حين يحل الملوك والأمراء ضيوفاً على مدينة كوبورغ
٢ مارس ٢٠٠٦
شرعت دوقية ساكسن كوبورغ وغوتا أواخر القرن الثامن عشر بإحلال أقاربها على عروش البيوت الملكية الأوروبية بواسطة سياسة زواج بارعة. كان الكوبورغيون في أخر المطاف يحكمون نصف العالم. ذهبت سياسة الدوقية إلى أن يكون شعارها زمناً طويلاً " ليشن الآخرون حروباً، أما أنت يا كوبورغ السعيدة، فتزوجي!". "حملة التزاوج" جلبت لـ كوبورغ لقباً أخرا وهو "مركز تربية أوروبا".
طراز بريطاني
الكوبورغيون إذن يمتون بصلة وثيقة للبيوت الملكية في كل من السويد والنرويج وبلجيكا وإسبانيا وإنجلترا. فلا عجب إذن أن نجد في كوبورغ في ظل كل هذا النبل "نفحة من باكنغهام". اتخذ أذواق ساكسن وكوبورغ ابتداءً من منتصف القرن السادس عشر قصر إيرنبورغ في المدينة مقراً لهم. إن الانطباع الذي يوحي به القصر في يومنا هذا هو حصيلة التغييرات التي أجريت في القرن التاسع عشر، حيث كان الأسلوب الغوطي الجديد "موضة" سائدة. أما من الداخل فيعرض قصر إيرنبورغ نفسه على عكس خارجه "بالزي الإمبراطوري" الفرنسي الأنيق. ومن المدهش علاوة على ذلك: واحد من أول مراحيض المياه في القارة الأوروبية أعد خصيصاً بمناسبة زيارة الملكة فكتوريا عام 1860.
"التاج الفرنكي"
تعتبر قلعة كوبورغ من أكبر وأجمل قلاع القرون الوسطى في ألمانيا. ويؤمها اليوم الكثير من السياح، بعد ما كان يؤثر القول آنذاك بأن الاستيلاء عليها من المستحيلات. تبدو البروج والأسوار والجدران الواقية للناظر وكأنها تاج على سطوح كوبورغ. وبما أنه تم الحديث بشكل وافر عن كبار الشخصيات، فمن الجدير بالذكر أن بعض الشخصيات المهمة قد سكنت في القلعة أيضا مثل مصلح الكنيسة مارتن لوثر.
التوجه إلى الوسط
يتضح بعد إلقاء نظرة على الخارطة الجغرافية أن مدينة كوبورغ كانت تقع متنحية جانباً، ولكن هذا قد أصبح في عداد الماضي منذ إزالة الحدود الداخلية لألمانيا. تحركت كوبورغ من ناحية جغرافية إلى الوسط. النتيجة: الازدهار الاقتصادي في المدينة ملحوظ وملموس. تستقر شركات جديدة في كوبورغ والأعمال اليدوية التقليدية تزدهر هي الأخرى. معامل البيرة وصانعو السلال ومصانع الدمى تتواجد كلها في كوبورغ ـ واحد منها هو ثاني أكبر مصانع الدمى في العالم وهو بالتالي معمل متخصص جداً.
تماثيل هومل، محطمة الرقم القياسي للصادرات
تغادر هذا المعمل "تماثيل هومل" المعروفة والمجموعة في كل بقاع الأرض لتصل إلى شتى بلدان العالم. تاريخ نشوء هذه التماثيل يشابه الخرافة.التحقت بيترا هومل المولودة عام 1909 بعد دراستها للفن بدير راهبات وقدمت هناك حصصاً للفن في مدرسة. بعد أن أصبحت حياة الأطفال اليومية موضوع رسوماتها تم ابتداء من عام 1935 صب تماثيل "أطفال هومل" بالخزف. ولكن الراهبة لم تعش نجاح تماثيلها ورواجها بتلك السرعة الهائلة إلا فترة وجيزة، حيث أنها توفيت عام 1946. اتحد حتى يومنا هذا أكثر من 300,000 هاوي في " نوادي تماثيل هومل". تماثيل الأطفال لا زالت حتى الآن سلعة تصدير هامة للمنطقة.