جونسون متشبث ببريكست على طريقة "هالك"
١٥ سبتمبر ٢٠١٩أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في مقابلة نشرت الأحد (15 سبتمبر/ أيلول)، عن وجود "تقدم هائل" في الطريق للتوصّل إلى اتّفاق بشأن خروج بريطانيا من الاتّحاد الأوروبي.
وقال جونسون في المقابلة التي نشرتها صحيفة "ميل أون صنداي"، إنه "سيكون هناك الكثير من العمل حتّى 17 تشرين الأول/أكتوبر" موعد آخر قمّة للاتّحاد الأوروبي قبل تنفيذ بريكست المقرّر في 31 تشرين الأول/ أكتوبر.
وأضاف "لكنّني ذاهب إلى هذه القمّة وسأحصل على اتفاق، وأنا متفائل جداً"، مؤكدا في الوقت نفسه أنه "في حال لم نتوصل الى اتفاق، فسنخرج في 31 تشرين الأول/ أكتوبر".
وتأتي تصريحات جونسون قبل محادثات مقررة يوم غد الاثنين في لوكسمبورغ مع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ومفاوض الاتحاد الأوروبي المكلف بملف بريكست ميشال بارنييه.
ويسعى جونسون لإعادة التفاوض على البنود الواردة في الاتفاق الذي توصلت إليه رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي مع التكتل، ورفضها البرلمان، لكن قادة التكتل يصرّون على أنهم لن يقدموا أي تنازلات جديدة.
وتشكل خطة ما يعرف بـ"شبكة الأمان" المسألة الخلافية الكبرى بين الطرفين. وتهدف هذه الخطة إلى إبقاء الحدود مفتوحة بين بريطانيا وإيرلندا، ما من شأنه إبقاء لندن مرتبطة بقواعد الاتحاد الأوروبي التجارية بعد فترة طويلة من إتمام بريكست.
"لن تعجبكم بريطانيا عندما تغضب"
وعبر حواره الصحفي هذا، أرسل بوريس جونسون رسالة جديدة للاتحاد الأوروبي مفادها : "لن تعجبكم بريطانيا عندما تغضب". وعلّل كلامه مستعينا بالشخصية الخيالية الخارقة " هالك" في سلسلة كتب مارفل، للإشارة على "قدرته الشخصية الخارقة على تحطيم القيود". وأوضح رئيس الوزراء البريطاني لصحيفة ميل أون صنداي أنه و"كلما ازداد غضب هالك، كلما أصبح أقوى". وأضاف"ربما يكون بانر مكبل بالقيود، ولكن عندما يتم استفزازه يفجر هذه القيود ليخرج منها".
وبروس بانر هو العالم الخيالي الذي يتحول إلى الرجل الخارق الأخضر، هالك، في سلسلة الكتب والأفلام الكوميدية. وقال جونسون" كان هالك يتمكن دائما من الهروب، مهما كانت القيود المفروضة عليه، وهذا هو الحال لهذا البلد، سوف نخرج في 31 تشرين أول/اكتوبر المقبل وسوف نحقق ذلك".
وتعهد جونسون بالالتزام بالخروج في الموعد المحدد حتى وإن لم يتم التوصل لاتفاق. وهو الأمر الذي يواجه معارضة شديدة من قبل البرلمان.
المعارضة تشتد
واتضح حجم المعارضة في البرلمان أمس السبت عندما انشق أحد النواب من الحزب المحافظ للانضمام إلى الحزب الليبرالي الديموقراطي المؤيد للاتحاد الأوروبي، في أحدث عملية انشقاق ضد بوريس جونسون. فقد سبق أن تحداه 21 نائبًا محافظًا ودعموا تشريعًا يمنع بريكست بدون اتفاق، فأقالهم من الحزب الحاكم.
المنشق الجديد هو وزير الجامعات السابق سام جيماه الذي انتقد بدوره تهديدات جونسون بالانسحاب من التكتل بدون اتفاق، داعيا إلى إجراء استفتاء جديد على بريكست، بعد التصويت الذي جرى في 2016.
وأصبح الأخير النائب رقم 18 بين النواب الليبراليين الديموقراطيين في مجلس العموم الذي يضم 650 مقعداً. وقال جيماه السبت إن "بوريس جونسون ترك النواب المعتدلين في الحزب المحافظ أمام خيار صعب -- إما الموافقة على بريكست بدون اتفاق أو مغادرة الحياة السياسية".
كاميرون يخرج عن صمته
ووسط هذا المشهد المعقد، خرج عن صمته، رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون والذي نُظم في عهده استفتاء بريكست. وذلك عبر مذكرات من المفترض أن تنشر الخميس القادم، لكن بعضا من مقتطفات أوردتها العديد من وسائل الإعلامية البريطانية. وفيها هاجم كاميرون بوريس جونسون متهما إياه بـ"الشعبوية" وتأييد بريكست فقط لدعم مسيرته السياسية الخاصة.
وقال إن جونسون الذي تولّى منصبه في تموز/ يوليو، اعتقد أن تأييد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خلال استفتاء 2016 سيزيد شعبيته في الحزب المحافظ.
وذكر كاميرون زميل جونسون في حزب المحافظين، أن الأخير كان يرى وجود ضرورة لإجراء استفتاء ثانٍ لتأكيد شروط الانسحاب وهو أمر رفضه رئيس الوزراء الحالي لاحقًا.
وكشف كاميرون (52 عامًا) عن محاولته السابقة منع جونسون من الانضمام إلى معسكر بريكست من خلال عرض منصب وزير الدفاع عليه. مع ذلك "واصل" جونسون حملته المؤيدة لبريكست "وخاطر بنتيجة لم يكن يؤمن بها لمجرد اعتقاده أن ذلك سيدعم مسيرته السياسية"، وفق ديفيد كاميرون.
و.ب/ا.ف (أ ف ب، د ب أ)