حصن من قوارير بلاستيكية مستعملة!
القمامة البلاستيكية، مشكلة تتفاقم وخاصة في عالم البحار وتشكل تحديا لحماة البيئة والحكومات. لكن هذه المشكلة ألهمت فنانا كنديا، فأبدع في الاستفادة من هذه القمامة واستخدامها في البناء مثلا وغيرها من الأفكار الإبداعية!
فكرة غريبة
مثل حصن من القرون الوسطى يبدو هذا المبنى المصنوع من البلاستيك والمقام فوق جزيرة "بوكاس ديل تورو" في شمال غربي بنما. تبلغ مساحة المبنى 40 ألف متر مربع. أما الهدف من استخدام البلاستيك هنا، فهو لفت النظر والدعوة إلى إعادة التفكير في القمامة البلاستيكية.
القمامة البلاستيكية تهدد عالم البحار
الواجهة الخارجية وكذلك تفاصيل المبنى من الداخل المصنوعة كلها من البلاستك، تدل على تلوث المحيطات. وحسب المعلومات المتوفرة لدى مركز "محيط مستقبل" للأبحاث البيئية، يتم إعادة تدوير فقط جزء بسيط من القمامة البلاستيكية في العالم والتي وصل جحمها عام 2013 إلى 300 مليون طن. إذ أن الكثير من هذه القمامة يستقر في المحيطات والتي وصل حجمها عام 2010 إلى ما بين 4,8 و12,7 مليون طنا!
نسيان الراحة والهدوء
الكندي روبر بيزو، أراد أن ينعم بالهدوء والراحة حين قدم قبل 9 سنوات إلى جزيرة "بوكاس ديل تورو"، لكنه عوض ذلك انشغل وانهمك أكثر في العمل وبدأ المشاركة في تنظيف الجزيرة وتخليصها من تلال القمامة، وقد أتت جهود وجهود الآخرين أكلها وأصبحت الجزيرة نظيفة.
تلال من القوارير البلاستيكية
على الجزيرة الصغيرة فقط يتم استهلاك 1,5 مليون قارورة بلاستيك ورميها في القمامة كل عام. روبرت بيزو يجمع هذه القوارير ليستخدمها في البناء. وتجدر الإشارة إلى أنه يستخدم فقط أنواع معينة من القوارير البلاستيكية المصنوعة من مواد محددة لا تشتعل وتحترق بسهولة.
البلاستيك خلف القضبان
القوارير البلاستيكية توضع في أقفاص وتستخدم في بناء واجهة الحصن، وكل قفص يتسع لـ 300 قارورة سعة نصف ليتر أو 120 قارورة سعة 1,5 ليتر. ثم يتم تغطية الجدران بطبقة رقيقة من البيتون وهكذا يختفي البلاسيتيك ولا يظهر منه شيء.
بناء مدرسة
هذه الطريقة من البناء تناسب تماما لبناء مبنى مكون من طابق واحد، حسب رأي بيزو. والمبنى التالي الذي يسعى لبنائه هو مركز تعليمي، يطلع فيه المشاركين من الدول الصاعدة على أهمية القوارير البلاستيكية كمادة بناء رخيصة. وإحدى ميزات استخدام القوارير في البناء هو أن الهواء داخلها يشكل مادة عازلة تقي من الحر.
حصن البلاستيك
حصن بيزو البلاستيكي الأول لا يزال في طور البناء، ومن المقرر أن ينتهى منه خلال العام الجاري ليصبح مركزا لشرح مشكلة القمامة البلاستيكية للزوار. ويريد استخدام الدخل الذي يحققه من رسوم زيارة الحصن والتجول فيه، لتحقيق مشروعه التعليمي حول البيئة ومضار القمامة البلاستيكية. ويأمل بيزو أن يتم استغلال القمامة البلاستيكية والاستفادة منها في مخالف أنحاء العالم. إعداد: أوليفر ريستو/ ع.ج