جولياني: وزير خارجية الرئيس ترامب في الظل!
٢٨ أكتوبر ٢٠١٩ليس المحامي الشخصي للرئيس دونالد ترامب رودي جولياني متورط فقط في قضية أوكرانيا، الآن تنأى عنه كذلك وزارة العدل. موظفون من الوزارة التقوا قبل أسابيع بجيولياني للحديث عن حالة أحد زبائنه. في هذه الفترة بدأت تحقيقات ضد موظفين أثنين لديه تم اعتقالهما في بداية أكتوبر/ تشرين الأول بسبب خرق قانون تمويل الحملات الانتخابية. هذه التحقيقات ماتزال مستمرة. أما موظفو وزارة العدل الذين شاركوا في المحادثات مع جولياني فلم يتم اطلاعهم على التحقيقات. وحسب بيتر كار، وهو متحدث باسم وزارة العدل فإن هؤلاء "ما كانوا سيقابلونه لو كانوا مطلعين على مجرى التحقيق". وبالنسبة إلى وزارة التي لا تتحدث مطلقا عن تحقيقات جارية، فإن هذه كلمات انتقاد واضحة لجولياني.
تأتي صفعة وزارة العدل في وقت عصيب لمحامي ترامب والرئيس الأمريكي نفسه. يأتي ذلك في وقت قدم فيه الديمقراطيون في الكونغرس طلبا لعزل ترامب من السلطة، لأن الأخير حاول على ما يبدو الدفع بالرئيس الأوكراني إلى فتح تحقيقات ضد منافسه السياسي جو بايدن. وفي خضم قضية أوكرانيا اتضح أن الرئيس سلم محاميه مسؤولية مفاوضات سياسية خارجية. ويبدو أن جولياني تصرف كوزير خارجية غير رسمي، كما تفيد العديد من المصادر.
جولياني متورط في أوكرانيا
غوردون سوندلاند، السفير الأمريكي لدى الاتحاد الأوروبي صرح الأسبوع الماضي أمام الكونغرس أنه ودبلوماسيين آخرين طُلب منهم التواصل مع جولياني فيما يخض قضايا أوكرانيا. سوندلاند أوضح أنه أصيب "بخيبة أمل"، لأن ترامب فوض محاميه بعلاقات استراتيجية هامة كهذه. وفي المكالمة الهاتفية المشبوهة التي يتحدث فيها الرئيس الأمريكي مع نظيره الأوكراني حول ابن جو بايدن ويحث فيها الرئيس الأوكراني على فتح تحقيقات ضد بايدن يتم الحديث أيضا عن جولياني. " رودي يعلم ما يجري بدقة وهو رجل ذو مؤهلات"، كما قال ترامب حسب بروتوكول المكالمة مع الرئيس الأوكراني مضيفا: "لو تمكنتم من الحديث معه سيكون ذلك رائعا".
وحتى الموظفين الاثنين من فريق جولياني الذين اعتقلا مؤخرا كانا متورطين في قضية أوكرانيا. ليف بارناس و إيغور فرومان ساعدا على ما يبدو في إقالة السفيرة الأمريكية السابقة في أوكرانيا، ماري يوفانوفيتش. ومن بين الأعمال التي قاما بها تقديم هبات مالية أكثر مما هو مسموح به لحملة إعادة انتخاب عضو في الكونغرس ساعد في إبعاد يوفانوفيتش غير المحبوبة لدى ترامب. وجولياني يرفض الحديث عن الاتهامات الموجهة ضد موظفيه.
سياسة خارجية في الظل تشمل البحرين
لكن جولياني لم يكن ناشطا لصالح ترامب فقط في قضية أوكرانيا. فبعض التحريات كشفت أنه جوليانو في أكتوبر/ تشرين الأول 2018 وفي إطار مؤتمر مساند لروسيا في أرمينيا التقى بوزير الدفاع المؤقت للبلاد. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني بحث قضايا أمنية مع رئيس الأوروغواي تاباري فاسكيس. وفي ديسمبر/ كانون الأول سافر إلى البحرين لعقد لقاء ثنائي مع الملك حمد بن عيسى الخليفة.
ويبدو أن جولياني تحمل دورا أكبر مما يليق بالمحامي الشخصي للرئيس الأمريكي ـ حتى في قضايا معقدة مثل العقوبات ضد ايران. وهناك ما يشير إلى أنه تحدث مع المبعوث الخاص لإيران، بريان هوك حول إمكانية إلغاء عقوبات ضد تاجر الذهب التركي رضا زراب. وكانت لزراب علاقات تجارية مع ايران، وكان الرئيس الأمريكي قد شدد بسبب هذه العلاقات في إطار حملته "الضغط الأقصى" على فرض عقوبات. لكن جولياني كان يرغب في الحصول على استثناء لموكله. "نحن قلقون جدا لوجود سياسة ظل خارجية يقودها المحامي الشخصي للرئيس"، كما قال السيناتور الديمقراطي كريس مورفي. ودافع الرئيس ترامب عن محاميه عبر تويتر، وكتب:"جولياني رجل رائع ومحام بارع".
كرلا بلايكر/ م.أ.م