جولة فوتوغرافية عبر كنوز ألمانيا الشرقية الضائعة
١١ أغسطس ٢٠٠٩لدى ألمانيا الكثير لتحتفل به هذا العام -على سبيل المثال لا الحصر، مرور ستين عام على تأسيس جمهورية ألمانيا الاتحادية، وعشرون عام مضت على سقوط جدار برلين. كما أن حركة الباوهاوس المعمارية في فايمر تحتفل بمرور تسعين عام على تأسيسها.
وبالرغم من أن الاحتفال بحركة الباوهاوس المعمارية تخلله إقامة معارض خاصة، إلا أن القليلين جدا يعرفون أن معماريين من حركة الباوهاوس مثل Selman Selmanagic كانوا وراء تطوير أسلوب العمارة الحديثة في ألمانيا الشرقية ،في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. إلا أن معظم أعمال هؤلاء المعماريين أزيلت أو دمرت بعد فترة قصيرة جدا بعد الوحدة الألمانية.
حتى منتصف الستينيات من القرن الماضي لقي أسلوب العمارة الحديثة في ألمانيا الشرقية قبولا واسعا على المستوى العالمي. لقد كانت المباني المعمارية آنذاك تعكس أسلوب حياة الألمان الشرقيين، كما أنها تعتبر شاهدا صامتا، كان يمكن أن يخرج عن صمته بعد سقوط جدار برلين ليحكي حياة "الآخرين"- سكان ألمانيا الشرقية.
مبنى مطعم Ahornblatt-ورقة شجرة القيقب- الواقع على جزيرة الصيادين، كان إحدى المباني التي تميزت بأسلوب المعمار التجريبي. المبنى الذي صممه المعماري Ulrich Muether، بني على شكل ورقة شجرة ذات ست نقاط. ويُصنف هذا المبنى على أنه تحفة معمارية فريدة من نوعها في شتى أنحاء العالم. بالرغم من الاعتراضات الكثيرة التي لاقتها فكرة إزالة هذا المبنى، فقد تم إزالته في عام 1999 ليبنى محله فندقا ومبنى للمكاتب .
مبنى "السينما العالمية" في شارع كارل ماركس في برلين كان يعتبر أكبر دار عرض سينما في ألمانيا الشرقية. المبنى تميز بإعطاء الانطباع بالتحليق، نظرا لوجود أعمدة رفيعة تحمله. مقهى "موسكو" الشهير كان متاخما لدار العرض وتم تمويل المبنيين من قبل حكومة ألمانيا الشرقية ،لإظهار رد فعلها على المعرض العالمي لمدرسة الباوهاوس المعمارية، الذي أقيم في ألمانيا الغربية عام 1957.
تصميم المركز التجاري في منطقة هيرمسدورف صمم على شكل خلايا النحل ليمثل الثراء الفاحش. بعد عدة سنوات انتهى المطاف بهذه المراكز التجارية لتكون مدن أشباح.
دار سينما "أوديوم" ومحل لبيع منتجات الألبان في منطقة بانكوف التي كانت تقع في شرق برلين. الخطوط الواضحة للمبنى والتصميم البسيط، إضافة إلى النوافذ الكبيرة كانت تعطي انطباعا، كما لو كان المبنى مدينة كبيرة. كما أنه كان يضفي لمسة الانفتاح على الآخر، لذلك كان تصميما خارجا عن النمط الشيوعي ،خاصة وأنه كان قريبا جدا من حائط برلين. جدير بالذكر أنه أصبح اليوم من الصعب التعرف على هذا المبنى بعد أن تلاشت معالمه.
ابتداء من عام 1976 كان قصر الجمهورية، مقر برلمان ألمانيا الشرقية، كما أنه كان مكانا مميزا لإقامة الفعاليات الثقافية. عام 2003 وافق البوندستاغ (البرلمان الألماني) على قرار هدم المبنى نظرا لبنائه بمادة الأسبست الأبيض الضارة بالصحة والبيئة. إلا أن قبو القصر الجمهوري احتفظ به خاصة وأن العديد من المواطنين قدموا التماسا للبرلمان الألماني للعدول عن قرار هدم المبنى.
الكاتب:كريستوف ريختر / هبة الله إسماعيل
تحرير: طارق أنكاي