مؤتمر جديد من أجل التغير المناخي
٢ يونيو ٢٠١٠بدأت في مدينة بون الألمانية منذ 31مايو/آيار و حتى 11 من يونيو/حزيران أعمال مؤتمر جديد حول التغير المناخي بمشاركة العديد من المنظمات غير الحكومية وآلاف المندوبين من مختلف أنحاء العالم وذلك بهدف دفع مفاوضات المناخ التي تجريها الأمم المتحدة خطوة نحو الأمام.ويعد هذا الملتقى بمثابة مؤتمر تحضيري للقمة المزمع عقدها في مدينة كانكون المكسيكية في وقت لاحق من العام الحالي بعد عجز قمة كوبنهاغن للمناخ عن فرض تعهدات إلزامية للتقليل من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون لمجابهة التغير المناخي الناجم عنه.
محاولة لتفادي الفشل
ويأمل المشاركون أن يتمكنوا من خلال هذا المؤتمر من معالجة التفاصيل الرئيسية لأي اتفاق نهائي وذلك لتفادي الفشل الذي أودى إليه مؤتمر المناخ المنعقد في كوبنهاغن ديسمبر/كانون أول الماضي.حيث ستتم مناقشة مسألة نقل التكنولوجيا الخضراء إلى البلدان النامية، ومسألة التمويل، للتوصل إلى اتفاقيات ملزمة تضمن تقديم المساعدات إلى هذه البلدان لتتمكن من التعامل مع التغير المناخي. من ناحيته أكد تيموثي غورمن منظمة أوكسفام إنترناشيونال ، وهي ائتلاف دولي للعديد من المنظمات الدولية تسعى إلى إيجاد حلول دائمة لمشاكل الفقر في العالم، على هذه الجوانب وقال: "إن مسألة التمويل هي مفتاح الحل المرجو".
ويبدو أن هذه المسألة تشغل حيزا كبيراً من أعمال المؤتمر المنعقد حاليا في مدينة بون الألمانية ، حيث كان من بين ما اتفق عليه في مؤتمر كوبنهاجن أن تقدم الدول الصناعية للدول النامية بين عامي 2010 و2012معونات عاجلة تقدر بـ30مليار دولار،ليتحمل الاتحاد الأوروبي حوالي ثلث قيمة هذه المعونات.
لذا فقد حث أيبو دي بور رئيس لجنة المناخ في الأمم المتحدة في بداية المؤتمر المنعقد حاليا في بون الدول على الوفاء بوعودها المتفق عليها ،من أجل كسب المصداقية في مفاوضات حماية المناخ العالمي.ومن ناحيته أعرب الاتحاد الأوروبي عن استعداده لتقديم مساعدات فورية قدرها 2,4مليار يورو للدول الأشد فقرا في العالم لحماية المناخ.
مخاوف متنامية من آثار تغير المناخ
وبعد فشل مؤتمر كوبنهاغن تزايدت المخاوف من عجز البشرية عن وضع حد للتغير المناخي، حيث أن المؤتمر المذكور لم يأت باتفاقيات ملزمة وإنما طوعية للحد من انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون، الأمر الذي يعتبره أيبو دي بور رئيس لجنة المناخ في الأمم المتحدة غير كافٍ للوصول إلى الهدف المرجو وهو الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض ، لتكون أقل من درجتين مئويتين.
لذلك أكد دي بور على أهمية المؤتمر المنعقد حالياً في بون وقال:"إن هذين الأسبوعين في بون يشكلان نصف الوقت الرسمي المخصص للمحادثات قبل انعقاد قمة كانكون في المكسيك، وخلال هذه المدة يتعين علينا أن نظهر للعالم أن عملية حماية المناخ مستمرة"
يبدو أن جو القلق هذا قد خيم على أغلب المشاركين في المؤتمر، فمن ناحيته قال رامان ميهتا من المنظمة الهندية غير الحكومية (أكشن أيد إنديا):"كل يوم يفوت دون تحرك،يكلفنا الكثير من المال، وهذا أمر نعرفه، ووكالة الطاقة الدولية تعرف أن كلفة التأخير ستبلغ قرابة 500ملياردولار سنوياً".وهذا أمر يتفق عليه أغلب خبراء المناخ في العالم.و لم يصدر أي تصريح عن أي من الأطراف المشاركة في المؤتمر حتى الآن ، ولم تعل إلا أصوات المتظاهرين أول أمس في مدينة بون مطالبين بإجراءات فورية ومساعدات مالية بدلاً من منح القروض للبلدان النامية لمساعدتها على تجنب عواقب التغير المناخي. يذكر أن أعمال المؤتمر ستستمر حتى 11 حزيران/ يونيو الحالي.
الكتابة: ميسون ملحم /هيله يبسن
مراجعة: هبة الله إسماعيل