1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حصيلة عام 2010 في العراق

مراجعة: عارف جابو ٣٠ ديسمبر ٢٠١٠

كان عام 2010 في العراق عاماً صعباً، فرغم توجه ملايين العراقيين إلى صناديق الاقتراع بحماس، تلكأت الأحزاب والقوى السياسية النافذة في تشكيل الحكومة وتواصل نزيف العراقيين.

https://p.dw.com/p/zrbm
صورة من: AP

عدد اليوم من مجلة العراق اليوم هو آخر اعداد عام 2010، سؤالنا الكبير هو ماذا تحقق في العراق على مدى عام؟

التطورات السياسية هي بالتأكيد الأبرز خلال عام، لكن هل هناك تطورات في مجال الاقتصاد؟ هل أعاد العراق بناء جزء من بنيته التحتية المدمرة؟ ما مستوى سقف إنتاج النفط؟ ماذا حدث في مجال التربية والتعليم؟ إلى أين تسير الثقافة في العراق؟ هناك من يتحدث عن انحسار ثقافي كبير، من هو المسؤول عن هذا التراجع؟ ماذا فعلت الحكومة لإصلاح أوضاع المسرح والسينما؟ ماذا يفعل الإعلام المرئي، الفضائيات العراقية؟ ماذا تحقق على مستوى الانجاز الرياضي، لاسيما أن وزير الرياضة والشباب قد احتفظ بحقيبته؟

Irak Wahlen Wähler vor dem Wahllokal
دويتشه فيله رافقت انتخابات العراق بالصورة والمايكروفونصورة من: DW

في مجال السياسة تحققت انتخابات ناجحة، تلاها انتظار دام تسعة أشهر لتأتي حكومة توافق ناقصة التشكيل، الإعلامي قاسم المرشدي رئيس تحرير صحيفة العراق نت قرأ المشهد السياسي بتفاؤل مؤكدا أن من الإنصاف التأكيد على حقيقة مهمة مفادها أن العراق خرج من تحت عباءة حكم شمولي دموي عانى منه عقودا من الزمن، ولكن ولادة العراق الجديد جاءت في منطقة يعادي حكامها الديمقراطية ويخافون منها لأنها تهدد تسلطهم على شعوبهم.

الحدث الأبرز الذي حصل في المشهد السياسي هو التداول السلمي للسلطة.وللشعب صوت مسموع، فقد تظاهر الشعب ضد وزير الكهرباء وتمت إقالته وهذا نصر للديمقراطية.

(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة:قاسم المرشدي:خلافات الكتل السياسية لم تقودها إلى العنف والسلاح)

الخبير الاقتصادي د.محمد الفخري أشار الى وجود تناقض كبير وتضارب في اعلانات الجهات المسؤولة عن أرقام الإنتاج، وهناك من يقول ان حصة التصدير من الانتاج النفطي تصل الى 1.8 مليون برميل في اليوم ولكن وزارة النفط تعول على عقود الخدمة التي أبرمتها مع شركات النفط الدولية لاستثمار 10حقول، لكن حتى لو تحققت زيادة كبيرة في الإنتاج فإن هذه الزيادة لم تنعكس بشكل واضح على مستوى دخل المواطن، مع إقرارنا بأن معدل الدخل الفردي قد ارتفع عما كان عليه في عهد حكومة صدام حسين بعشرات الأضعاف، كما ان مستوى التضخم ظل مسيطرا عليه عند مستوى منخفض.سيولة المواد النفطية وقدرة المواطن على الحصول عليها بسهولة وبأسعار معقولة بالنسبة للأسعار الدولية تحسنت إلى حد ما، واختفت الطوابير الطويلة عند محطات الوقود.

(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة:د.محمد الفخري:زيادة إنتاج النفط لم تنعكس على مستوى دخل المواطن)

Irak USA Truppen verlassen Irak Richtung Kuwait Foto
انسحاب القوات الأمريكية من المدن العراقية منتصف عام 2010صورة من: AP

قاسم المرشدي برر الوضع الامني القلق بكون العراق ما زال تجربة فتية وبأن دول الجوار لا تريد أن تكون هذه الدولة مستقرة آمنة.و أعاد المرشدي إلى الأذهان سنوات الفوضى ودعا الى مقارنتها بما آل إليه الوضع ، ثم أشار إلى الوضع المستقر في إقليم كردستان وفي الجنوب، مشيرا إلى أن الوضع الأمني متدهور في المناطق التي يقطنها العرب السنة ولو أنهم تحملوا مسؤولية حماية الأمن في مناطقهم لانخفضت مستويات العنف الى حد كبير، ووسائل الإعلام تركز على استهداف المسيحيين لأنهم أقلية، إلا أن العنف يستهدف كل العراقيين دون تمييز. وأشار المرشدي إلى أن التنظيم والتنسيق بين أجهزة الأمن في إقليم كردستان هو السبب في استتباب الأمن، وهو أمر غائب في مناطق العراق الأخرى.

د.علي الخالدي أستاذ جامعي في الأدب ورئيس اتحاد الأكاديميين العراقيين شارك في الحوار من بغداد وأشار إلى أن المشهد الثقافي في العراق قد شهد تراجعا كبيرا في عام 2010 عما كان عليه في ظل النظام السابق رغم سوء ما كان عليه آنذاك، وخصوصا في مجال التربية والتعليم الجامعي.والشواهد والمعطيات تؤكد أن الحكومة غير مهتمة بقطاعي الثقافة والتعليم قدر اهتمامها بقوانين تكرس سلطتها.ثم بين الخالدي أن الجامعات العراقية اليوم قد سملت إداراتها للأحزاب، بل إن عمادات الكليات ورئاسات الجامعات تخضع لقوانين الولاء الحزبي وهي بعيدة كل البعد عن المعايير المهنية. والهيئات التدريسية والطلبة يتمنون عودة الجامعات إلى ما كانت عليه أيام النظام السابق .اليوم هنالك تجاوز على نظام الدرجات بإضافة درجات إلى الراسبين لقربهم من هذا الحزب أو ذاك وهي فضيحة علمية كبرى.

(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة:د.علي الخالدي :الجامعات تحولت إلى إقطاعيات حزبية)

Geiselnahme Kirche in Bagdad Irak
هجوم ارهابي على كنيسة سيدة النجاة في بغداد عشية قداس الاحدصورة من: AP

د محمد الفخري بيّن أن البنية التحتية في العراق لم تشهد خلال عام أي تطور، والاقتصاد العراقي بمجمله خلال هذا العام ظل يراوح في مكانه والسبب في ذلك هو التجاذب السياسي وتدهور وضع الأمن؛ والبني التحتية المخربة بقيت على حالها.

وأشار الفخري الى انه يقرأ دائما عن شراكات وعقود تنجز لإعادة البنية التحتية دون أن يلمس أي تغيير على الأرض، ورغم مؤتمرات الاستثمار التي عقدت في دول عديدة لم يتحقق أي شيء فالبطالة والفساد يعيقان كل شيء.

وانضم إلى الحوار الصحفي آكو محمد رئيس تحرير صحيفة روداو المستقلة فبين ان المشهد السياسي في كردستان العراق خلال عام 2010شهد تطورا ملحوظا في الانتخابات النيابية في كردستان وفي الانتخابات البرلمانية العراقية فقد ظهرت حركة سياسية جديدة هي حركة" التغيير"التي أحرزت 8مقاعد في البرلمان العراقي ، وحركة التغيير تقع اليوم خارج التحالف الكردستاني وقد حصلت على مقاعد لوحدها في البرلمان العراقي، لكنها اعلنت مرارا أنها ملتزمة بمصالح الكرد في العراق.

وعلى المستوى الاقتصادي أشار محمد إلى أن الإقليم يشهد حركة استثمارية نشطة، لكن المواطنين ما زالوا يشكون من الغلاء والبطالة والفساد، والعراق بمجمله يعاني من الفساد، ولكن حسب إحصائيات وزارة التخطيط في الإقليم فإن نسبة الفقر والبطالة في الإقليم اقل من مثيلتها في سائر أرجاء العراق بنسبة كبيرة ولا يمكن مقارنة الوضعين ببعضهما.

ولفت آكو محمد الأنظار إلى وضع الإعلام المستقل في كردستان مبينا أنه يعتبر فتيا بمقاييس الصحافة الجديدة ، ويمكن أن نؤرخ له منذ عام 1991، واليوم هناك اعلام حزبي وإعلام مستقل بتمويل خاص، وهناك قناعة لدى الناس مفادها ضرورة أن يكون الإعلام مستقلا.لكن صدور قانون تنظيم العمل الصحفي في عام 2007ضمن الحريات الصحفية ولكن ما زال الجدل قائما حول هذا القانون والمحاكم تلجأ إلى قانون العقوبات العراقية فيما يتعلق بالمخالفات الصحفية لسبب عدم وجود فقرات في القانون تغطي كل القضايا.

(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة:آكو محمد:صدور قانون الصحافة سجل نصرا للحريات الصحفية لكن الجدل حول حدود الحريات ما زال قائما)

Irakisches Parlament spricht neuer Regierung das Vertrauen aus
الحكومة الجديدة تؤدي اليمين الدستوري في نهاية عام 2010صورة من: AP

د علي الخالدي تحدث عن ملامح المشهد الثقافي في العراق معتبرا أن الفضائيات التلفزيونية هي ملمح بارز في هذا المشهد يسجل تطورا هاما في هذا الجانب معتبرا ان وجوده شيء مبهج، لكن الخطاب الإعلامي لهذه الفضائيات مخيب للأمل حيث يسودها الخطاب الديني ، وتكاد تكون جميع الفضائيات منحازة ومتحزبة ولكن لابد من القول أن لبعض الفضائيات خطاب إعلامي شبه مستقل.

ثم عرّج الخالدي إلى الحديث عن الصدمة التي أصابت المثقفين العراقيين في مهرجان بابل الأخير حين منع مجلس محافظة بابل إقامة المهرجان بسبب منع الموسيقى والغناء، وهذا يعني ان العراق أصبح قندهار ، والعراق يرفض أن تحكمه عصابة مثل طالبان ولا يمكن أن يكون إمارة إسلامية، فهو بلد الحضارة والثقافة، وللأسف فإن من يملكون الفضائيات هم من يملكون المال والسلطة، لذلك يختارون ما يقولونه لأغراض سياسية.

قاسم المرشدي أيّد الرأي القائل بأن المواطن وهمومه قد غابت عن المشهد كما تلاشت الوعود الانتخابية لكل الكتل، مبينا أن رئيس الحكومة نوري المالكي قد أشار في خطاب تنصيب الوزراء إلى أن تشكيلة الحكومة لا تلبي طموحه ولا طموح أي عراقي لكنها جاءت لتلبي أفكار وبرامج القوى التي صنعتها.والطريق مفتوح أمام كل الكتل السياسية لإثبات وعودها الانتخابية المبذولة بسخاء للناخبين.

ثم أشار المرشدي إلى وضع الجامعات في عهد صدام حسين حين كانت مغلقة على المنتمين إلى حزب البعث وحكرا على المكونات العربية في النسيج العراقي.

DW-Grußkarte Jahreswechsel 2011
ماذا يخبئ عام 2011 للعراق؟صورة من: DW

وانضم إلى الحوار من لندن د.كاظم العبادي الخبير في الشؤون الرياضية مستعرضا أهم ما تحقق في مجال الرياضة في العراق عام 2010و معتبرا أن أهم انجاز حققه العراق جاء في مشاركته في دورة الألعاب الاولمبية الآسيوية والتي تعد ملخصا لأهم انجاز حققه رياضيو أي بلد خلال عام مقارنة بنظرائهم في آسيا، واعتبر العبادي النتائج التي حققها العراق في ظل أوضاعه الأمنية والاقتصادية والسياسية مقبولة.

وأشار العبادي إلى أن مشكلة اتحاد كرة القدم العراقي لم تحل لحد الآن ، والخلافات كبيرة بين أفراده.أما المنتخب العراقي فقد خاض خلال العام 15مباراة فاز بثمانية منها وهذا انجاز جيد ولكنه كان غائبا عن المشاركة الدولية بشكل واضح .

(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة:د كاظم العبادي:غاب المنتخب العراقي لكرة القدم عن المشاركات الدولية)

Kassem Al Murshedi
الإعلامي قاسم المرشدي رئيس تحرير صحيفة العراق نتصورة من: Kassem Al Murshedi

ودعونا المستمعين إلى مشاركتنا الحوار بالإجابة عن سؤالنا:

في أي مجال تحقق تقدم في العراق خلال هذا العام؟

فأشار المستمع عامر من بغداد إلى أن تطورا ملحوظا حصل خلال هذا العام، حيث أن حركة الناس ومظاهراتهم تعبر عن تغيير جميل، والتطور موجود ولكن ينبغي الاستفادة من هذا التطور وتوجيهه، وكلمة المالكي التي أشار فيها إلى أن تشكيلة الحكومة لا تلبي الطموح تمثل مقولة لا يمكن أن نسمعها من أي مسؤول في أي دولة عربية.

(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة:المستمع عامر:تغيير جميل يجب أن يستمر)

الكاتب : ملهم الملائكة Mulham Almalaika .