حصري: القاعدة و إيران تضربان في تورنتو
٢ مايو ٢٠١٣اكد قيادي إسلامي في مدينة تورنتو الكندية لـCNN يوم 23 ابريل 2013 ، أن "نصيحة" من أحد الأئمة المحليين، قادت الشرطة إلى إحباط ما وصفته ب مخطط إرهابي كبير، واعتقال كل من شهاب الصغير، ورائد جاسر، المشتبه بقيامهما بالتخطيط لاستهداف قطار ركاب في تورنتو الكبرى .وبحسب الشرطة الكندية حصلا الاثنين على توجيه ودعم من عناصر تابعة لتنظيم القاعدة موجودة في إيران ، رغم نفي الخارجية الايرانية.
ليس بعيدا عن كندا فان حادثة تفجير بوسطن صعدت من هواجس أميركا من الإرهاب والإسلام فوبيا ولا نستبعد ان تكون هذه الحادثة أنذر إلى اوباما وإدارته والأجهزة الاستخبارية في الولايات المتحدة . بينما كان المدير العام الوطني للاستخبارات يقوم بمهام الإشراف والتنسيق بين 17 من أجهزة ووكالات الاستخبارات الأميركية، إضافة الى عمل هذه الأجهزة هناك عمال وزارة الأمن الداخلي التي تقوم بتوحيد جهود ومهمات 22 دائرة ووكالة اتحادية تضم 240 ألف شخص . ويرجّح ان تكون واشنطن قد اقتنعت بان الملف السوري لم يعد يحتمل بقاءه في موقع المتفرج على صراع بات ينزلق إلى تطورات خطرة جدا خاصة بعد إعلان حزب الله عن دخوله مباشرة في المعركة.
شبكات تجسس إيرانية
تملك إيران شبكة من ألجواسيس يبلغ تعدادها 30 ألف يشاركون في النشاطات السرية التي تتراوح من التجسس وسرقة التكنولوجيا إلى الهجمات الإرهابية بالقنابل والاغتيالات، وفقًا لتقرير سري صدر عن البنتاغون . وتعد وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية هي واحدة من أكبر وكالات الاستخبارات وأكثرها حيوية في الشرق الأوسط . وتدعم الوزارة بنشاط الفريق الراديكالي الإسلامي الحرس الثوري .وقد حصل موقع "واشنطن بيكون" على نسخة من تقرير يتألف من 64 صفحة، ويشير إلى أنّ وزارة الاستخبارات الإيرانية تقدم الدعم المالي والتكنولوجي، أو غيرها من الخدمات لحزب الله، وتنظيم القاعدة في العراق، وهي منظمات تعتبر إرهابية بموجب القرار التنفيذي رقم 13224 الصادر عن الولايات المتحدة .
إيران والقاعدة
توصف علاقة إيران بالقاعدة بأنها مزدوجة ومركبة حيث تشتركان في عدائهما للولايات المتحدة الأميركية وإفشال مشروعها في الشرق الأوسط ، من خلال الاشتباك المباشر معها على الأرض عسكريا واستخباريا وكذلك من خلال حلفائها من داخل دول النزاع.
السبب الأول لحلفهما غير المعلن يكمن في أن الاثنين يشاركان العدو الأول وهو أمريكا، والسبب الثاني أن إيران هي بوابة العبور في الدخول والخروج من والى كل من أفغانستان والعراق، ثالثاً قد يكون تودد القاعدة لإيران وعدم مهاجمة المصالح الإيرانية لرغبة القاعدة في الحصول على المواد الإشعاعية لاستعمالها في هجمات مستقبلية، وأيضا مصلحة إيران بإبقاء أمريكا تحت عبئ القاعدة في العراق وفي باكستان وأفغانستان ، ومصلحة القاعدة في إبقاء حلف غير معلن مع إيران له مصالح مشتركة لكل الطرفين.
هنالك عدد من المطلوبين من تنظيم القاعدة موجودين في إيران بينهم أسرة بن لادن بالإضافة إلى عناصر من الخط الأول في القاعدة رغم أن البعض منهم وضعتهم إيران تحت الإقامة الجبرية كإجراء احترازي لحماية نفسها من القاعدة وكشفت رسائل بن لادن الكثير عن هذه العلاقات .
ومن بين قيادات القاعدة هنالك سيف الدين العدل المسؤول عن أركان عمليات القاعدة واستخباراتها و ياسين السوري/ اسمه الحقيقي عز الدين خليل حيث عرضت الاستخبارات الأميركية مكافأة مالية وهي الأكبر بعد المكافأة الممنوحة إلى من يجد ألظواهري وقيادي آخر ملقب بالكويتي وغيرهم . إيران هي معبر القاعدة من باكستان إلى الشرق الأوسط ، لكن ألعلاقة بين إيران والقاعدة شهدت تعقيد في الأشهر الأخيرة مع سخونة المواجهة مابين المعارضة / التنظيمات الجهادية والقاعدة ضد نظام الأسد.
" إيران: بؤس استخباري ونقص في التدريب"
أن استعراض عمليات إيران التجسسية والتخريبية في الدول الأهداف تعكس البؤس ألاستخباري ونقص التدريب ألمخابراتي لشبكاتها وقد يكون حرص إيران على عدم إشراك خلاياها الاستخبارية من ألحرس الثوري أو اطلاعات أو فيلق القدس، محاولة منها بعدم تقديم أدلة بتورطها . هذه العمليات غير النوعية وغير المكلفة من شانها أن تكلف الولايات المتحدة والغرب كثيرا وتستنزفهم استخباريا وتصب بخدمة الملف النووي ، لان هذه العمليات الاستخبارية سوف تشغل الولايات المتحدة وتربك علاقاتها مع حلفائها لتخفف الضغط الإعلامي والسياسي والاستخباري على الملف النووي الإيراني وقضايا أهم .
و يتضح من قرار الحكم الصادر عن محكمة في نيويورك كانون الأول/ ديسمبر 2011 أن إيران دربت نشطاء من القاعدة الذين ساعدوا من بين ما ساعدوا به في شن الهجمات الإرهابية على السفارات الأمريكية في نيروبي ودار السلام 1998 .
ويشير تقرير اللجنة الأمريكية بخصوص التحقيق في أحداث 11 أيلول 2001 أن المعتقلين الذين تم التحقيق معهم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية أبلغوا أن إيران وافقت على مرور نشطاء القاعدة فوق أراضيها في طريقهم إلى أفغانستان . واعتبر التقرير أن الاستخبارات الإيرانية تتعاون مع القاعدة على الرغم من الخلافات الإيديولوجية والدينية .أن الكشف عن شبكة الجواسيس الإيرانية بالاشتراك مع القاعدة في ألمنطقة جاء ليؤكد الشكوك بأن طهران لم تتوقف عن نشاطاتها الاستخبارية الخارجية رغم انشغالها بالملف النووي وسوريا .