حصيلة الوفيّات تتخطّى 360 ـ هل يخرج كورونا عن السيطرة؟
٣ فبراير ٢٠٢٠أعلنت السلطات الصينية اليوم (الاثنين الثالث من فبراير/ شباط 2020) أنّ عدد الوفيّات المؤكّدة في البلاد من جرّاء فيروس كورونا المستجدّ ارتفع إلى 361 بعدما أودى هذا الفيروس التنفّسي المميت بحياة 57 شخصاً إضافياً، قضوا جميعاً، باستثناء شخص واحد فقط، في مقاطعة هوبي، بؤرة الوباء في وسط البلاد. وقالت لجنة الصحّة الوطنية إنّ الساعات الـ24 الماضية سجّلت أيضاً 2829 إصابة جديدة بالفيروس التنفّسي المميت، بينها 2103 إصابات في مقاطعة هوبي. وبذلك يرتفع إجمالي عدد المصابين بالفيروس في سائر أنحاء الصين إلى أكثر من 17200 مصاب.
ويُعتقد أنّ الفيروس الجديد ظهر للمرة الأولى في كانون الأول/ ديسمبر في سوق بمدينة ووهان تباع فيه حيوانات برّية وانتشر خلال عطلة رأس السنة الصينية التي يسافر فيها ملايين الصينيين داخل البلاد وخارجها.
واتّخذت الصين إجراءات مشدّدة لمنع انتشار الفيروس شملت فرض حجر صحّي على أكثر من 50 مليون شخص في مدينة ووهان ومحاصرة هوبي، المقاطعة الواقعة في وسط البلاد وعاصمتها ووهان. والأحد سجّلت أول حالة وفاة بالفيروس خارج الصين، إذ توفّي في الفيليبين رجل صيني يبلغ من العمر 44 عاماً ويتحدّر من ووهان.
والأحد أيضاً أعلن وزير الصحّة الألماني ينس سباهن أنّ دول مجموعة السبع ستتعاون في سبيل التصدّي للوباء بصورة "موحّدة". وقال " لقد اتّفقنا على ضرورة عقد مؤتمر صحافي لوزراء الصحّة في دول مجموعة السبع".
وعزّزت دول العالم قيود السفر على الوافدين من الصين، بعدما أعلنت منظّمة الصحة العالميّة "حال طوارئ" دولية بسبب الفيروس. وخارج الصين، ارتفع عدد الدول التي وصل الوباء إليها إلى أكثر من 20 دولة.
في سياق متصل، قالت وسائل الإعلام الصينية إن مستشفى شيدته السلطات في ثمانية أيام لعلاج المصابين بفيروس كورونا في ووهان، بؤرة تفشي الفيروس، سيبدأ في استقبال المرضى اليوم الاثنين.
وتصل الطاقة الاستيعابية للمستشفى إلى ألف سرير ويهدف إلى تعويض نقص الأماكن في مستشفيات المدينة الأخرى إثر تفشي الفيروس.
من جهته، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأحد إن الولايات المتحدة اتخذت إجراءات حاسمة لحماية الأمريكيين من خطر فيروس كورونا وعرضت المساعدة على الصين، لكن أحد المستشارين الكبار قال إن بكين لم تقبل عرض المساعدة. وبدا ترامب يقلل من شأن المخاوف من تأثير الفيروس الشبيه بالإنفلونزا في الولايات المتحدة.
ودفعت المخاوف الولايات المتحدة إلى إعلان حالة طوارئ صحية ومنع دخول الأجانب الذين زاروا الصين في الآونة الأخيرة. وقال ترامب لقناة فوكس التلفزيونية خلال مقابلة يوم الأحد "لا يمكن أن يأتي إلينا آلاف الأشخاص الذين يعانون من هذه المشكلة (فيروس كورونا)". وقال إن المسؤولين الأمريكيين عرضوا على الصين "مساعدة هائلة" في التعامل مع الوباء.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين إن الصين أكثر شفافية فيما يتعلق يفيروس كورونا بالمقارنة بأزمات سابقة لكنها لم تقبل إلى الآن عرضا أمريكيا للمساعدة في احتواء المرض. وقال أوبراين في مقابلة مع قناة (سي.بي.إس) التلفزيونية "حتى الآن الصينيون أكثر شفافية بالتأكيد بالمقارنة بأزمات سابقة ونحن نقدر ذلك". ومع ذلك لم ترد بكين إلى الآن على عروض مساعدة أمريكية من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ومختصين صحيين آخرين.
وفي البرتغال وصلت طائرة عسكرية تُقل مجموعة معظمها برتغاليون كانوا في مدينة ووهان الصينية، بؤرة تفشي فيروس كورونا، إلى لشبونة في وقت متأخر يوم الأحد. وقالت وزيرة الصحة البرتغالية مارتا تيميدو إن من تم إجلاؤهم، وعددهم 20 شخصا بينهم برازيليان، وافقوا على البقاء في حجر صحي 14 يوما كإجراء وقائي، وهو بروتوكول تتبعه الكثير من الدول الأوروبية.
وهذه المجموعة جزء من مجموعة أكبر بلغ عددها 250 أوروبيا وصلوا إلى قاعدة عسكرية في جنوب فرنسا صباح الأحد.
ع.ش/ ح.ز (أ.ف.ب / د.ب.أ / رويترز)