حريق أم هجوم؟ "أضرار جسيمة" في سفينة حربية روسية قيادية
١٤ أبريل ٢٠٢٢منيت روسيا بواحدة من أكبر خسائرها في العتاد منذ بداية غزوها لأوكرانيا عبر إصابة "موسكفا" السفينة الرئيسية في أسطولها في البحر الأسود في انفجار ذخائر حسب موسكو وفي ضربات صاروخية حسب كييف.
وبينما يستعد الجيش الروسي للسيطرة على مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية على بحر آزوف وتوسيع هجومه في جنوب أوكرانيا وشرقها، أصيب الطراد القاذف للصواريخ موسكفا "بأضرار جسيمة"، حسبما نقلت وكالتا الأنباء الروسيتان الرسميتان "ريا نوفوستي" و"تاس" عن وزارة الدفاع الروسية.
وقالت الوزارة "بسبب حريق انفجرت ذخائر على متن السفينة" وتم إجلاء الطاقم بالكامل، موضحة أن التحقيق جار لمعرفة أسباب هذا الحريق.
من جهتها، أكدت السلطات الأوكرانية أن السفينة الحربية "موسكفا" أصيبت بصواريخ. وقال الحاكم الأوكراني لمنطقة أوديسا (جنوب) ماكسيم مارتشينكو إن "صواريخ نبتون التي تحمي البحر الأسود سببت أضرارا جسيمة لهذه السفينة الروسية". وقال أوليكسي أريستوفيتش مستشار الرئيس الأوكراني على يوتيوب إن "مفاجأة جاءت لسفينة قائد الأسطول الروسي للبحر الأسود".
وأضاف أن السفينة "تحترق بكثافة الآن. وفي هذا البحر الهائج، من المستحيل معرفة متى سيتلقون المساعدة"، مؤكدا أن "أفراد الطاقم البالغ عددهم 510 أشخاص" موجودون على متنها. وتابع "لا نفهم ما حدث".
و"موسكفا" موضوعة في الخدمة منذ 1983 في عهد الاتحاد السوفيتي. وقد شاركت في التدخل الروسي في سوريا منذ 2015. وفي الأيام الأولى لغزو أوكرانيا، شاركت في هجوم على جزيرة الثعبان قرب الحدود الرومانية، حيث أسر 19 بحارا أوكرانيا لمبادلتهم بأسرى روس في وقت لاحق.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف "نشهد محاولات تخريب وضربات من قبل القوات الأوكرانية على أهداف في أراضي جمهورية روسيا الاتحادية". وأضاف كوناشنيكوف محذرا "إذا استمرت هذه الأفعال، سيشن الجيش الروسي ضربات على مراكز صنع القرار، بما في ذلك في كييف وهذا ما امتنع الجيش الروسي عن القيام به حتى الآن".
وكانت القوات الروسية انسحبت من منطقة كييف في نهاية آذار/مارس. وقد طوقت العاصمة مدة شهر بلا جدوى وشنت ضربات عليها. وأعلن كوناشينكوف أيضا أن القوات الروسية سيطرت على منطقة ميناء ماريوبول التجاري تماما. وكانت روسيا أعلنت قبيل ذلك استسلام أكثر من ألف جندي أوكراني في هذه المدينة الساحلية الاستراتيجية التي تحاصرها قواتها وتقصفها منذ أكثر من أربعين يوما.
وسيشكل استيلاء القوات الروسية على ماريوبول انتصارا مهما لموسكو لأنه سيسمح بتعزيز مكاسبها من الأراضي الساحلية على طول بحر آزوف عبر ربط منطقة دونباس التي يسيطر عليها جزئيا موالون لها، بالقرم التي ضمتها روسيا في 2014. ويقول خبراء إن سقوط ماريوبول حتمي لكن القوات الأوكرانية تواصل المقاومة وباتت المعارك تتركز في المنطقة الصناعية لهذه المدينة.
ا.ف/ ع.ج.م (أ.ف.ب، رويترز)