسي وقضايا النقل الجوي والتغير المناخي وتوفير الطاقة. والرسالة التي يأمل الطرفان في توجيهها هي أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تقاربا معا بشكل أكبر. وينظر السياسيون والخبراء في واشنطن للرسالة على أنها ليست تماما خارج السياق. فقد كشف تقرير في الآونة الأخيرة لهيئة البحث التابعة للكونجرس التي تمولها الحكومة من أن التوتر الشديد الذي يشوب العلاقات الخارجية والقضايا الاقتصادية قد مهد الطريق للمزيد من روح التعاون وإحساس "متجدد" بالشراكة في مواجهة المشاكل العالمية.
وبدوره قال جودي أنسلي مدير قسم الشئون الأوروبية في مجلس الأمن القومي الأمريكي في وقت سابق من الأسبوع الحالي: "إننا نعمل اليوم مع الاتحاد الأوروبي لمواجهة التحديات العالمية بالكامل". ولكن الصورة الإيجابية ليست مثالية فالطموح نحو تحقيق تعاون اقتصادي أوثق مثل المجلس الاقتصادي بين جانبي الأطلسي الذي سيتم إنشاؤه خلال قمة يوم الاثنين يخفي المأزق المحيط بمناقشات جولة الدوحة للتجارة العالمية التي تصر فيها البرازيل والصين والهند أن توقف أوروبا والولايات المتحدة المعونات المقدمة للمزارعين.
تقارب بين أوروبا وأمريكا في قضية الاحتباس الحراري
ويرى الأستاذ ستيفن سزابو من جامعة جونز هوبكنز في بالتيمور بولاية مريلاند إنه بالرغم من التعهدات المتواصلة بالتجارة الحرة في دنيا العولمة فإن النظرة العامة للقرار ليست جيدة بشكل خاص. وفيما يتعلق بقضية الاحتباس الحراري فإن هناك إشارات على التقارب بين العالمين القديم والجديد ولكن رغم ظهور بعض التغيرات على موقف بوش بعد أن لاحظ ضرورة النظر بجدية أكبر لظاهرة الاحتباس الحراري، فإن البيت الأبيض ليس مستعدا للدفع باتجاه وضع قيود قانونية على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المسؤولة عن ارتفاع درجة الحرارة.
ويرفض بوش فرض قواعد مثل تلك التي تفرضها أوروبا وباقي دول العالم المنضوية تحت لواء بروتوكول كيوتو المتعلق بالتغيرات المناخية. ويخشى الرئيس بوش من أن تضعف القيود القاسية على الانبعاثات من النمو الاقتصادي وخلق فرص التوظيف رغم أنه يواجه مع الكونجرس الأمريكي ضغوطا متزايدة من المستثمرين لتبني قواعد موحدة، لكي تتمكن الصناعة الأمريكية من بدء التعامل مع هذه القضية.
نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي في شرق أوروبا
أما المحاور الصعبة في العلاقات بين جانبي الأطلسي فلن تلقى إلا نصيبا محدودا من اهتمام بوش وميركل. فالقضايا الدولية الساخنة المطروحة يوميا مثل العراق وأفغانستان وإيران والشرق الأوسط هي من قبيل الوضع الراهن الذي لا يتطلب تحركا سريعا من وجهة نظر العديد من الدبلوماسيين الأوروبيين. واضطر بوش في فترة تدنت فيها شعبيته الرئاسية بسبب الأوضاع في العراق وتزايد الرفض الداخلي للحرب هناك إلى تهدئة حدة مطالباته الايدولوجية بشأن تشكيل نظام عالمي جديد عن طريق إقامة الديمقراطية في العالم الإسلامي.
وقال سزابو في مقابلة إن بوش يبحث عن طريق للخروج من الكارثة العراقية وطريقة لكي تحتفظ كتب التاريخ بصورة إيجابية له ويأمل أن يفعل ذلك خلال الشهور العشرين الباقية له في رئاسته لأمريكا. وبما أن الديمقراطيين يسيطرون على أغلبية المقاعد في الكونجرس فإن المساحة المتاحة أمام بوش للمناورة في القضايا المحلية أو حتى الخارجية محدودة وهو ما أظهره التصويت الذي جرى الأسبوع الماضي على سحب القوات الأمريكية من العراق بحلول العام المقبل. وبناء على هذا يمثل التوافق بين جانبي الأطلسي أهمية خاصة لبوش.
وللحقيقة يثق سزابو في قدرة ميركل على إقناع بوش بتخفيض حدة لهجته فيما يتعلق بنظام الدفاع الصاروخي الأمريكي في شرق أوروبا والتفاوض بدلا من ذلك حول القضية المتفجرة التي ظهرت مرة أخرى الأسبوع الماضي بسبب المعارضة الروسية العنيفة. وفي ظل كل هذا فإن الأوضاع هيأت قمة أوروبية أمريكية خالية بشكل خاص من الخلافات، بل إن بوش على الأرجح سيكظم غيظه بشأن انتقادات ميركل لمعتقل جوانتانامو الأمريكي.