حملة في تونس لمنع رسو سفينة على متنها يمينيون أوروبيون
٨ أغسطس ٢٠١٧استأجرت جماعة من اليمين المتطرف مناهضة للهجرة تدعى "جينيريشن آيدنتتي" (بالعربية: جيل الهوية) سفينة من جيبوتي اسمها "سي ستار"، بفضل حملة تبرعات إلكترونية تمكنت عبرها من جمع 200 ألف دولار منذ منتصف أيار/مايو.
وواجهت السفينة، التي يبلغ طولها 40 مترا، صعوبات مع سلطات قناة السويس في مصر وفي محطتها الأولى في قبرص، التي يعتقد أنها غادرتها في الأول من آب/ أغسطس.
وبعد منعها من الرسو في مرفأ يوناني، غيّرت السفينة اتجاهها من الشرق الى الغرب نحو الشواطئ الليبية، وعبرت "سي ستار" المياه المحاذية للسواحل الليبية، وكانت لا تزال عالقة يوم أمس الإثنين في البحر، قبالة الشواطئ الليبية، عاجزة عن التقدم، ويعتقد أنها باتت بحاجة إلى المؤن.
وكان صيادون في ميناء جرجيس في جنوب شرق تونس قرب الحدود الليبية تجمعوا في المرفأ التونسي يوم الأحد للتصدي للسفينة وأكدوا أنهم لن يسمحوا لها بالرسو.
وقال شمس الدين بوراسين، رئيس جمعية الصيادين إنه إذا اقتربت السفينة من المرفأ "فسنغلق القناة التي تستخدم للمؤن. هذا أقل ما يمكننا القيام به نظراً لما يجري في البحر المتوسط وموت العديد من المسلمين والأفارقة."
وطالبت منظمة المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية بمنع رسو السفينة "سي ستار" في المرافئ التونسية ودعت الحكومة إلى "عدم التعاون مع طاقمها العنصري والخطير."
ودعا الاتحاد العام التونسي للشغل، الفائز بجائزة نوبل للسلام عام 2015، على صفحته على فيسبوك الضباط والموظفين في المرافئ التونسية إلى "عدم السماح للسفينة سي ستار العنصرية بتشويه سمعة مرافئ تونس."
وأعربت منظمات حقوقية عن قلقها من إعادة القوارب إلى ليبيا حيث يواجه المهاجرون خطر الاعتقال في مخيمات مزدحمة والتعرض إلى التعذيب والعنف الجنسي والعمل القسري.
وكانت مجموعة "جيل الهوية"، وخصوصا فروعها: الفرنسي والإيطالي والنمساوي والألماني، قد استأجرت السفينة في إطار عمليتها "دافعوا عن أوروبا" (ديفيند يوروب) لاعتراض السفن وإعادة المهاجرين، الذين يحاولون التوجه إلى أوروبا.
ويشير طاقم "سي ستار" إلى أن هدفه الأساسي هو فضح التعاون القائم -في رأيه- بين قوارب الإغاثة التابعة للمنظمات غير الحكومية والمهربين، الذين يرسلون قوارب تغص بالمهاجرين من ليبيا.
لكن نشطاء تونسيين يقولون إنها تتخفى وراء قناع إنساني هدفه المعلن إنقاذ المهاجرين من الموت غرقا، إلا أن الحقيقة هي أن هذه المجموعة تعمل على وقف الهجرة الجماعية لأوروبا في ظرفٍ تغلق فيه القارة العجوز أبوابها في وجه القادمين و تقيّد التأشيرات بإجراءات مهينة ولا تسمح بدخول إلا القلة القليلة من اللاجئين.
وتفاعل مغردون تونسيون مع الموضوع، وغرد أحدهم عن منع السفينة من الرسو في المرافئ التونسية:
ويقول آخر إن السفينة لا تستطيع التقدم إلى الموانئ التونسية.
فيما نقل آخرون بيان "جمع شمال إفريقيا" بشأن التصدي للسفينة ومنع رسوها في تونس.
وعلى صفحة DW عربية على موقع فيسبوك علق عدد من الزوار على قضية السفينة سي ستار، فقال "Agri Issa" :
لا يوجد مكان لكل المهاجرين في أوروبا بسبب ظروفهم الاقتصادية. الحل هو دعم تلك الدول الفقيرة بمشاريع بنى تحتية.
وعلق " Muter Muter" قائلاً: لازم ارجاع كل المهاجرين خاصه الافارقه .. دمرو اوروبا.
واستنكر Badi Ghayat إعادة المهاجرين الى بلادهم التي هربوا منها فقال : معقولة يرجعوهم إلى دولة لم توفر اﻻمن حتى لمواطنيها القتل يومي والخطف.